أئمة ودعاة يتظاهرون اعتراضا على «أخونة» وزارة الأوقاف و«سلفنتها»

الوزير عفيفي لـ «الشرق الأوسط» : نعمل على اختيار أفضل القيادات

د. طلعت عفيفي وزير الأوقاف المصري («الشرق الأوسط»)
TT

تظاهر أئمة ودعاة مصريون أمس، أمام مبنى وزارة الأوقاف بوسط القاهرة اعتراضا على ما قالوا إنه محاولات لـ«أخونة وسلفنة» وزارة الأوقاف من جانب الحكام الجدد التابعين للتيار الإسلامي الذي ينتمي إليه الرئيس محمد مرسي. لكن وزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «وزارته تسير على خطوات ثابتة لتحريك المياه الراكدة بالوزارة عن طريق الدورات التدريبية والتي كانت متوقفة منذ سنوات وإجراء المسابقات لاختيار أفضل القيادات».

وقال الدكتور عفيفي: «الإصلاح متواصل مع كل الجهات وعلى جميع الأصعدة داخل الوزارة في سبيل إعطاء تمييز وريادة لوزارة الأوقاف، لكونها وزارة إصلاحية توجيهية، حيث إنه إذا أصلح الله حالها فسينصلح حال الجميع». وتابع الوزير قائلا: «لا بد أن يمضي الإصلاح في كل اتجاه.. إصلاح الإدارة والداعية وهيئة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.. وكل هذه الأمور نحاول الاجتهاد فيها».

ومن جانبهم، يؤكد الدعاة والأئمة المتظاهرون أن الدكتور عفيفي قام منذ توليه منصب وزير الأوقاف باستقدام عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين العاملين بالوزارة لشغل مناصب قيادية بدلا من قيادات الوزارة الحاليين، فضلا عن الاستعانة بعدد من المنتمين للتيار السلفي من خارج الوزارة، وذلك ضمن سلسلة «أخونة وسلفنة الوزارة»؛ لكن الدكتور كمال عبد الستار وكيل أول وزارة الأوقاف، أكد أن «الوزير عفيفي لم يجر أي تغييرات في القيادات وأن ما يسمى بـ«أخونة الوزارة» هو «كلام لا أساس له من الصحة»، لافتا إلى أن الوزير عفيفي رفض التجديد لأي من قيادات الوزارة دون أن يجري اختبارا لهم في حفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية والدعوية، وأن كافة قيادات الوزارة من حقها الاستمرار في أماكنها بشرط اجتياز هذا الاختبار، الذي أكد على حياديته وموضوعيته.

وكان اختيار الدكتور طلعت عفيفي (نائب رئيس الهيئة الشريعة للحقوق والإصلاح السلفية) وزيرا للأوقاف في أغسطس (آب) الماضي مثارا للجدل داخل الوسط الديني في مصر، بعد قيام الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة بتكليف الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر لشغل منصب وزير الأوقاف؛ إلا أنه تراجع عن ذلك في محاولة لاسترضاء السلفيين، وقام بإسناد حقيبة الأوقاف لـ«عفيفي»، كما يقول المراقبون.

ومنذ توليه الوزارة واجه عفيفي حملات تتهمه بالانحياز للإخوان والسلفيين، مما دعاه للتأكيد أكثر من مرة، على أنه «ليس إخوانيا ولا سلفيا.. وأنه رجل أزهري يحب الأزهر ويحب الانتساب إليه ولا يعادي أحدا»، قائلا إن «كل الجماعات في مصر أحبها جميعا وأعتبرها عونا على الحق».

وقال الدكتور عفيفي لـ«الشرق الأوسط»، إن المشهد الحالي في مصر وما فيه من اختلاف أمر وارد، فلا يشك عاقل في وقوع اختلاف اجتماعي وديني وسياسي في مصر؛ لكن هذا الاختلاف قد يكون إيجابيا وذلك عندما يُكمل الرأي الرأي الآخر، ويتعاون الجميع للوصول إلى صورة صحيحة، فيصبح الاختلاف في الرأي إثراء للفكر وسببا من أسباب وضوح الفكرة وتكامل الآراء، وقد يكون سلبيا إذا تحول الاختلاف إلى شتم وقتل وخصومات تؤدي إلى إراقة الدماء واستباحة الحرمات، ويؤدي ذلك إلى غضب الله.

وأضاف وزير الأوقاف: «لا بد من أصول وقواعد تحكم هذا الاختلاف كي لا يكون سببا من أسباب التقاطع دون التعرض للأصول والثوابت». وتابع موضحا عن رؤيته لمستقبل مصر خلال الفترة المقبلة بقوله إنه «متفائل.. فالفترة المقبلة واعدة». وقال: «لا ينبغي أن يكون هناك يأس أو إحباط، لأن طبيعة الأشياء أن يكون هناك تدافع بين الحق والباطل، وفي النهاية العاقبة للمتقين، وسوف تتعافى مصرنا لتعود إلى صدارتها وزعامتها ونهضتها التي كانت معروفة بها على مدار التاريخ».

وعن توقعاته لذكري ثورة 25 يناير التي تحل بعد نحو أسبوعين من الآن، قال وزير الأوقاف المصري: «نحن أبناء الوطن الواحد فينبغي علينا التعبير عن حبنا وتقديرنا بتقديم العون والمساعدة لمصر كي تنهض وتتصدر المشهد وتتعافى من الأزمات المتلاحقة والتي ألمت بها من سنوات عديدة، ولن يكون ذلك إلا بتعاون الجميع والعمل لمصلحتها وتقديم هذه المصالح على مصالح الأشخاص والأحزاب والجماعات وما إلى ذلك».

واستطرد الوزير قائلا: «إذا ما اتحدنا وتعاونا من أجل الوطن فسنسعد جميعا بنجاة السفينة بنا لننعم بخير هذا الوطن، لسنا وحدنا، وإنما أبناؤنا وأحفادنا الذين لهم حق في رقابنا للعمل وفق مستقبل مشرق لهؤلاء».

وعن رسالة يقدمها للدعاة على منابر المساجد، قال الوزير المصري: «أقول للدعاة.. الله عز وجل وضعكم مسؤولين في هذا المكان لتكونوا أهلا له داعين للخير آمرين به وناهين عن الشر».