ليبيا: نجاة قنصل إيطاليا في بنغازي من محاولة اغتيال بعد تصريحات برلسكوني

تشكيل تكتل نسائي في البرلمان اعتراضا على مطالب الإسلاميين بمنع الاختلاط

TT

فيما بدا أنه بمثابة رد على تصريحات عاصفة ومثيرة للجدل أدلى لها قبل يومين فقط سلفيو برلسكوني، رئيس الحكومة الإيطالية السابق، الذي اعتبر أن «ما حدث في ليبيا لم يكن ربيعا عربيا أو ثورة للشعب، وأن حليفه العقيد الراحل معمر القذافي كان محبوبا من قبل مواطنيه»، نجا غويدو دي سانكتيس، القنصل الإيطالي في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) من محاولة اغتيال مساء أول من أمس، عندما هاجم مسلحون مجهولون سيارته بوابل من الرصاص أثناء عودته إلى مقر إقامته في منطقة الفويهات، بعد جولة تسوق.

وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد فقط من إنهاء محمد المقريف، رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) زيارة دامت يومين إلى روما، كما جاء قبل شهر واحد فقط من الذكرى السابعة للهجوم الذي تعرضت له القنصلية الإيطالية في بنغازي في 17 فبراير (شباط) 2006 احتجاجا على ارتداء روبيرتو كالديرولي، وزير الدولة الإيطالي آنذاك لملابس حملت صورا مسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، والذي في ذكراه حصلت الثورة الشعبية ضد نظام القذافي.

وقالت مصادر أمنية ليبية لـ«الشرق الأوسط»، إن «القنصل الإيطالي الذي يستعد لمغادرة ليبيا بعد انتهاء فترة عمله لم يصب بأذى لكون السيارة التي يستقلها مصفحة»، في حين نقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مصادر بفرع اللجنة الأمنية العليا قولها، إن قوات الأمن انتشرت في المنطقة التي يقع بها مقر إقامة القنصل وقامت باصطحابه في حراسة أمنية مشددة إلى مكان آمن.

وقال مسؤول أمني عبر الهاتف من بنغازي لـ«الشرق الأوسط»، مشترطا عدم تعريفه، إن «الهجوم كان متوقعا بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإيطالية واعتبرها الكثير من الليبيين مسيئة لثورتهم الشعبية»، مضيفا: «لم تكن لدينا معلومات عن الهجوم، لكن كنا نتوقعه عقب تصريحات برلسكوني، حيث تم استهداف سيارة القنصل، لكنه لم يتعرض لأي أذى».

من جانبه، قال القنصل الإيطالي، إن «ما تعرض له لن يؤثر على عمق علاقات التعاون المشترك بين ليبيا وإيطاليا»، معربا في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الليبية عن ارتياحه لما قامت به السلطات والأجهزة الأمنية من إجراءات سريعة لحمايته وتتبع الجناة.

وأكد محمد العبيدي، المسؤول بوزارة الخارجية الليبية، أن القنصل يتمتع بصحة جيدة، ولم يصب بأي أذى وهو ممتن إزاء ما تم اتخاذه من إجراءات أمنية لتعقب الجناة، مشيدا بالعلاقات الطيبة التي تربط البلدين الصديقين.

لكن وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي، الذي أدان الحادث ووصفه بأنه «عمل إرهابي دنيء»، اعتبر أن ما حدث محاولة لزعزعة استقرار مؤسسات ليبيا الجديدة، مؤكدا في بيان أصدره أمس دعم بلاده الكامل للمسار الديمقراطي والإصلاحات التي تقوم بها السلطات الليبية التي وعدت بإحقاق العدالة.

وكان رئيس الوزراء الإيطالي السابق برلسكوني قد اعتبر يوم الجمعة الماضي لدى لقائه إعلاميين في روما، أن «الشعب الليبي كان يفتقر إلى الحرية، لكنه كان يحصل على الخبز والسكن مجانا»، مؤكدا أن ما حدث في ليبيا جرى وفق «قرار للحكومة الفرنسية بالذهاب إلى هناك والتدخل في نزاع داخلي وحشره أمام المجتمع الدولي في إطار ثورة»، على حد قوله.

إلى ذلك، تم أمس في طرابلس الإعلان عن تشكيل تكتل نسائي يضم أعضاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والبالغ عددهن 29 سيدة، فيما بدا أنه بمثابة رد على مطالبة عضو محسوب على التيار الإسلامي مؤخرا بمنع الاختلاط بين الرجال والنساء داخل قاعة المؤتمر.

وأعرب التكتل الجديد في بيان تمت تلاوته لدى استئناف المؤتمر جلساته أمس بمقره في طرابلس وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن الاستهجان الشديد للأعضاء لما حصل من إساءة ونصيحة في غير محلها، وبث للشبهات حول الأعضاء ذكورا وإناثا، مؤكدا أن الأعضاء يقمن بدورهن في خدمة مجتمعهن مقتديات بأمهات المؤمنين.

وكان محمد الكيلاني، عضو المؤتمر عن مدينة الزاوية التي تبعد نحو 60 كلم غرب طرابلس، قد قال في جلسة المؤتمر قبل الأخيرة، إن «الاختلاط الموجود داخل قاعة المؤتمر سنحاسب عليه يوم القيامة، وأدعو للفصل بين الجنسين»، معتبرا أن «الأخوات المتبرجات اللاتي يلبسن ملابس ضيقة سيجلبن غضب الله على المؤتمر وبالتالي لن يسير المؤتمر إلى الأمام».

وفي حين احتج مواطنون في منطقة الزويتينة على قيام بعض المتظاهرين بإغلاق ميناء الزويتينة النفطي، وطرد العاملين به، طالبت عناصر القوات البحرية بقاعدة طرابلس البحرية بإقالة رئيس أركان البحرية، وتفعيل قانون العزل السياسي، والقضاء على الفساد الإداري والمالي داخل القاعدة وتسليم المطلوبين من النظام السابق للجهات المختصة لمحاكمتهم.