واشنطن: حكم لصالح «الأميركي الطالباني» بالصلاة جماعة

يقضي عقوبة السجن 20 عاما بسبب مشاركته في الحرب إلى جانب «القاعدة»

جون ووكر ليند
TT

أعلنت محكمة اتحادية في ولاية إنديانا حق الأميركي المسلم جون ووكر ليند، ولقبه «الأميركي الطالباني»، الذي يقضي فترة 20 سنة في السجن بتهمة الاشتراك في القتال مع منظمة طالبان في أفغانستان، في الاشتراك في صلاة الجماعة وممارسة الشعائر الدينية مثل بقية زملائه السجناء.

وقالت القاضية جين ماغنوس ستينسون إن السماح للسجناء بالتجمع في مكان مخصص للاستماع لآيات قرآنية، وهو أمر لا تحظره إدارة السجن، لا يختلف كثيرا عن أداء الصلاة جماعة، وإن من حق ليند أن يتساوى في هذا مع زملائه السجناء.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن السجن فيه 50 مسلما تقريبا. وكان قبض على ليند (عمره 32 سنة) في معركة قلعة جانجي في أفغانستان في عام 2001، بعد معركة في نفس المكان قتل فيها ضابط الاستخبارات الأميركي جوني سبان. وقالت القوات الأميركية إن ليند اشترك في الحرب إلى جانب طالبان و«القاعدة».

وحسب وثائق محاكمته، تدرب ليند في معسكر الفاروق التابع لمنظمة القاعدة، وحضر محاضرات ألقاها أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، وسماه بن لادن «سليمان الفارس» أثناء وجوده بأفغانستان. لكنه، في وقت لاحق، اختار اسم «سليمان الآيرلندي» غير أن اسمه الأصلي، جون ووكر ليند، صار الأكثر تداولا. وكان ليند اعترف بأنه، قبيل اعتناقه الإسلام، تأثر بفيلم «مالكوم إكس»، من قادة الزنوج الأميركيين المسلمين. وفي عام 1997، اعتنق الإسلام. وبعد ذلك سافر إلى اليمن ليتعلم اللغة العربية والقرآن الكريم. ومن هناك إلى باكستان، ثم إلى أفغانستان ليقاتل إلى جوار حكومة طالبان ضد قوات تحالف الشمال الأفغاني. وكان ذلك قبيل هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001.

حسب دراسة أصدرها في العام الماضي مركز «بيو» في واشنطن العاصمة، يوجد في السجون الأميركية مليون ونصف مليون سجين. ويصعب فرز الانتماءات الدينية لهم، لأن إدارة السجون لا تقدم أي معلومات بهذا الشأن، وتكتفي بتقدم بيانات خاصة بكل معتقل تتعلق بالسن والعرق والجنسية والمستوى التعليمي.

لكن، اعتمد مركز «بيو» على تقديرات «موثوقة بها»، وقال إن المسيحيين يشكلون ثلثي عدد السجناء، بينما يشكل المسلمون نسبة 9 في المائة، وتتوزع النسبة المتبقية على الجماعات الدينية الأخرى.

وحسب التقرير، قالت نسبة 54 في المائة من القائمين على الأديان في السجون التي شملها البحث إن عدد المسلمين في ارتفاع مستمر. واستبعد ذلك نسبة 7 في المائة فقط.

وبنسبة أقل من الذين اعترفوا بانتشار المسلمين، قالت نسبة 47 في المائة إن اعتناق المسيحية في ارتفاع مستمر. وخاصة البروتستانتية، وإن الملحدين والكاثوليك هم «أكبر خاسرين في هذه المعركة».

وأجمع عدد كبير من رجال الدين في السجون على أن نسبة كبيرة من السجناء الذين تخلوا عن معتقداتهم لصالح الإسلام كانوا يؤمنون بأديان أخرى.

وخلصت الدراسة إلى أن عدد السجناء المسلمين يبقى «ثابتا دون أن يطاله تغيير، لأن معتنقيه لا يتخلون عن الإيمان به من أجل اعتناق ديانة أخرى». وقالت الدراسة إن نفس الأمر ينطبق، ولو بنسبة قليلة، على الهندوس، والأرثوذكس، والمورمون.

وكان الرئيس السابق بوش الابن رفض طلبا بتخفيض عقوبة السجن على «الأميركي الطالباني». وقال إنه يشكل خطر على الأمن الأميركي. وكان المسؤولون عن السجون الأميركية حذروا من انتشار الإسلام المتطرف في السجون، وأمروا بفصل النشطاء الإسلاميين داخل السجون عن بقية السجناء، إذا صار واضحا أنهم ينشرون إسلاما متطرفا.