القاهرة بصدد «صيغ توفيقية» لتسوية خلافات تعيق المصالحة

الرئاسة المصرية ضغطت على الحركتين لتقديم موعد لقاءاتهما

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الرئاسة المصرية تبذل حاليا جهودا كبيرة من وراء الكواليس لتقريب وجهات النظر بين ممثلي حركتي فتح وحماس، رغم حالة التشاؤم التي سادت عقب لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في القاهرة.

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الرئاسة المصرية ضغطت على الحركتين لتقديم موعد لقاءاتهما في القاهرة بشأن تطبيق ما تم التوافق عليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة، حيث نجحت الرئاسة المصرية في إقناع الفرقاء في الساحة الفلسطينية بالشروع فورا في عقد هذه اللقاءات في القاهرة، علما بأنه كان مقررا أن يتم عقدها في مطلع فبراير (شباط) المقبل.

وأشارت المصادر إلى أنه بات يلمس لأول مرة رغبة واضحة من الرئاسة المصرية في تحقيق إنجاز عملي على صعيد المصالحة، في مؤشر على رغبة الإدارة المصرية في تحقيق إنجاز إقليمي سريع.

وأوضحت المصادر أن الرئيس المصري محمد مرسي حرص في لقائه الأخير مع الرئيس عباس، على تبديد أي مخاوف لديه من أنه ينحاز لجانب حماس، مشيرة إلى أن مرسي حرص على استقبال عباس في قصره كرؤساء الدول، حيث إنه خصص له في اللقاء الأخير كرسيا منفردا، ولم يجلسه على كرسي ثلاثي برفقة ضيوف آخرين، كما كان يستقبله الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأوضحت المصادر أن مرسي أصدر تعليمات لجهاز المخابرات العامة المصرية بتكثيف جهودها لإنجاز اتفاق المصالحة وإطلاعه على التفاصيل المتعلقة بها أولا بأول، علاوة على تخصيص دور للجهات الاستشارية في القصر الرئاسي في جهود المصالحة، سيما القيام بلقاءات مع ممثلي فتح وحماس الذين يزورون القاهرة.

وتوقع المصدر أن يقوم الجانب المصري بعرض صيغ توفيقية على الطرفين لجسر الهوة بشأن المواقف الخلافية، سيما قضيتي الانتخابات وتشكيل حكومة التوافق الوطني. واستدركت المصادر أنه رغم حاجة طرفي الانقسام للدور المصري، فإنه من العسير على الرئاسة المصرية الدفع نحو حل الكثير من القضايا الخلافية، بسبب تعقيدات الخلافات بين الجانبين.

وتعتقد المصادر أن حدوث انطلاقة يتوقف على صدور قرارات حقيقية لدى الجانبين بتسهيل إنجاز اتفاق المصالحة، الذي يتطلب أولا استعادة الثقة المفقودة تماما بينهما.

وقالت المصادر إن كل المؤشرات تدلل على أن التغييرات المرتقبة في الهيكل القيادي لحماس لن تؤثر تقريبا على اتجاهات الحركة بشأن المصالحة؛ إذ إن فرص نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق في خلافة مشعل كبيرة، علما بأن أبو مرزوق يتولى عمليا ملف المصالحة عن حماس، في الوقت الذي يتولى فيه عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح البرلمانية وعضو لجنتها المركزية الملف نفسه في الحركة.

من ناحية ثانية دعا رأفت ناصيف، القيادي البارز في حركة حماس في الضفة الغربية، الرئيس عباس «إلى تبييض السجون في الضفة من المعتقلين السياسيين، ووقف الاستدعاءات والملاحقات الأمنية على خلفية تنظيمية أو سياسية».

وفي تصريحات له على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قال ناصيف إن الحكم على مدى جدية لقاء المصالحة في القاهرة الأخير الذي جمع مشعل وعباس «يمكن أن تظهر بوادره خلال الأسبوع الحالي». وأضاف: «أملنا كبير أن نرى من اليوم ترجمة صادقة على الأرض لتنفيذ اتفاق المصالحة»، مشددا على ضرورة استئناف عمل المجلس التشريعي وإعادة من تبقى من المفصولين أو المتجاوز عن تعيينهم بسبب الانتماء السياسي، وفتح المؤسسات التي أغلقتها الأجهزة الأمنية أو سيطرت على إدارتها منذ يونيو (حزيران) 2007.