مؤتمر للأحواز بالقاهرة بعد «تجاوب مصر»

تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني

TT

انعقد في القاهرة أول مؤتمر من نوعه عن قضية الشعب العربي الأحوازي في إيران، مما أثار اللغط على ضفاف النيل عن توجهات الساسة المصريين الجدد المنتمين للتيار الإسلامي. وتعتبر الحركة الأحوازية أكبر حركة قومية معارضة لنظام الحكم في طهران، وتعتبر أراضيها الواقعة شمال شرقي الخليج محتلة من إيران منذ عام 1925.

وزاد من غموض الموقف المصري تجاه إيران تزامن انعقاد المؤتمر المعارض لطهران والذي حضره مساعد الرئيس المصري لشؤون التواصل الاجتماعي رئيس حزب «الوطن» السلفي، عماد عبد الغفور، مع وصول وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى العاصمة المصرية، الأسبوع الماضي، ولقائه مع الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ومع شيخ الأزهر وبابا الأقباط. وكشف صباح الموسوي، المنسق العام للمؤتمر الأحوازي بالقاهرة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل وملابسات النشاط الأحوازي المفاجئ بالعاصمة المصرية وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات بين مصر وإيران، قائلا إن الهدف من وصول صالحي لمصر في نفس يوم انعقاد المؤتمر ربما كان لـ«التشويش على المؤتمر.. ولكن لم نشعر بهذا إلا في حادث بسيط لإفساد المؤتمر لكننا تجاوزناه». وأعرب الموسوي عن اعتقاده بأن زيارة قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني للقاهرة والتي تحدثت عنها تقارير غربية لم تحدث، قائلا إنها على الأرجح تسريبات إيرانية للإيحاء بتقدم في العلاقات المصرية - الإيرانية قبل زيارة صالحي.

وانعقد المؤتمر الأحوازي يومي الخميس والجمعة الماضيين، في فندق كبير يطل على نهر النيل ويبعد عدة خطوات عن ميدان التحرير، مهد ثورة 25 يناير المصرية، تحت عنوان «نصرة الشعب العربي الأحوازي». واستخدم فيه نواب إسلاميون في مجلس الشورى (من السلفيين والجماعة الإسلامية) تعبيرات غير مسبوقة في السياسة المصرية الرسمية من قبيل «الاحتلال الإيراني لإقليم الأحواز»، وضرورة «تحرير الإقليم».

وقال الموسوي إن المؤتمر الأحوازي بالقاهرة انعقد بعد دعم ومساندة ومشاورات مع أطراف سياسية حزبية وقوى من المجتمع المدني في مصر وخارج مصر، من بينهم مساعد الرئيس المصري محمد مرسي.

من جانبها، ردت وكالة «فارس» الإيرانية القريبة من النظام في طهران بعنف على المؤتمر، وقالت إنه مدفوع من جهات إقليمية تهدف إلى «منع توطيد العلاقات بين مصر وإيران»، بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. ومن المعروف أن العلاقة بين القاهرة وطهران مقطوعة منذ عام 1979 بسبب الخلاف في التوجهات الاستراتيجية لكل من البلدين، إلا أن نظام مبارك لم يسمح من قبل بنشاط علني معارض لطهران على الأراضي المصرية. وعن مطالب الأحوازيين بالانفصال عن إيران قال الموسوي «نحن كشعب أحوازي لا نعتبر نفسنا جزءا من إيران.. نحن لسنا شعبا إيرانيا، حتى ينفصل عنها. الشعب الأحوازي شعب عربي له هوية وتاريخ، وكانت له سيادة وأسقطت هذه السيادة، نحن نريد أن نعيد ما اغتصب من حقوقنا السياسية والقومية والجغرافية. كان لنا كيان أزيل، ونريد أن نعيده كما كان قبل سنة 1925».

وعن الإعداد لعقد المؤتمر في القاهرة، أوضح الموسوي أنه تم بدعم ومساندة ومشاورات مع أطراف سياسية حزبية وقوى من المجتمع المدني في مصر وخارج مصر، وأضاف أن «هناك عدة أطراف وافقت على أن تكون منظمة لهذا المؤتمر منها منتدى المفكرين المسلمين، ومنها حزب البناء والتنمية (التابع للجماعة الإسلامية في مصر)، ومنها حركة عدالة الأحوازية، ومنها مجلس التنسيق الإسلامي العالمي، وهناك تجمعات وقوى وشخصيات أخرى عديدة»، وأضاف قائلا: «وجهنا الدعوة إلى السيد رئيس حزب الوطن وهو أيضا مساعد رئيس الجمهورية المصري معالي الدكتور عماد عبد الغفور. وكان حزب الوطن جزءا من المنظمين لهذا المؤتمر».

وعن علم النظام الرسمي بمصر بفعاليات المؤتمر، أوضح الموسوي قائلا: «لا نعلم إن كان لديه علم، لكن حينما يكون هناك شخصية بحجم مساعد رئيس الجمهورية.. هو يشكل جزءا من السلطة ومن النظام. لا نعلم أكثر من أننا وجهنا دعوة لهذه الشخصية بصفتها الرسمية وحضرت هذه الشخصية وتحدثت كراعية بصفتها الرسمية».