شركتا طيران أوروبيتان تعلنان إلغاء رحلاتهما إلى طهران

«إير فرانس - كيه إل إم» و«الخطوط النمساوية» قالتا إن السبب «ضعف الطلب»

TT

في مؤشر على تدهور القدرة الشرائية لدى الإيرانيين جراء العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية على خلفية برنامجها النووي الذي يعتقد أن أبعاده عسكرية، أعلن عملاق الطيران الفرنسي الهولندي «إير فرانس - كيه إل إم»، أمس، وقف تسيير رحلاته إلى إيران «لأسباب اقتصادية»، وبالتزامن أعلنت «الخطوط الجوية النمساوية» إلغاء رحلاتها إلى إيران أيضا بسبب «ضعف الطلب». وقال متحدث باسم «إير فرانس - كيه إل إم» إن الشركة ستوقف خط رحلاتها أمستردام - طهران بدءا من أبريل (نيسان) 2013.

وحسب وكالة الـ«أسوشييتد برس»، فقد أشار المتحدث يوست رومبل أمس إلى أن قرار الشركة إنهاء الرحلات بين أمستردام وطهران يأتي على خلفية أسباب اقتصادية، وليست هناك أسباب سياسية وراء القرار. ولا تزال شركة «كيه إل إم» الهولندية تبيع تذاكر طيران إلى طهران يوميا، غير أن عدد رحلاتها الأسبوعية سيتناقص لاحقا هذا الشهر قبل أن يتوقف نهائيا في أبريل المقبل، حيث تقوم الشركة حاليا بتسيير أربع رحلات إلى إيران أسبوعيا. وفي خطوة موازية قررت الشركة أيضا وقف رحلاتها إلى أديس أبابا وإلى الخرطوم.

وفي غضون ذلك، قال متحدث إن «الخطوط الجوية النمساوية»، وهي وحدة لشركة «لوفتهانزا» الألمانية، ستلغي رحلاتها أيضا إلى إيران بسبب ضعف الطلب، وستكون آخر رحلة للشركة من فيينا إلى طهران اليوم، حسب ما أوردته وكالة «رويترز». وكانت الشركة تسير أربع رحلات أسبوعيا إلى طهران، لكنها قلصتها إلى ثلاث رحلات في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقرار «إير فرانس – كيه إل إم» و«الخطوط الجوية النمساوية» وقف الطيران إلى إيران يجعل شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» وشركة «أليطاليا» الإيطالية الوحيدتين في أوروبا اللتين تقدمان خدماتهما لنقل المسافرين إلى الجمهورية الإسلامية. وقال متحدث باسم «لوفتهانزا» إن الشركة الألمانية ستواصل تسيير خمس رحلات أسبوعيا إلى طهران، بينما ما زالت «أليطاليا» تسير رحلات إلى طهران، حسبما يفيد موقعها على الإنترنت.

وفقد الريال الإيراني نحو ثلثي قيمته مقابل الدولار الأميركي العام الماضي إثر العقوبات ألأميركية على البنك المركزي الإيراني وقيام الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على النفط الإيراني بسبب البرنامج النووي لطهران. وتسبب انخفاض قيمة العملة الإيرانية في غلاء أسعار السلع المستوردة وتذاكر الطيران. وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون من أن إيران تحاول تصنيع قنبلة تحت ستار برنامج نووي مدني، بينما تؤكد إيران أن البرنامج سلمي بالكامل.

وبسبب العقوبات على قطاعي الطاقة والبنوك الإيرانيين زادت صعوبة حصول الحكومة الإيرانية على العملة الصعبة، مما يثير مخاوف من أن البنك المركزي لن يستطيع الدفاع عن الريال. واضطرت شركات الطيران بالفعل إلى إعادة النظر في رحلاتها إلى إيران التي أعلنت في 2011 أنها أوقفت تزويد الطائرات الأوروبية بالوقود ردا على رفض دولها تموين الطائرات الإيرانية.

وكانت «الخطوط النمساوية» جمدت رحلاتها إلى طهران لأكثر من شهرين الصيف الماضي بسبب عدم تأكدها من إمكانية إعادة تزويد طائراتها بالوقود هناك. وكانت شركة «الخطوط الجوية الإيرانية» (إيران إير) قررت في نوفمبر الماضي رفع أسعار تذاكر رحلاتها إلى بعض الدول الأوروبية إلى الضعف جراء انخفاض قيمة الريال. وبلغ ثمن تذكرة السفر من طهران إلى لندن ما يعادل 1000 يورو، أي أكثر من 70 في المائة عما كانت عليه، بينما رفعت أسعار التذاكر إلى بعض الجهات بأكثر من 90 في المائة.

وتنظم «الخطوط الجوية الإيرانية» رحلات إلى أوروبا تضم لندن وباريس وأمستردام وثلاث وجهات في ألمانيا، بينما يضم أسطولها الجوي 51 طائرة.