تركيا متفائلة بعودة «محادثات السلام» بعد محادثات جديدة مع أوجلان

شقيق زعيم «الكردستاني» زاره في السجن حاملا صحفا وكتبا ومستلزمات شخصية

TT

كشفت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن محادثات جديدة أجريت بين رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدال وزعيم تنظيم «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في سجنه في جزيرة أمرالي في بحر أنقرة بعد اغتيال الناشطات الكرديات الثلاث في باريس. مشيرة إلى أن هذه المحادثات «أعادت الآمال بإحياء محادثات السلام التي كانت تجري بين الطرفين قبل الاغتيال».

وقالت المعلومات إن اجتماعا عقد أمس بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وفيدال استمرت لأربعين دقيقة وضعه خلالها في أجواء المحادثات الجديدة، التي أعقبها تفاؤل تركي بمعاودة العمل في «مسار السلام» الذي يتعرض لانتكاسات بين الوقت والآخر منذ إطلاقه من قبل حكومات «العدالة والتنمية» الحاكم قبل سنوات.

وزار أمس محمد أوجلان، شقيقه في السجن، من دون أن ترشح أي معلومات عن اللقاء، علما بأن محامييه لم يروه منذ 16 شهرا. وقد رفض أوجلان الحديث للصحافيين لدى وصوله إلى الميناء الذي أبحر منه برفقة سيدتين من أقارب السجناء الموجودين في الجزيرة. وقد حمل أوجلان إلى شقيقه صحفا ومجلات وكتبا ومستلزمات شخصية، مما يشير إلى تخفيف للحظر التركي المفروض على أخيه الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد لنشاطه في محاربة السلطات التركية منذ مطلع الثمانينات.

وإكتفى شقيق اوجلان بالقول بعد عودته أن شقيقه «يدين عملية قتل الناشطات الكرديات، وهو حزين جدا، ويطالب بالتوسع في التحقيقات في الجريمة».

وكان الحوار بدأ بعدما دعا أوجلان مئات السجناء من حزب العمال الكردستاني إلى إنهاء إضراب عن الطعام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وهي مناشدة وجهها عن طريق شقيقه.

وذكرت وكالة «الأناضول للأنباء» التي تديرها الدولة أن شقيقه محمد أوجلان أبحر بقارب إلى جزيرة أمرالي من ميناء جمليك في شمال غربي تركيا في وقت مبكر من صباح أمس. وكانت آخر مرة سمحت فيها السلطات التركية لمحمد أوجلان بزيارة شقيقه في السجن في نوفمبر.

وسادت في الشارع السياسي التركي موجة تفاؤل بإمكانية معاودة المفاوضات. وقد أكد يالتشن أكدوغان، مستشار رئيس الوزراء التركي أن عملية الاغتيال قد تكون تمت على أيدي «جماعة انفصالية» داخل التنظيم الذي تحظره تركيا، مشددا على أن ما جرى «لن يشوش على عملية السلام ولن يؤثر على عزم الحكومة (التركية) العمل للتوصل إلى حل دائم للنزاع، حتى لو حاول القتلة التشويش». مشيرا إلى أن الجريمة «أدت إلى قناعة أكبر بضرورة تسوية هذا النزاع».

ونقلت صحيفة «توداي زمان» القريبة من الحزب الحاكم عن النائب حسيب قبلان، أحد أعضاء حزب السلام والحرية الكردي الذي يعتقد بأنه الذراع السياسية لـ«الكردستاني» في تركيا أن الحزب يدعم استمرار المحادثات، فيما طالب حزب الشعب الجمهوري، الحزب المعارض الرئيسي حكومة أردوغان بمواصلة المحادثات لحل هذه الأزمة.