في مجزرة مروعة قتل أكثر من تسعة أطفال في بلدة حزة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، جراء قصف قوات النظام براجمات الصواريخ على البلدة يوم أمس. وبث ناشطون صورا لأشلاء الأطفال المبعثرة في موقع شهد سقوط أحد الصواريخ، وبعض الجثث كانت متكومة.
ويأتي ذلك بينما تواصل قوات النظام تصعيد هجماتها المدفعية والجوية على مناطق وبلدات الغوطة الشرقية، ومدينتي المعضمية وداريا، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في عدة مناطق في الغوطة الشرقية. كما قتل أكثر من عشرة أشخاص في مدينة دوما، بينهم ثلاثة أطفال، جراء القصف على المدينة بمدافع الهاون.
وفي بلدة جسرين قتل أربعة أشخاص بحسب ما أفاد به ناشطون سوريون أمس، ولفتوا إلى سقوط صاروخ سكود على بلدة النشابية. ولم يتم تأكيد ذلك من مصادر أخرى، إلا أن القصف الأعنف يوم أمس تركز على بلدة المليحة، حيث سجل سقوط أكثر من 200 صاروخ وقذيفة هاون على البلدة وأطرافها، ما ألحق دمارا كبيرا بالمباني السكنية والمحال التجارية. كما سجلت إغارة طائرات الميغ على البلدة لأكثر من ست مرات خلال نهار أمس، مع تواصل الاشتباكات في محيط إدارة الدفاع الجوي لليوم الرابع على التوالي، وسط حالة معيشية وإنسانية تنعدم فيها كل سبل الحياة، في ظل حالة حصار تشكل قطع الكهرباء والاتصالات وصعوبة تأمين الحاجات الأساسية للمدنيين كالخبز والماء والدواء. كما أكد ناشطون استمرار احتجاز نحو 350 مدنيا من أهالي المليحة لأكثر من أسبوع من قبل الحواجز الأمنية المحيطة بالبلدة. وبث ناشطون فيديو يظهر الدخان والحرائق الكثيفة في بلدات طريق المطار (بيت سحم - المليحة) بعد غارات جوية قامت بقصفها.
من جانب آخر، أعلنت ألوية الفرقان التابعة لتجمع أنصار الإسلام استهداف «سيارة عسكرية كانت تقل أربعة ضباط من الفرقة السابعة على طريق الحسينية الواصل بين دمشق والفرقة السابعة في مدينة زاكية بريف دمشق»، ورجحت الألوية أن يكون من بين الضباط الأربعة نائب رئيس أركان الفرقة السابعة. وفي منطقة خان الشيح جرت اشتباكات عنيفة بين مقالي الجيش الحر والقوات النظامية على أتوستراد دمشق - القنيطرة قرب كتيبة صواريخ الفولغا، كما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة جوبر وتمكن مقاتلو الجيش الحر من تدمير دبابة لقوات النظام عند جسر زملكا.
هذا، وتواصل القصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدينتي داريا ومعضمية الشام طوال يوم أمس، وترددت أصداء القصف في ضاحية قدسيا، كما دوت أصوات القصف المدفعي المنطلق من جبل قاسيون في أرجاء المدينة، بينما سمعت أصوات رصاص وسط العاصمة بعد ظهر يوم أمس، في حين دارت اشتباكات متقطعة في حي برزة لدى محاولة شبيحة من حي عش الورور دخول برزة.
إلى ذلك، واصلت قوات الأمن حملات المداهمة لليوم الثالث على التوالي في حي المهاجرين، بحثا عن ناشطين شباب. وذلك إثر خروج عدة مظاهرات قريبا من القصر الرئاسي في الروضة، القريب من تلك الأحياء. كما شنت قوات الأمن حملة مداهمة واعتقال في حي الشاغور بالمدينة القديمة، وفي سوق البزورية القريب من الحي لوحظ انتشار أمني كثيف وتفتيش غير معتاد للسيارات والمارة.. ومع ذلك خرجت مظاهرة في حي ركن الدين يوم أمس وصلت إلى جامع أبو النور للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.