خدمة المجتمع والاهتمام بالعلوم على قائمة اهتمامات المرأة في مجلس الشورى

الدكتور آل الشيخ: المرأة في المجلس سيكون لها الاستقلال التام عن الرجل

قفز عدد أعضاء الشورى من 15 عضوا في 1927 إلى 150 عضو في 2013 («واس»)
TT

أكد الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي، أن مسيرة مجلس الشورى تعد نموذجا متميزا للشورى الإسلامية في التأسيس اختيارا والمنطلق عملا، لتأتي في سياق المرتكزات والثوابت الشرعية التي قام عليها كيان الدولة. وقال آل الشيخ في تصريح صحافي، إن «السعودية وهي شديدة الحرص على هويتها وخصوصيتها التي ميزها الله بها في سلوك المنهج الشرعي الحنيف في جميع شؤونها ترى من سداد الخطى التمسك بهذه الصيغة الإسلامية في استطلاع الرأي الوطني مجموعا على صعيد واحد في رؤية نخبته ذات التخصص والتميز في عدد من التخصصات العلمية والمجتمعية والمنهجية، فضلا عن التجارب الطويلة التي يتمتع بها جملة من الأعضاء، وتعدد الاتجاهات والرؤى في التحليل العلمي والتصور الوطني». وأضاف: «لكون المرأة تتمتع في مجالها واهتمامها وتخصصها برؤية تستحق الدراسة وتداول الرأي حولها كما كان لأسلافها من عهد الرعيل الأول إلى اليوم، فقد اتجهت همة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الإفادة مما لديها للمزيد من تفعيل إسهامها في القرار الوطني، وقد كانت تجربتنا في الشورى مع مرئياتها ودراساتها وإسهاماتها المتعددة كمستشارة كانت ناجحة واحتاج الأمر إلى أن تكتمل هذه المشاركة بإبداء الرأي كصوت ليضاف لصوت البقية ممثلا في نهاية المطاف بالإجماع أو الأكثرية رؤية المجلس في نطاقه الشوري المعروض على ولي الأمر». وتابع قائلا: «وكما هو منهج هذه البلاد في احترام هويتها الشرعية، فقد تضمن الأمر الملكي بمشاركة المرأة كعضو في المجلس ضمانات شرعية قوية تكفل خصوصيتها واستقلالها التام عن الرجال وهذا مطلب شرعي لا بد منه، فالمرأة في المجلس سيكون لها هذا الاستقلال التام عن الرجل، بدءا من دخولها وانتهاء بخروجها، وسيكون الطاقم النسائي العامل معها في مكاتبها يتمتع بذات الخصوصية والاستقلال، ولن يكون لها مع أي من الأعضاء الرجال ولا العاملين من الرجال في المجلس أي تواصل مباشر مطلقا، وفي هذا تحقيق للمصلحة الشرعية بمشاركة المرأة في عضوية المجلس مع الأخذ بكافة الضمانات في ضوابط هذه المشاركة من الناحية الشرعية».

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد آل عمرو، الأمين العام لمجلس الشورى، أن المجلس سيعمل على تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين الذي تضمن مشاركة المرأة عضوا في المجلس على هدي أحكام الشريعة. ومع اختيار الأعضاء الجدد لعضوية مجلس الشورى السعودي اتجهت الأنظار والتوقعات إلى الأسماء النسائية المختارة بحكم أنها المرة الأولى التي تدخل فيها المرأة المجلس كعضو كامل في خطوة تعتبر تاريخية بكل المقاييس. ومن الأعضاء الجدد تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة سلوى الهزاع، رئيسة قسم العيون واستشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي، والدكتورة ثريا العريض، الأديبة السعودية المعروفة والمتخصصة في مجال التخطيط التربوي والإدارة، والدكتورة حياة سندي، الباحثة العلمية السعودية في الحقل الطبي والتي اختارتها منظمة اليونيسكو سفيرة للنوايا الحسنة للمنظمة الدولية.

الدكتورة سلوى الهزاع علقت على اختيارها ضمن القائمة بأن الأمر يبعث على السعادة والرهبة في آن واحد. وأضافت: «أتمنى أن أقول كلمة حق» من خلال دورها الجديد في مجلس الشورى، مشيرة إلى أن الأجندة الخاصة بها أو ما ستطرحه من مساهمات في المجلس لن تقتصر على قضايا المرأة فقط، بل قضايا تمس المجتمع كله. وأشارت الدكتورة سلوى الهزاع إلى أن الأسماء التي أعلنت أمس كلها «لها دورها وثقلها في المجتمع وأتمنى أن نقوم معا بالدور والواجب المطلوب منا وأن نكون قدوة ونموذجا مشرفا للدورات المقبلة».

من جانبها، أشارت الدكتورة ثريا العريض، المتخصصة في مجال التخطيط التربوي، إلى أن تجربة دخول مجلس الشورى كعضو تعد «تجربة جميلة». وقالت: «أتمنى أن نكون على مستوى الثقة وأن نقوم بالدور المطلوب منا والذي يتوقعه منا المواطن. وأن يكون الأمر بداية لمسيرة منصفة متقبلة لوجود المرأة في منظومة المجتمع». الأولويات التي تحملها الدكتورة ثريا العريض تتمثل في «توجه وطني يسعى نحو التخطيط المستقبلي، وأن يكون العمل نحو هذا المشروع عملا جماعيا يقوم به فريق متكامل يهدم الحواجز ويعمل يدا بيد. أتوقع الاختلافات في وجهات النظر ولكن هذا هو المطلوب من المجلس».

ومن المجال التربوي إلى مجال العلوم والابتكار، جاء اختيار العالمة السعودية الدكتورة حياة سندي بمثابة التأكيد على أهمية دور العلوم في المجتمع. وعلقت دكتورة حياة على أهمية اختيار المرأة في مجلس الشورى بأنه «أمر رائع وفي الطريق الصحيح لأن المرأة والرجل يكملان بعضهما في المجتمع وكل منهما له رأي يكمل الآخر».

ترى الدكتورة سندي الأمر خطوة تاريخية ثانية في المملكة العربية السعودية منذ إدخال تعليم الفتيات، مضيفة: «هذه الخطوة تعتبر تغييرا كبيرا في المجتمع، وهي بشارة خير».

العمل جنبا إلى جنب مع الأعضاء الرجال أمر يخدم المجتمع ويجلب رؤى مختلفة للنقاش، حسب ما تقول الدكتورة سندي: «مما لا شك فيه أننا سنتعاون معا من خلال المشاركات والاقتراحات، الرجل محتاج لنا لنبدي وجه نظرنا في أمور مجتمعية لأننا أقدر على الوصول إليها».

وبحكم تخصصها العلمي تحمل الدكتورة حياة أجندة تهتم بالعلم ودعم المؤسسات العلمية والابتكار. تقول: «بالتأكيد العلم والتعليم وقضايا الشباب والمرأة، كل تلك الجوانب أستطيع الإفادة فيها من خبرتي، وخصوصا مجال الابتكار. وأحب أن أقدم خبراتي لخدمة المجتمع».