سوريا: مجزرة بقصف جوي في معضمية الشام

كتيبة لـ«الحر» يقودها ضابط درزي محاصرة بنيران النظام

TT

يعاني الملازم أول السوري المنشق، خلدون زين الدين من إصابة لن تؤثر على حياته، لكنه قد يقتل وكل أفراد كتيبته التي تضم دروزا معارضين للنظام، إذا ما نفدت ذخيرتهم جراء الحصار الذي تفرضه عليه القوات النظامية السورية.

فقد برز تطور عسكري لافت في محافظة السويداء، حيث تدور منذ ثلاثة أيام معارك شرسة بين الجيش النظامي وتجمع «كتائب السهل والجبل» التابع لـ«لجيش السوري الحر». وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الكتيبة التي يقودها الملازم أول خلدون زين الدين تتعرض لحصار خانق من قبل قوات النظام وتعاني من نقص حاد في الذخيرة»، مؤكدة الأنباء عن «إصابة الملازم زين الدين نفسه خلال الاشتباكات مع القوات النظامية». وفي سياق متصل، أكد رئيس المجلس العسكري في محافظة السويداء العقيد مروان الحمد لـ«الشرق الأوسط» نبأ إصابة زين الدين، لكنه أشار إلى أن «وضعه الصحي مستقر ولا خوف على حياته».

وفي حين رفض الحمد التعليق على خبر حصار «كتيبة للجيش الحر» بهدف «عدم إعطاء معلومات للنظام»، على حد تعبيره، شدد على أن «قواته ستقاتل حتى الشهادة»، مستبعدا «خيار الانسحاب مهما كانت الظروف». وأشار إلى أن «كتائب أحرار السهل والجبل قتلت الكثير من عناصر الجيش النظامي خلال اليومين الماضيين».

وكانت كتائب «تجمع السهل والجبل» بقيادة الملازم أول خلدون زين الدين التابعة للمجلس العسكري في محافظة السويداء قد نفذت هجوما على نقطة «الرادار» التابعة لقوات النظام يوم الجمعة الفائت. وبحسب المجلس العسكري في السويداء، فإن «تعزيزات كبيرة من عناصر الأمن والجيش توافدت إلى المنطقة بسبب هذه العملية، فوقعت اشتباكات امتدت لعدة ساعات نجح خلالها تجمع كتائب السهل والجبل من تكبيد قوات النظام خسائر فادحة في العتاد والأرواح، لتهرع سيارات الإسعاف إلى المكان وتنقل عدد كبيرا من القتلى والجرحى إلى المشفى الوطني في مركز المحافظة».

وفي موازاة المعارك الدائرة في السويداء، قصف الطيران السوري النظامي وفقا لناشطين معارضين، منطقة معضمية الشام في ريف دمشق موقعا عشرات القتلى والجرحى، حيث ألقت طائرة ميغ قنابل فراغية على حي سكني في المدينة ما أدى إلى تدميره بصورة كاملة، بحسب لجان التنسيق. ونشر ناشطون على مواقع المعارضة على الإنترنت صورا تظهر انتشال أطفال قتلى من تحت ركام البنايات المدمرة. ووضع ناشطون معارضون هذه المجزرة في سياق عمليات الانتقام التي ينفذها الجيش النظامي بحق المدنيين بسبب احتضانهم لعناصر «الجيش الحر».

وقالت لجان التنسيق المحلية إن غالبية القتلى في معضمية الشام من عائلتين، مشيرة إلى جرح عشرات آخرين في القصف. في حين ذكر المرصد السوري أن بين القتلى ثمانية أطفال وخمس نساء.

وتعاني مدينة المعضمية - حسب الناشطين - من أوضاع إنسانية كارثية في ظل محاصرتها وإغلاقها بشكل تام وتواصل القصف اليومي واستمرار انقطاع الكهرباء منذ شهرين، إضافة إلى تنفيذ حواجز اللجان الشعبية إعدامات ميدانية في صفوف المدنيين من وقت لآخر.

من جهة أخرى، أكد ناشطون سوريون قيام «القوات النظامية يوم أمس بتفجير البيوت المحيطة بمطار المزة العسكري، بهدف إقامة منطقة مكشوفة بين داريا والمطار، في محاولة منها للحفاظ على هذا المطار بعد احتلال بعض المطارات العسكرية في المناطق الأخرى». ولفت محمد علوش، المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هدف النظام من تفجير البيوت التي تحيط بمطار المزة وتلاصق مدينة داريا هو منع مقاتلي الجيش السوري الحر من التسلل إلى هذه البيوت وبالتالي الوصول إلى المطار».

وأوضح علوش أن «قوات النظام لم تكتف بتفجير البيوت وإنما قامت بجرف كافة البساتين المحيطة بالمطار خوفا من اختباء عناصر المعارضة فيها». كما أشار إلى أن «القوات النظامية تخوض معارك شرسة في داريا والمعضمية من أجل حماية مطار المزة»، واصفا إياه بـ«الموقع الشديد الحساسية».

ويعدّ مطار المزة العسكري إحدى النقاط الاستراتيجية لقوات النظام السوري في صراعها مع عناصر «الجيش الحر» الذين يتسللون إلى العاصمة السورية دمشق، إذ يعتبر منطلقا لعمليات القصف التي تشهدها العاصمة والأحياء المحيطة في الغوطة الغربية، ويحتوي المطار على قاعدة عسكرية تضم مستودعات كبيرة للذخيرة.

وقد شهد محيط المطار في السابق اشتباكات عدة في في محاولة من كتائب «الجيش الحر» للسيطرة عليه، كما تعرّض للقصف بقذائف الهاون، إضافة إلى إسقاط طائرة مروحية فوق أجوائه، غير أن ناشطين معارضين، يرجعون سبب تأخر «الثوار» في السيطرة عليه إلى الأحياء الموالية المحيطة به، كالسومرية ومزة 86، إضافة إلى مجاورته لمقر قيادة الفرقة الرابعة التي يقودها العقيد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.