مساعد رئيس وزراء بريطانيا: كاميرون يطلع على سياسات حكومته من الصحافة

قال إن 30% من أنشطة الحكومة تافهة والوزارة خرجت عن الطريق المرسوم لها

رئيس الوزراء البريطاني كاميرون والى يمينه نائبه نيك كليغ في مؤتمر صحافي الاسبوع الماضي لتجديد تعهدهما لانجاح التحالف الحكومي (إ.ب.أ)
TT

كشف مساعد سابق لرئيس الوزراء البريطاني عن معلومات مخيفة عن مدى ضعف وعدم قدرة رئيس الوزراء البريطاني على رسم سياسات حكومته، موضحا أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في كثير من الأحيان يسمع عن قرارات حكومته من وسائل الإعلام، بل وأحيانا يعارضها. وقال ستيف هيلتون المساعد السابق لرئيس الوزراء البريطاني لشؤون رسم السياسات: «عادة ما نصحو (طاقم رئاسة الوزراء) لنسمع في الراديو أو الأخبار أو نقرأ في الصحف أن الحكومة تعمل أشياء، ثم نتساءل: نحن لم نطلع على أشياء كهذه، بل إننا نعارضها، كيف يمكن لهذا أن يحصل؟».

وذكر هيلتون كيف أن رقم «10 داونينغ ستريت» حيث يوجد مكتب رئيس الوزراء، يترك جانبا حال قيام الحكومة بتغييرات مهمة في سياساتها، دون أن يطلع عليها، إلا كما يطلع عليها القراء العاديون للصحف البريطانية. وأضاف مساعد كاميرون أن 30 في المائة فقط من أنشطة الحكومة البريطانية ينصرف لتنفيذ برامجها الإصلاحية، وذلك أقل بكثير من الأنشطة المنصرفة لسياسات على صلة بشؤون الاتحاد الأوروبي، وتطبيق متطلباته. وتعكس تصريحات هيلتون التي أدلى بها خلال حلقة نقاش استمرت ساعة في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية، تعكس مدى الإحباط الذي تشعر به الحلقة الأقرب من رئيس الوزراء البريطاني إزاء رسم السياسات واتخاذ القرار في الحكومة. واعتبر هيلتون أن هجومه الشديد على البيروقراطيين والساسة في الحكومة البريطانية لا يقوم على أساس من العداء أو الخصومة السياسية، ولكنه كما قال إنما «يذكر حقائق» مجردة. وقد غادر هاميلتون منصبه في شهر مايو (أيار) الماضي، وتحدث إلى أصدقائه قائلا إنه بدأ يشعر أن «الحكومة بدأت تخرج عن طريقها». وعبر أكثر من مرة عن خيبة أمله، ذاكرا أنه تحدث إلى رئيس الوزراء البريطاني بعد شهرين من تشكيل حكومة التحالف عن أن الحكومة لا تقوم بما يتوقع منها أن تقوم به، وأن سياساتها لا تعبر عن حقيقة ما اتفق عليه الحزبان اللذان يشكلانها طبقا لبرنامجيهما السياسيين.

وذكر أنه على الرغم من تركه العمل الحكومي، فإنه لا يزال على تواصل مع الحلقة الأقرب من رئيس الوزراء، بل وعلى تواصل مع كاميرون نفسه حيث ذكر أنه في الفترة الأخيرة كان على تواصل معه. وذكر مساعد كاميرون السابق أنه بعد تشكيل حكومة التحالف في مايو 2010 راعه أن الحكومة لا تمشي حسب تشريعات وتوجيهات البرلمان، ولكنها تقوم بإجراءات إدارية نمطية مثل إحداث تغييرات في قوانين الصحة والسلامة وقوانين العمل، بعيدا عما يدور من نقاش في قاعة البرلمان البريطاني.

وذكر أن 40 في المائة من أنشطة الحكومة ينصرف إلى محاولة تطبيق متطلبات الاتحاد الأوروبي، بينما 30 في المائة من أنشطتها تنصرف إلى أعمال لا علاقة لها بما تم الاتفاق عليه بين الحزبين المتحالفين في الحكومة وهما المحافظون والأحرار الليبراليون. وأضاف هيلتون أن «30 في المائة فقط من أنشطة الحكومة تنصرف إلى أعمال نتوقع أن تقوم بها»، مصرحا بأنه أصيب بالرعب بعد اكتشافه هذه الحقيقة، وأنه نبه إليها رئيس الوزراء في أكثر من مرة.

وهيلتون واحد من أهم مساعدي رئيس الوزراء البريطاني، واشتهر بلباسه العادي، ومزاجه الحاد، وله آراء مهمة، غير أنها تثير الجدل في أحيان كثيرة، وهو رسميا لم يترك عمله، وأخذ إجازة من دون راتب لمدة عام كامل يحاضر فيها الطلبة في جامعة ستانفورد الأميركية، غير أنه لا أحد في الحكومة يستطيع التنبؤ بعودته إلى لندن، ويتوقع البعض أن يعود إليها لا ليستمر في عمله مساعدا لكاميرون ولكن ليشغل منصبا معينا ضمن حزب المحافظين.