عادت الطائرات السورية للمشاركة في المعارك الدائرة مع المعارضين في أكثر من منطقة بعد توقف لأسبوع فرضه سوء الأحوال الجوية، جراء العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة، فيما واصلت قوات المعارضة مساعيها لاحتلال المزيد من المطارات العسكرية في محافظة حلب غداة إعلانها عن السيطرة على مطار «تفتناز» في إدلب أول من أمس.
وأعلن ناشطون سوريون أن قوات المعارضة السورية تسعى للسيطرة على مطارين عسكريين في محافظة حلب. وقال أحد قادة الجيش السوري الحر أبو عمر الحلبي: «هناك قتال شديد يدور الآن بين قوات المعارضة وقوات حكومية تحرس مطار (منغ) العسكري في ريف حلب، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف القوات الحكومية». وأشار إلى أن المعارضين يستهدفون أيضا مطار «النيرب» العسكري في حلب.
وفي أعقاب عاصفة ثلجية هبت لمدة ثلاثة أيام على دمشق، استأنفت الطائرات الحربية هجماتها على مناطق يسيطر عليها ثوار في ضواحي المدينة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وفقا لمعارضين سوريين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن طائرات حربية ومروحيات هاجمت مناطق داريا ومليحة وغيرها من المناطق الواقعة وسط الزراعات قرب الزبداني.
وأطلقت طائرات نفاثة وهليكوبتر الصواريخ وألقت قنابل على مجموعة من البلدات الواقعة شرقي العاصمة دمشق، التي كانت المعارضة قد طردت منها القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وذكر المرصد أن 86 شخصا قتلوا أمس من بينهم 30 مدنيا. كما أورد غارات جوية علي الرستن في محافظة حمص بوسط البلاد.
وفي وسط البلاد، قتل أحد مقاتلي المعارضة في معارك في محافظة حمص، حيث أسفرت غارات جوية على مدينة الرستن عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب المرصد من دون أن يتمكن من تقديم حصيلة أكثر دقة حتى الآن.
إلى ذلك أعلن ضابط بالاستخبارات انشقاقه عن حكومة الرئيس بشار الأسد في شريط فيديو بث على الإنترنت من قبل نشطاء. وقال الضابط في التسجيل: «أنا جمعة جاسم فراج، رئيس القسم 30 في إدارة المخابرات العامة - الفرع الخارجي، أعلن انشقاقي عن هذا النظام المجرم، والتحاقي بصفوف الثورة المباركة». وأكد ناشطون داخل دمشق هوية الضابط، ولكن مصدرا في وزارة الإعلام قلل من أهمية رتبته قائلا: إنه «ضابط عادي وليس أحد ضباط الاستخبارات الرئيسيين».
واتهم رئيس الوزراء السوري السابق المنشق الدكتور رياض حجاب المخابرات الجوية السورية باغتيال صهره العميد المهندس جبر عكلة. وقال حجاب في بيان صحافي أصدره مكتبه الإعلامي أمس إن المخابرات الجوية قامت بتنفيذ عملية قتل العميد المهندس جبر فيصل نوري الحاج عكلة، بعد أن تم استدعاؤه إلى مقر إدارة الدفاع الجوي بـ«المليحة» ليتم تنفيذ عملهم الإجرامي بحقه. وأوضح حجاب أنه «سبق أن تم اعتقال العميد جبر عكلة أكثر من مرة إثر انشقاق صهره (حجاب) من منصبه برئاسة مجلس الوزراء ولم يتسن للمغدور حينها الانشقاق»، معتبرا أن عملية اغتياله بهذا الدم البارد انتقاما مبيتا من قبل سلطة الاحتلال الأسدي بعد أن عجزت عن استخدامه ورقة ضغط ومساومته لإعلان إدانة انشقاق صهره من منصبه وانضمامه لموكب الثورة السورية العظيمة.