أبرز قيادات حركة طالبان لـ «الشرق الأوسط»: «القاعدة» لن تعود لأفغانستان

الملا آغا جان معتصم: أميركا أنفقت 600 مليار دولار في الحرب.. منها 20 مليار دولار على البنية التحتية

الملا آغا جان معتصم
TT

الملا آغا جان معتصم الذي ترأس حتى عام 2009 اللجنة السياسية التابعة لحركة طالبان، من أبرز قيادات الحركة، من مواليد قندهار، يتكلم اللغة العربية الفصحى بطلاقة بعد أن تعلمها في المدارس الشرعية في جنوب أفغانستان، يوصف معتصم وهو صهر الملا عمر، بأنه إسلامي معتدل في صفوف الحركة الأصولية، شغل أيضا منصب وزير المالية في حكم طالبان الذي استمر من 1996 وحتى 2001.

والملا معتصم الذي يؤيد المفاوضات مع الأميركيين تعرض لمحاولة اغتيال في كراتشي بباكستان، وكاد أن يقتل على يد متشددي الحركة، دعا في حواره مع «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 11 سنة في أفغانستان، وإجراء محادثات سلام، وطلب الإفراج عن الأسرى، وإنهاء العقوبات المفروضة على قادة الحركة لتسريع عملية السلام، وكانت الأمم المتحدة رفعت اسم الملا معتصم من قائمة المطلوبين لدى مجلس الأمن الدولي العام الماضي، وأدرج اسم معتصم في قائمة مجلس الأمن الدولي. وجاء الحوار معه على النحو التالي:

* أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام النواب أن بريطانيا، ثاني بلد مساهم في قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان، ستسحب 3800 جندي من أصل 9 آلاف منتشرين في أفغانستان بحلول نهاية 2013.. ما تأثير ذلك على ما يتردد من فرص الحوار مع حكومة كرزاي؟

- إن وجود قوات أجنبية في أفغانستان يعد من أبرز عوامل استمرار الحرب فيها، فانسحاب تلك القوات هي الطريقة الأفضل لإحلال السلام والاستقرار في البلد، والشعب الأفغاني يتمنى انسحاب جميع قوات تحالف الأطلسي، ولذلك يرحب بإعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن انسحاب قواته ونعتبره نقطة بداية لإنهاء الحرب. وبما أن بريطانيا تحتل المرتبة الثانية بعد القوات الأميركية في أفغانستان، فلا شك أن انسحابهم سيكون له تأثير كبير على جميع القوات الأجنبية.

* من وجهة نظركم كيف سيكون المشهد السياسي في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية عام 2014.. وسط تصريحات الرئيس كرزاي المطمئنة من أن أفغانستان لن تواجه تحديات أمنية بعد انسحاب قوات التحالف؟

- نعم، إن الحكومة الأفغانية حاليا تعتمد على مساعدات أجنبية، وهناك احتمالات تشير إلى تزلزل النظام الحالي بعد انسحاب القوات الأجنبية.

ولذلك أفضل أن تتفق الجهات الأفغانية على استراتيجية موحدة قبل انسحاب القوات الأجنبية، وهذا التوافق يساعد على تحسن الوضع الأمني في البلد ويجنب الفوضى بعد انسحاب القوات الأجنبية.

والصراعات الداخلية ليست في مصلحة أي أحد، وقد تضرر الشعب الأفغاني كثيرا منها إبان خروج القوات السوفياتية من أفغانستان. لذا أنا أوصي جميع الجهات الأفغانية بممارسة العمل المشترك قبل انسحاب قوات أجنبية من البلد.

* هناك أحاديث كثيرة عن معتدلين ومتشددين في حركة طالبان وأنهم يريدون الحوار مع المعتدلين، فهل هذا التقسيم صحيح؟ وما حقيقة الحوار المنعقد في باريس منذ أيام؟

- لا توجد هذه التقسيمات في صفوف طالبان، بل طالبان حركة واحدة من ناحية الفكر والمنهج، لكن في مجال السياسة هناك فكرتان أساسيتان، الأولى منهما تريد إخراج القوات الأجنبية من أفغانستان بالحل العسكري دون الحل السياسي، وذلك لعدم ثقتها بالشعارات التي يرددها قادة قوات تحالف الأطلسي لإنهاء الحرب الجاري عن طريق الحل السلمي، فلذلك هي ترجح العمل العسكري على الحلول السلمية.

والفكرة الثانية، تطالب بإخراج القوات الأجنبية عسكريا، لكنها بجانب ذلك تعترف وترجح الحلول السلمية التي يعرضها الأميركيون والمجتمع الدولي لحل الأزمة الأفغانية بين الحين والآخر. واجتماع باريس نعتبره خطوة إيجابية لتقارب الجهات المتنازعة في أفغانستان، ويجب الاستمرار في مثل هذه الاجتماعات.

* ما تقديركم لما يتردد من الجانب الأميركي في أفغانستان من حين لآخر بأنهم مستعدون للتفاوض.. وأن هناك استراتيجية للمصالحة؟

- تعتبر الولايات المتحدة اللاعب الأساسي في قضية أفغانستان؛ فاستعدادها لإنهاء الحرب عن طريق المحادثات والخوض في العمل السياسي أمر جيد.

وهذا ما كنا نصر عليه من البداية، لكن الولايات المتحدة الأميركية لم تكن تسمع لنا في ذلك الوقت، واختارت الخيار العسكري ضدنا والحرب الجارية تحملت علينا من قبلهم، ونحن لم نعمل شيئا إلا أننا قاومنا دفاعا عن أنفسنا.

* الأمم المتحدة قررت تعليق العقوبات على 132 من قيادات الحركة لتسهيل سفرهم للمشاركة في أي مؤتمرات حوار مقبلة.. ما تعليقكم؟

- رفع جميع الحواجز الموجودة أمام كبار مسؤولي حركة طالبان، وتوفير التسهيلات اللازمة لمشاركتهم في المؤتمرات السياسية ومفاوضات الصلح، لا شك أنها تساعد في نجاح عملية السلام في أفغانستان، ومن الأفضل إلغاء القائمة السوداء وفك وإطلاق جميع الأسرى الذين لا يزالون في سجون تحت سيطرة قوات الولايات المتحدة وسجون الحكومة الأفغانية. وإذا كانت الولايات المتحدة راغبة في نجاح عملية السلام والحوار، فعليها أن ترفع جميع الحواجز والعوائق الموجودة التي تتسبب في تعطيل مفاوضات السلام.

* ما تعليقكم على خطة لإشراك طالبان في الحكم قبل 2015 ضمن خريطة طريق لعملية سلام مؤلفة من 5 نقاط قد تسمح بإشراك حركة طالبان بالحكومة؟

- من جانبي أرحب بجميع المساعي التي تؤدي إلى استقرار الأمن في أفغانستان، وأفضل تكوين استراتيجية مشتركة من قبل جميع شخصيات الشعب، وجهات المعارضة الأفغانية، وتوافقهم على نقطة معينة يتحقق بها السلام والأمن في البلد.

* ما تعليقكم على ما تردد في الإعلام الغربي من حدوث حوار بين طالبان وممثلين عن الحكومة الأفغانية في السعودية، واستضافة خادم الحرمين الشريفين لقيادات من طالبان وحكومة كرزاي في جلسة نهاية شهر رمضان قبل عدة أعوام لتهيئة النفوس للمفاوضات.. هل شاركتم فيها أو في الإمارات أو ألمانيا قبل عامين بمشاركة الملا محمد طيب آغا؟

- أنا شخصيا لم أشارك في هذه الاجتماعات، ولكنني أقدر جميع من يسعى لتأمين السلام والصلح في البلد، ولا شك أن لخادم الحرمين الشريفين مكانة عالية في العالم الإسلامي، وعموم الشعب الأفغاني يتطلعون إليه ويأملون منه أن يعمل في مجال إحلال الأمن في أفغانستان. كما أنني أقدر جهود كل من الإمارات العربية المتحدة وألمانيا التي يبذلونها في سبيل إنهاء الأزمة الأفغانية.

* هل تقبل طالبان بسيدة وزيرة في حكومة مقبلة بعد انسحاب القوات الأجنبية أم أن المرأة مكانها الطبيعي في المنزل لتربية أطفالها؟ ولماذا نائبات البرلمان الأفغاني في حالة خوف من عودة طالبان؟

- المرأة تشكل نصف المجتمع، ومن الأحسن أن تتوفر لها فرص العمل وفق تقاليد البيئة الأفغانية.

وقبل سيطرة طالبان على كابل كانت المرأة الأفغانية تعيش في ظروف صعبة، ونظرا للمشكلات التي كانت أمام حكومة طالبان لن نستطع توفير فرص العمل لها. وتعترف طالبان بكل الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة.

* السفير الأميركي في كابل صرح قبل أسابيع بأنهم أنفقوا أكثر من 20 مليار دولار على البنية التحتية منذ 2001، وأن الإنجازات على الأرض كثيرة، منها 7 ملايين طالب بينهم 37 في المائة فتيات.. وفي عهدكم كان عدد البنات في المدارس صفرا.. رجاء التعليق! - المساعدات الأميركية تكون مثمرة إذا لم ترافقها أعمال عنف وتخريب.. نعم الولايات المتحدة صرفت ملايين الدولارات في إعمار أفغانستان، لكننا نسأل السفير الأميركي أيضا.. كم أنفقتم في الحرب التي شرعتم فيها منذ أكثر من إحدى عشر سنة في أفغانستان!! حسب الإحصائية التي نشرتها جريدة «واشنطن بوست» مؤخرا فإن الولايات المتحدة صرفت نحو 600 مليار دولار في الحرب الجارية في أفغانستان. وجميع ما صرف في مجال الإعمار لم يتجاوز 20 مليار دولار، فالآن على السفير الأميركي أن يقارن بين هذين الحسابين.

رغم المساعدات السخية التي تدعيها الولايات المتحدة لم نرَ تحسن الوضع الاقتصادي للشعب الأفغاني، بل هناك كثير من الأسر تعيش في ظروف صعبة، وطعامهم جاف، ولحافهم السماء.. فأين تذهب المساعدات التي تدعيها الولايات المتحدة؟

أثناء حكم طالبان لكابل، كانت الفتيات يدرسن في كليات الطب في العاصمة الأفغانية وكبرى المدن الأخرى، مثل هيرات وننجرهار وقندهار ومزارشريف. وأيضا فرص العمل كانت متوفرة لهن في مجال الصحة.

* إذا عدتم للحكم.. هل لديكم خطط اقتصادية واجتماعية وتنموية لرفع مستوى معيشة الأفغان؟ وكيف ستتعايشون مع العالم الخارجي؟

- أفغانستان بلد ذو ثروات طبيعية كثيرة، ووفق استراتيجية اقتصادية ناجحة يمكننا الاستفادة منها بشكل أحسن. وإخراج تلك الثروات يساعد في ازدهار وتقدم البلد. ونريد إيجاد علاقات سياسية وفق مصالحنا الشرعية مع العالم الخارجي، بما فيه جيراننا.

* مرة أخرى.. إذا عدتم للحكم هل ستعودون إلى استضافة «القاعدة» أم ستطردونهم بعد أن تعلمتم الدرس الذي كلفكم الحكم؟

- الربيع العربي قد أحدث التغيرات الأساسية في العالم العربي، وتغيرت الأوضاع في تلك البلاد، وبسبب هذه التغيرات لا أظن أن تكون هناك حاجة لأن يترك أحد بلده ويهاجر إلى أفغانستان.

والضيوف الذين استضفناهم اضطرتهم سيطرة الأنظمة الحاكمة في بلدانهم إلى مغادرة بلادهم والمجيء إلينا، أما الآن فتغيرت السياسات والقيادات في تلك البلاد. فهذا الأمر أدى إلى استغناء شعوب هذه الدول عن استضافة الآخرين.

* ما تعليقكم على الفساد المستشري الذي ينخر في عظام أفغانستان؟

- نعم لقد أدى فساد هؤلاء المفسدين إلى أن تحتل بلادنا المرتبة الأولى دوليا في الفساد. نحن نريد أن يجمع الشعب الأفغاني بأكمله تحت ظل حكومة نزيهة وخالية عن الفساد.

* القوات الأميركية أكثر من مرة ذكرت أنكم تتلقون دعما من إيران، فيما يتعلق بتقنية العبوات الناسفة على الأقل، وأنكم تطورتم كثيرا عما قبل.

- لم نرَ هذا الدعم؛ لأن طالبان يستفيدون من الوسائل المحلية في صناعة القنابل والمتفجرات. وما زالوا يستفيدون من السلاح الذي بقي من الحروب الماضية أثناء الغزو السوفياتي لأفغانستان.

* عمليا.. ما شروطكم للدخول في مفاوضات لإنهاء الصراع الدائر في أفغانستان؟

- شروطنا واضحة جدا وهي: فك أسرى جميع طالبان، وشطب أسمائهم من القائمة السوداء، وتعديل دستور البلد وفق توجيهات ديننا الحنيف، وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، واعتراف المجتمع الدولي بحركة طالبان.

* بعد مقتل أسامة بن لادن في أبوت آباد مايو (أيار) 2011.. ما طبيعة علاقاتكم بـ«القاعدة» الآن؟ وهل تخليكم عن «القاعدة» سيفتح آفاقا أفضل لفتح قنوات الحوار مع الغرب؟

- لقد أعلنا سابقا أن علاقتنا بتنظيم القاعدة كانت على أساس العقيدة الإسلامية، وكنا على تواصل بهم مثلما كنا نتواصل مع بقية المسلمين في العالم، والولايات المتحدة بغت علينا، واعتدت على أفغانستان خلافا لجميع القوانين العالمية.

* هل تقبلون بقواعد غربية في أفغانستان بعد عام 2014؟ وما استراتيجية الإمارة الإسلامية بعد انسحاب القوات الأجنبية؟

- بقاء قواعد عسكرية في أفغانستان ليس في مصلحة الولايات المتحدة، ولا في مصلحة أفغانستان. والولايات المتحدة لم تكسب أي نجاح رغم وجود آلاف جنودها في أفغانستان، فكيف تكسب الغلبة في بقاء قواعد عسكرية محدودة هنا؟! الولايات المتحدة لم تستطع خلال السنوات الماضية تأمين الأمن والاستقرار في أفغانستان؛ فوجود قواعد عسكرية محدودة لم ينفعها سوى استمرار الحرب في البلد.

الشعب الأفغاني يؤكد على انسحاب القوات الأجنبية، ويرى أن هذا الأمر أساسي لإقامة دولة قوية تتمتع بحماية الشعب.

وجذور الحرب تنتهي بانسحاب قوات أجنبية، ويعتبر وسيلة جيدة لإنهاء الحرب. وإقامة دولة أفغانية مستقلة تأتي من خلال حماية الشعب الأفغاني تحت إشراف المجتمع الدولي.

* كثير من المخاوف يثار قبل خروج القوات الأجنبية وعودة طالبان إلى الحكم وتأثير ذلك على 5 ملايين طالب منتظمين في المدارس.. فهل سيكون هناك إغلاق لمدارس البنات؟ وهل تقدم طالبان تطمينات لنساء أفغانستان؟

- طالبان تسعى لإعادة الأمن، وتقديم خدمات في الإعمار وتعليم أبناء وبنات البلد. وأثناء حكم طالبان أنجزوا خدمات جليلة رغم إمكانياتها القليلة، ولكن الحكومة الحالية لم تقدم خدمات رغم توفير الوسائل والإمكانيات الكثيرة لديها.

وإني أعتقد أن طالبان ستوفر تسهيلات الحياة الكريمة للشعب الأفغاني، بالأخص أنهم سيقدمون خدمات بارزة للبنات والبنين في مجال التعليم والتربية حسب التقاليد الأفغانية الأصيلة.

* كيف ترون حل مشكلة زراعات المخدرات؟ وهل حقا تستفيدون منها في المكوس أو الضرائب كما يردد الإعلام الغربي؟

- طالبان لم تزرع المخدرات في أفغانستان. بل منعت استخدام جميع المخدرات والمسكرات، وتهريب المخدرات كان ممنوعا في نظامهم الإسلامي، وطالبان لم تستفد أثناء حكمها من المخدرات؛ لأن زراعة المخدرات حرام.

* ما مصادر تمويل حركة طالبان؟ وهل هناك دعم عربي وخليجي يقدم لكم؟

- الشعب الأفغاني هو مصدر التمويل الأساسي لطالبان؛ لذلك هي تستفيد من الوسائل والإمكانيات المحلية التي يقدمها الشعب لها. وقامت الثورة الطالبانية وسط الشعب الأفغاني، وهدفها كان إنقاذ البلد من الانقسام، وإقامة الحكومة الإسلامية التي قدم شعبنا العزيز لأجلها التضحيات الكثيرة.

* كيف يعيش أفراد طالبان؟ من أين لهم بالأموال والمرتبات؟ وهل يقبلون الرواتب بالدولار مثلا أو الأفغاني؟

- ترى طالبان أن الحرب الجارية ضد القوات الأجنبية حرب مشروعة وجهاد في سبيل الله؛ لذلك لا يأخذون في الجهاد دعما ماديا من أي جهة أخرى؛ لأنها فريضة عليهم، وكل واحد يتقدم بنفسه وماله في سبيل الله ويقبل على الشهادة، ولا نتعامل بالدولار.

* هل لدى طالبان مفتٍ للفصل في الأمور المتشابهة أم مفتي حكومة كرزاي هو لجميع الأفغان؟

- الطالبان لهم قضاة شرعيون في المناطق التي تحت سيطرتهم، وإن كثيرا من الناس يراجعونهم في حل قضاياهم. والنظام القضائي لحركة طالبان يعمل بكل جدية لإقامة العدل في جميع القضايا الجنائية والحقوقية ولا يأخذون رشوة من أي أحد، ولا يقبلون الشفاعة في المنكر، وقضاة الحركة يفصلون المنازعات حسب أوامر الدين الإسلامي.

* الملا وكيل متوكل وزير الخارجية الأسبق والملا عبد السلام ضعيف اللذان يعيشان تحت الإقامة الجبرية الآن في العاصمة كابل.. هل باتا أوراقا محروقة أم يمكن أن يكون لهما دور سياسي في المستقبل؟

- الشيخ عبد السلام ضعيف كان سفيرا للحركة لدى إسلام آباد، والشيخ وكيل متوكل كان وزيرا للخارجية في عهد طالبان، وكانا من أبرز الشخصيات في الحركة، ولديهما تجربة عملية في مسائل أفغانستان، وكلاهما يستطيع أن يلعب دورا سياسيا مهما في مستقبل البلد.

* لماذا منعت حركة طالبان النساء الأفغانيات من التعليم أثناء توليها حكم أفغانستان وحرمت اقتناء الأطباق الفضائية رغم أن الملا وكيل متوكل وزير خارجيتكم السابق كان يشاهد المحطات الإخبارية الدولية بصفة يومية؟

- لوائح طالبان لم تمنع البنات من التعليم سابقا، ولا تمنعهن لاحقا، بل كانت البنات يتعلمن في مختلف الجامعات الأفغانية، ولكن الحروب الداخلية بين الأحزاب الأفغانية أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، ولم تسمح للبنين بالحصول على قسط من التعليم، فما بالكم بالفتيات؟ وكانت إبان حكم طالبان لأفغانستان قنوات عالمية لها مكاتب في العاصمة كابل، ومنها «سي إن إن» و«قناة دبي»، وعلى رأسهم قناة «الجزيرة» كانت تغطي أحداث أفغانستان يوميا، ولديها جواز العمل الرسمي الصادر من وزارة الإعلام. وكانت خارجية طالبان تشاهد قنوات عالمية وتتابع أحداث العالم على شاشات القنوات الفضائية، وهذا دليل على أن طالبان لم تمنع كليا القنوات الفضائية، ولكن الوضع الاقتصادي في البلد لم يسمح بفتح قنوات تلفزيونية محلية. طالبان منعت القنوات التي تقوم بنشر ما يخالف المفاهيم الإسلامية والتقاليد الأفغانية في البلد.

* ما رأيكم بالنسبة لموقف دول الجوار من الشأن الأفغاني؟ ولاحظت من آخر زيارة إلى العاصمة كابل حجم الأموال الإيرانية التي تنفق في الشارع الأفغاني، خصوصا على وسائل الإعلام.. ألا تقلقون من زيادة حجم التشيع في أفغانستان؟

- لا توجد نزاعات مذهبية في أفغانستان، كما أننا نحاول تجنب هذه النزاعات في المستقبل أيضا. والحروب المتواترة في البلد أتاحت فرص التدخل الأجنبي في أفغانستان. وبما أن الحرب المستمرة فقد تكلف الشعب الأفغاني خسائر مادية ومعنوية جعلته محتاجا للآخرين في كل شيء، فنحن نأمل من إخوتنا في العالم الإسلامي، وخاصة المحسنين من أهل الخير في دول الخليج العربي، أن لا ينسوا إخوانهم الأفغان، ولا يدعوهم في هذه الحالة الحرجة، وأن يساعدوهم بما يستطيعون.