قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: الجعفري ليس بديلا مقبولا عن المالكي

TT

بدأ رئيس التحالف الوطني الشيعي إبراهيم الجعفري تحركاته مؤخرا على القوى والكتل السياسية العراقية بهدف حلحلة الوضع السياسي الراكد في العراق الذي يمر بأزمة سياسية مستفحلة جراء مواقف رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي ضد الكرد والسنة، في محاولة منه لإقناع القيادات العراقية بالجلوس على طاولة المفاوضات لحل المشاكل القائمة بالبلاد، فيما يرى بعض المحللين «أن هدف الجعفري من هذا التحرك هو تسويق نفسه بديلا عن المالكي برئاسة الوزراء، وأن لقاءه الأخير بنائب رئيس الوزراء العراقي الدكتور روز نوري شاويس يدخل في هذا الإطار».

وكان الجعفري قد اجتمع بشاويس أمس حسب بيان صادر عن مكتبه وتباحثا حول الوضع السياسي الراهن في العراق، أكدا خلال اللقاء على وحدة الصف الوطني وضرورة معالجة المشكلات العالقة بين الأطراف السياسية في العراق.

ونقلت مصادر إعلامية: «أن الجعفري طرح فكرة عقد اجتماع وطني بمنزله وبرعايته لأجل تقريب الأطراف العراقية، والسعي نحو إيجاد الحلول المرضية لجميع الأطراف بشأن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد حاليا، لكن مقاطعة عدد من الكتل الرئيسية في مقدمتها القائمة العراقية وبعض الأطراف الشيعية للاجتماع، تحول دون تحقيق الأهداف التي يرمي إليها الجعفري، والتي من بينها طرح نفسه بديلا عن المالكي كما ترى بعض الأوساط السياسية والإعلامية العراقية ذلك من خلال تحركاته الأخيرة، لكن قياديا كرديا أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجعفري لن يكون بديلا مقبولا عن المالكي؛ لأنهما من طينة واحدة».

وقال المصدر الكردي الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الجعفري «يمني نفسه بإقناع القيادة الكردية للقبول به بديلا عن المالكي، ولكن تلك القيادة جربت حكمه خلال السنوات السابقة (2005 - 2006)، وعاينت مواقفه السلبية تجاه الكرد أولا، وكذلك تجاه المكون السني؛ حيث وقعت الفتنة الطائفية في عهده. ولذلك من الصعب القبول به بديلا عن المالكي». وأضاف: أن «الجعفري والمالكي يعملان بنفس الروحية، وهما ينتميان إلى التحالف الشيعي، ولا ينفع في الوضع السياسي المتفجر أن تحل أزمة كبيرة في البلد بمجرد تغيير المواقع بين شخصين من تحالف واحد، ثم إن الجعفري وقع خلال هذه الأزمة تحت تأثير المالكي، ولم يملك حولا ولا قوة بثني المالكي عن ارتكاب الكثير من الأخطاء القاتلة التي اقترفها بحق الشركاء السياسيين الآخرين على الرغم من أنه رئيس للتحالف الشيعي، وبذلك فإن وجوده بالسلطة لن يغير شيئا».

في غضون ذلك أشار مصدر في كتلة التحالف الكردستاني إلى أن خلافات عميقة تتحكم اليوم بالكتلة الشيعية، فلم يعد هناك ما يمكن تسميته بتحالف وطني، بل هناك عودة إلى ما كان يسمى في السابق بالائتلاف الوطني الذي كان أحمد الجلبي أحد أبرز قياداته، فلا التيار الصدري ولا المجلس الإسلامي الأعلى على وفاق مع بقية أطراف التحالف الوطني الحالي، وأن خلافاتهم ظهرت إلى العلن، ولذلك فإن أنسب من يقود التحالف الشيعي مستقبلا هو الدكتور أحمد الجلبي الذي يعتبر أكثر القيادات السياسية اعتدالا واحتراما من بقية القيادات الشيعية والسنية والكردية.

يذكر أن العلاقات الشيعية الكردية تمر اليوم بأسوأ حالاتها بعد المواجهات الأخيرة التي أقدم عليها المالكي ضد الأكراد في المناطق المتنازع عليها والتي كادت تؤدي إلى حرب قومية بين العرب والكرد في تلك المناطق، وما زالت تلك الأزمة قائمة إلى اليوم على الرغم من أن مخاطر المواجهة العسكرية قد انحسرت تماما، ولكن أصل المشكلة ما زال قائما والمتمثل في تشكيل قيادة عمليات دجلة التي يتمسك بها رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما ترفضها القيادة الكردية التي تشترط إبعادها عن التحكم بالمناطق المتنازع عليها كشرط لتوقيع اتفاقية التطبيع بينها وبين الحكومة العراقية.