باكستان: 115 قتيلا في أكثر «الهجمات» الانتحارية دموية منذ سنوات

3 أيام حداد على ضحايا تفجير بلوشستان

إعلاميون باكستانيون في مظاهرة صامتة احتجاجا على مقتل زميلهم عمران شيخ وعشرات من الأبرياء في تفجيرات مدينة كويتا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أسفرت سلسلة هجمات شهدتها باكستان أول من أمس وبينها عمليتان انتحاريتان استهدفتا ناديا للبلياردو يقصده مسلمون شيعة عن مقتل 115 شخصا في حصيلة هي من بين الأفدح التي تمنى بها باكستان في يوم واحد منذ 2007. وقتل 82 شخصا على الأقل وأصيب 121 بجروح في كويتا بجنوب غربي باكستان، عندما فجر انتحاريان عبوة ناسفة وسيارة مفخخة في ناد مكتظ للبلياردو في المدينة التي يشكل الشيعة غالبية سكانها، كما أفادت الشرطة. وأعلنت جماعة عسكر جنقوي السنية المتطرفة مسؤوليتها عن الهجوم الذي خلف أكبر عدد من الضحايا بين الأقلية الشيعية التي تعد 20% من سكان باكستان البالغ عددهم 180 مليونا. كما يعتبر الهجوم الأسوأ في باكستان منذ الهجوم الانتحاري المزدوج الذي قتل 98 شخصا خارج مركز تدريب للشرطة في مدينة شبقدار شمال غربي البلاد في 13 مايو (أيار)، 2011 بعد العملية الأميركية التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن. وفي ساعة مبكرة من أول من أمس، انفجرت عبوة تحت سيارة لقوات الأمن في منطقة مكتظة في كويتا فقتلت 11 شخصا وخلفت عشرات الجرحى. وفي هجوم ثالث، انفجرت قنبلة في تجمع ديني في وادي سوات شمال غربي البلاد وأسفرت عن 22 قتيلا وأكثر من 80 جريحا. وهو الهجوم الأفدح في المنطقة منذ القتال الذي دار في 2009 بين الجيش وحركة طالبان. وأعلنت باكستان الحداد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا التفجيرات التي وقعت في مدينة كويتا في بلوشستان وأدت إلى مقتل العشرات. وكويتا هي عاصمة محافظة بلوشستان في جنوب غربي باكستان المحاذي لإيران والذي يشكل معقلا للكثير من الجماعات الإسلامية والانفصالية. وغالبا ما تشهد المحافظة أعمال عنف ينفذها متمردون وتتسبب بها نزاعات دينية. وفي كويتا، قال ضابط الشرطة مير زبير محمود لوكالة الصحافة الفرنسية إن الانتحاري الأول فجر نفسه داخل نادي البلياردو وبعد عشر دقائق، وما أن وصل عناصر من الشرطة ومسعفون وصحافيون إلى المكان، حتى قام انتحاري آخر بتفجير سيارته المفخخة أمام المبنى. من جهته، أورد المسؤول في حكومة بلوشستان الإقليمية أكبر حسين دوراني أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 82 والجرحى إلى أكثر من 120. وقتل تسعة من رجال الشرطة وثلاثة صحافيين وعدد كبير من المسعفين في هذا الهجوم المزدوج. وقالت الشرطة إن معظم مرتادي نادي البلياردو من الشيعة. وأعلنت جماعة عسكر جنقوي مسؤوليتها عن الهجوم في اتصال مع صحافيين محليين. وتعتبر الجماعة على صلة بتنظيم القاعدة وطالبان وكانت من بين الحركات الضالعة في خطف وقتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل في يناير (كانون الثاني)، 2002 بقطع رأسه. وتشكل محافظة بلوشستان معقلا للكثير من الجماعات الإسلامية والانفصالية، وغالبا ما تشهد أعمال عنف ينفذها متمردون ونزاعات على خلفية دينية.

واعتبرت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان أن فشل الحكومة الباكستانية في حماية الأقلية الشيعية، «مدان ويرقى إلى مستوى التواطؤ في المذبحة الوحشية التي يتعرض لها مواطنون باكستانيون». واعتبرت المنظمة أن حصيلة القتلى الشيعة خلال سنة 2012 هي الأفدح في تاريخ باكستان. وتضرر بسبب الهجوم عدة متاجر ومبان مجاورة، كما دمرت أربع سيارات إسعاف. وشاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية الكثير من الجثث ملقاة على الأرض وبجانبها أقرباء ينتحبون. وشهدت كويتا الكثير من الهجمات التي تستهدف الشيعة في باكستان وخصوصا من أقلية هزارة، كما أنهم يقعون ضحية هجمات ينفذها انفصاليون وحركات إسلامية متمردة. ووقع التفجير في وادي سوات خلال اجتماع أسبوعي لجماعة التبليغ في مقرها على مشارف منغورة، إحدى كبرى مدن المنطقة، كما أفاد مدير الشرطة في المنطقة أخطر حياة. وقال الضابط شوكت مالك إن القنبلة كانت تزن نحو خمسة كيلوغرامات. وكانت مصادر سابقة أشارت إلى انفجار قارورة غاز. وفي الاعتداء الذي استهدف سيارة الأمن، قال مرتضى بيك المتحدث باسم شرطة الحدود، إن واحدا على الأقل من رجال شرطة الحدود قتل وأصيب عشرة بجروح، بينهم اثنان في حالة خطرة. وشهدت باكستان أدمى هجوم في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، 2007 عندما قتل 139 شخصا في التفجير الذي استهدف موكب مستقبلي بنظير بوتو لدى عودتها إلى باكستان. وفي 28 أكتوبر، أدى تفجير سيارة في سوق للألبسة شمال غربي بيشاور إلى مقتل 134 شخصا.