حلفاء فرنسا أعلنوا تقديم دعم إنساني واستخباراتي وعدم القيام بدور قتالي

روسيا: عملية مالي لا تتعارض مع القانون الدولي

TT

رغم أن باريس، عمليا، توجد وحدها في عين العاصفة في مالي، فإنها تحرص على تأكيد أنها تعمل مع شركائها. لكن غالبيتهم اكتفوا بالإعلان عن تقديم دعم إنساني وطبي، واستخباراتي، وأنهم لن يقوموا بأي دور قتالي.

وفي غضون ذلك، بدأت بريطانيا أمس تقديم مساعدات لوجستية لفرنسا، ولكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكد أن القوات البريطانية لن تشارك في القتال. وأجاب كاميرون في سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حول ما إذا كانت لندن سترسل قوات لمالي بقوله: «لن يتم إرسال قوات لمالي ولكن بريطانيا ستساعد فرنسا بصفتها حليفا». وأوضح: «ستكون المساعدة لوجستية وقد تمتد لتشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية».

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أنه جرى أمس تحميل أول طائرتين «سي 17» من سلاح الجو الملكي في بريطانيا بسيارات فرنسية مدرعة ومعدات أخرى في شمال فرنسا، ولكن تم إرجاء مغادرتهما من باريس بسبب عطل فني. وكان مقررا مغادرة الطائرة الثانية من قاعدة بريطانية في وقت لاحق أمس.

وفي برلين، أعلن متحدث باسم الخارجية الألمانية عن إمكان تقديم دعم لوجستي طبي أو إنساني للعملية الفرنسية في مالي، والتي وصفها بأنها مبررة. وقال أندريسا بيشكي إن ألمانيا «لن تترك فرنسا وحدها في هذا الوضع الصعب»، موضحا أن المساعدة ستكون لوجستية، طبية أو إنسانية. وأضاف أن ألمانيا تدرس كيف يمكن مساندة القوات الفرنسية، موضحا أنه من «غير المطروح» إرسال قوات ألمانية.

ومن جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي مجددا أمس أن بعثته العسكرية لتدريب جنود ماليين لن يكون لها أي دور قتالي. واعتبر رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي أمس أنه «من الضروري وقف الإرهابيين والمجموعات المتمردة» التي استأنفت هجومها في مالي.

وأشاد حلف شمال الأطلسي أمس بدوره بالعملية التي أطلقتها فرنسا في مالي، موضحا في الوقت نفسه أنه لم يتلق أي طلب للمساعدة من باريس.

وقال الجنرال جان بول بالوميرو من القوات الجوية الفرنسية، وهو قائد رفيع في حلف شمال الأطلسي، إن التدخل في مالي عملية فرنسية وطنية لا تتضمن مشاركة حلف الأطلسي. لكنه قال في مؤتمر صحافي إنه «فخور جدا بأن فرنسا تشارك بشكل كامل في محاربة الإرهاب في هذا الجزء من العالم».

وقالت روسيا أمس إن العملية الحربية الفرنسية في مالي لا تتعارض مع القانون الدولي وأعربت عن أملها بأن تحمل طابعا مؤقتا. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن جينادي جاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي قوله: «يمكن القول بشكل عام إن تنفيذ العملية الحربية الفرنسية بطلب من السلطات المالية يتفق مع أطر القانون الدولي. ونحن من هذا المنطلق نأمل أن تحمل هذه العملية طابعا محدودا ومؤقتا». لكن الصين تحفظت أمس في دعمها مشددة على نشر القوة الدولية لدعم مالي التي وافق عليها مجلس الأمن «في أسرع وقت ممكن».

وأجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس محادثات مع نظيره النيجيري غودلاك جوناثان، الذي يفترض أن تتولى بلاده قيادة القوة العسكرية الأفريقية في مالي. كما سيلتقي اليوم (الثلاثاء) في أبوظبي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

وتتسارع التحضيرات أيضا لنشر قوة من دول غرب أفريقيا مكلفة، بموافقة الأمم المتحدة، طرد المجموعات المرتبطة بـ«القاعدة». وبدأت طلائع قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تنتشر تحت قيادة الجنرال النيجيري شيهو عبد القادر. ومن المرتقب أن تساهم نيجيريا في هذه القوة بـ600 عنصر، كما أعلنت كل من النيجر وبوركينا فاسو وتوغو والسنغال عن إرسال 500 عنصر وبنين 300 عنصر.