السفير الأميركي في صنعاء: إيران تصرف أموالا لزعزعة استقرار اليمن

أنصار الحراك يحتشدون في عدن للمطالبة بحل القضية الجنوبية

TT

اتهم السفير الأميركي في اليمن إيران بدعم أطراف في الحراك الجنوبي لزعزعة الاستقرار في اليمن، فيما احتشد أنصار الحراك في عدن للمطالبة بحل قضية الجنوب.

وذكر سفير الولايات المتحدة في اليمن جيرالد فايرستاين في مؤتمر صحافي عقده أمس إن إيران تدعم قيادات في الحراك الجنوبي تقيم في بيروت بالمال لصرفه لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بشكل عام، ودعا فايرستاين قيادة المعارضة الجنوبية في الخارج إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، واعتبرها فرصة يجب انتهازها لحل القضية الجنوبية التي تعتبر جزء أساسيا في المبادرة الخليجية.

وجدد السفير الأميركي قلق بلاده من دعم إيران لفصائل في الحراك الجنوبي، وأكد أن لديهم معلومات مؤكدة بهذا الخصوص، وأن قيادات بعينها تتلقى «دعما كبيرا من إيران»، وتقوم بصرفها لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، وفي محاولة لإفشال خطة المرحلة الانتقالية القائمة على المبادرة الخليجية في البلاد حسب تعبيره. وأضاف السفير الأميركي الذي تناقلت تصريحاته وسائل إعلام محلية نحن قلقون جدا من استراتيجية إيران باليمن والتي تعمل لزعزعة الاستقرار في اليمن وبشكل أوسع في المنطقة، ونحن نعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة اليمنية للتغلب على هذه العملية، مؤكدا أن أفضل طريقة للقيام بهذا الجهد هو العمل على ضمان نجاح المبادرة الخليجية، حتى يتمكن الحوار الوطني من حل هذه القضايا داخل اليمن.

إلى ذلك، تظاهر عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي أمس في عدن في جنوب اليمن في استعراض قوة للمطالبة بحق تقرير المصير واستعادة دولة جنوب اليمن كما أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. وتوافد المتظاهرون على عدن من مختلف محافظات الجنوب للمشاركة في هذا المهرجان الذي أقيم في ساحة العروض بحي خور مكسر في عدن.

وكان يفترض أن ينطلق مؤتمر الحوار الوطني في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلا أنه تأخر بسبب تحفظات الحراك الجنوبي الذي تطالب بعض فصائله إما بالانفصال والعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى عام 1990، بينما تطالب فصائل أخرى بالفيدرالية مع الشمال. وكان جنوب اليمن مستقلا حتى 1990 حين تم توقيع اتفاق وحدة طوعي مع الشمال، تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كانت دولة الجنوب تدور في فلكه. وفي 1994، قمع الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالقوة محاولة جنوبية لاستعادة دولة الجنوب.

وسبق أن أعلنت اللجنة التحضيرية للحوار تخصيص 50 في المائة من مقاعد مؤتمر الحوار للجنوبيين، متجاوبة بذلك مع مطلبهم بالتكافؤ والمناصفة بين الشمال والجنوب في الحوار. ويطالب الجنوبيون أيضا بإعادة توظيف أو تعويض نحو ستين ألف موظف وعسكري وشرطي تم صرفهم «تعسفيا» أو أحيلوا إلى التقاعد بشكل مبكر في ظل حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وذلك بحسب أحد أعضاء اللجنة التحضيرية.

كما يفترض أن يتوصل الحوار الوطني إلى تعديل الدستور والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية في ختام المرحلة الانتقالية التي تستمر سنتين وتنتهي في فبراير (شباط) 2014. وإلى جانب القضية الجنوبية، تهدد الحوار أيضا التوترات بين المتمردين الشيعة وأنصار حزب الإصلاح الإسلامي السني في شمال البلاد، مع العلم أن الطرفين ممثلان في الحوار مبدئيا. ويبقى التهديد الأمني الأكبر في اليمن متمثلا في العنف الذي يمارسه تنظيم القاعدة خصوصا في جنوب وشرق البلاد.