طهران تدخل مرحلة «الجهاد الاقتصادي» وتتحسب من ثورة خضراء جديدة

لاريجاني: ما لم تنطلق عجلة الإنتاج لن تتوفر فرص العمل

TT

كشفت تصريحات خطيب جمعة طهران وأمين مجلس صيانة الدستور في إيران، عن توقعات الحكومة الإيرانية بإمكانية تكرار الانتفاضة الخضراء في عام 2009 بعد تزوير الانتخابات الرئاسية في حينها، مشيرا إلى أن «الشعب الإيراني الواعي لن يسمح لمثيري الفتنة بتكرار (مخططاتهم التآمرية) كما حدث في الانتخابات السابقة»، في مقابل ذلك أعلن رئس مجلس الشورى الإيراني أن إيران دخلت مرحلة «الجهاد الاقتصادي» معتبرا أنه الطرق الوحد المتاح لعبور البلاد من المشكلات الاقتصادية التي فرضتها العقوبات الدولية على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وأكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لارجاني أن «الطريق الوحيد المتاح للعبور من المشكلات الاقتصادية هو الالتزام بتوجيهات قائد الثورة الإسلامية في إيران» معتبرا أن «الدول الغربية تتمسك بأي ذريعة للضغط على إيران».

لافتا إلى أن «قائد الثورة طرح منذ عامن موضوع الجهاد الاقتصادي والاقتصاد المقاوم، وأهم ذلك هو الاستقلال في إنتاج الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية وضرورة المضي في مسرة إعمار البلاد وأن تحقق التقدم دون السماح بحدوث شيء يوقفه».

ولفت إلى أنه «ستم المضي في هذا الطرق وسنفذ البرلمان توجهات قائد الثورة الإسلامة لأنه جب الدفاع عن حقوق الشعب»، مؤكدا القول إنه بعد المضي في هذا الطريق ستشعر قوى الغطرسة الدولية التي كانت تتصور أنها مكنها الأضرار بالشعب الإيراني بالعجز، وسيخرج الشعب الإيراني مرفوع الرأس من هذا الاختبار.

وأوضح لاريجاني أن إيران «تواجه مشكلة ذات بعدن»، مشيرا إلى أن «أحد بعدي القضية هو البعد الخارجي وموضوع الحظر والقضايا التي ثرها الغرب ضد إيران حث يتذرعون تارة بالقضية النووية وأخرى بحقوق الإنسان إلا أنهم يعارضون أساس الإسلام».

مضيفا أنه «لو لم تكن هناك القضية النووية وحقوق الإنسان لكانوا قد طرحوا قضية أخرى لأنهم لا ردون ثورة تكون حاة الشعب في ظلها على أساس الإسلام»، معتبرا أن قرارات الكونغرس وتصريحات الرئيس الأميركي تأتي بهدف تصعيد الضغوط ضد الشعب الإيراني.

وأكد لارجان على ضرورة عدم الإخلال بمسرة نمو الإنتاج في إيران مستطردا «لنا منافسون عنيدون لذا فإن أي إجراء تم جب أن كون في مسار المساعدة بدعم الإنتاج وما لم تنطلق عجلة الإنتاج فلن تم توفر فرص العمل».

كلام لاريجاني يأتي وسط ترتيبات خاصة تجريها الحكومة الإيرانية على كل المستويات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في إيران، وذلك خوفا من تكرار ما كان يعرف بالثورة الخضراء التي أودع رموزها السجن لكن مدها لا يزال مستمرا بحسب معارضين، وتوقعوا أن تتجدد جذوتها أمام أي استحقاق يثير الشارع الإيراني الذي يرزح تحت ضغوط كثيرة تبدأ من قيمة العملة الأخذة في التداعي ولا تنتهي عند القيود الاجتماعية الكثيرة التي تفرضها الحكومة.

ولعل ما لمح إليه خطيب جمعة طهران المؤقت آية الله جنتي لا يدع مجالا للشك بأن طهران تضع يدها على قلبها خوفا من تكرار أحداث الثورة الخضراء التي كادت تطيح بالمرشد وفكره، حيث قال آية الله جنتي إن جميع الأشخاص الراغبين بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة يجب أن تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، موضحا أن «جميع الانتخابات التي جرت في إيران كانت حرة منذ انتصار الثورة الإسلامية ولحد الآن»، معتبرا أن «الشعب الإيراني الواعي لن يسمح لمثيري الفتنة بتكرار مخططاتهم التآمرية كما حدث في الانتخابات السابقة» في إثارة إلى ثورة إيران الخضراء التي أجهضتها الحكومة الإيرانية ووزعت رموزها بين السجون والإقامات الجبرية.

واشتعلت احتجاجات الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي تسمى بالثورة الخضراء بعدما اتهمت الحكومة بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في يوم 12 يونيو (حزيران) 2009 التي أدت إلى فوز أحمدي نجاد، وشهدت احتجاجات مليونية في مدن إيران الكبرى كطهران وأصفهان وشيراز بعد الإعلان في 13 يونيو عن فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية بحصوله على بنسبة 63% بإقبال 85% من الناخبين.

وأعلن وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار في وقت سابق أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية ستجري في الخامس عشر من يونيو المقبل وأن تسجيل أسماء المرشحين الراغبين لخوض الدورة الـ12 للانتخابات الرئاسية سيتم في الفترة من 6 إلى 11 مارس (آذار) المقبل.

وينتظر أن تشهد الانتخابات الرئاسية في إيران إقبالا كبيرا من الشارع الإيراني منتصف العام المقبل واهتماما من الإعلام الدولي ليس لأنها ارتبطت في أذهان المتابعين بثورة خضراء كادت أن تزهر في طهران، وإنما لأنها تتزامن مع ما يعرف بالربيع العربي الذي أطاح بأربعة رؤساء عرب.

وبرأي جنتي الذي يشغل أيضا موقع أمين مجلس صيانة الدستور فإن «دور طهران الهام في التطورات الدولية جعل ساسة دول العالم يقرون بقدرة إيران على الصعيد الدولي» وفقا لوكالة مهر للأنباء.

وأشار جنتي كذلك إلى أن الشعب البحريني شعب مظلوم ويريد حقوقه المشروعة في حين تخطط كل من بريطانيا وإسرائيل لإشعال نار الفتنة في العراق كما حدث في سوريا «إن الأعداء الأجانب يخططون لإشعال الحروب في العراق ويريدون أن يحصل في العراق كما حصل في سوريا، لذا يجب على الشعب العراقي توخي اليقظة».