ماكين يلتقي كبار المسؤولين المصريين ومعارضيهم لبحث التحول الديمقراطي

جبهة الإنقاذ: غياب البرادعي وصباحي ليس له دلالات سياسية

TT

يلتقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون ماكين مع كبار المسؤولين المصريين ومعارضيهم لبحث التحول الديمقراطي وقضايا المنطقة، خلال زيارته للقاهرة التي بدأت أمس وتستمر لعدة أيام، وقالت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن وفدا منها سوف يلتقي اليوم (الأربعاء) مع ماكين من دون مشاركة القياديين بالجبهة الدكتور محمد البرادعي، والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، مشيرة إلى أن غيابهما عن اللقاء ليس له أي دلالات سياسية.

ووصل ماكين صباح أمس إلى العاصمة المصرية في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يستقبله خلالها الرئيس محمد مرسي، وقيادات مصرية أخرى من بينهم عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية وعدد من رموز وقوى المعارضة المصرية بالإضافة إلى لقاءات مع نواب مجلس الشورى. ومن المنتظر أن تتركز مباحثات ماكين على عملية التحول الديمقراطي الجارية في مصر بالإضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية وفي مقدمتها الوضع في سوريا والقضية الفلسطينية.

وأوضح القيادي في التيار الشعبي المعارض، أمين إسكندر، لـ«الشرق الأوسط» أن ماكين لم يطلب لقاء صباحي (مؤسس التيار الشعبي) ولم يطلب لقاء شخصيات بعينها، لذلك تم اختيار الوفد من دون اعتبارات أو مواقف سياسية من شخصية ماكين.

ومن جانبه قال نائب رئيس حزب الوفد القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني، منير فخري عبد النور لـ«الشرق الأوسط» إنه سيكون ضمن الوفد المشارك في لقاء ماكين، موضحا أن الوفد يضم أيضا كلا من رئيس حزب المصريين الأحرار أحمد سعيد، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الدكتور محمد أبو الغار، ومؤسس حزب الجبهة الديمقراطية الدكتور أسامة الغزالي حرب، والنائب البرلماني السابق عمرو حمزاوي.

وقال عبد النور إن ماكين سوف يستقبل قيادات جبهة الإنقاذ بمقر إقامته بأحد الفنادق الكبرى على النيل بوسط القاهرة، موضحا أن لقاء ماكين مع وفد جبهة الإنقاذ يحمل دلالات سياسية كبيرة أبرزها ما يمكن اعتباره انتباه الغرب إلى أن مصر بها قوى سياسية مدنية لها وجود وتأثير في رسم الخريطة السياسية المصرية، على عكس تصور سابق بأن تيار الإسلام السياسي وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين اللاعب الوحيد في الساحة السياسية.

وأضاف عبد النور: «هدف زيارة ماكين التعرف على وجهة نظر الجبهة في الأحداث السياسية الجارية خاصة القضايا التي ما زالت محل خلاف كبير بين تيار الإسلام السياسي والقوى المدنية، وعلى رأسها قضية الدستور الجديد. وسوف نعرض وجهة نظرنا في كل هذه القضايا».

من جانبه قال الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني أحمد فوزي لـ«الشرق الأوسط» إن أبرز أهداف لقاء قيادات جبهة الإنقاذ مع ماكين هو نقل وجهة نظر المعارضة المصرية للمجتمع الدولي فيما يتعلق بالأوضاع السياسية الراهنة. وأضاف: «من حق المعارضة أن توضح للمجتمع الدولي والدول الكبرى نتيجة مساندتها لحكم الإخوان وتأثير ذلك على الحقوق والحريات». وتوقع فوزي أن تتعرض جبهة الإنقاذ لانتقادات واسعة بسبب لقائها السيناتور الأميركي. وأضاف فوزي: «سنسمع نفس الكلام المستهلك المضحك حول التدخل في شؤون مصر في حين أن (الإخوان) كانوا يلتقون سواء قبل وصولهم للسلطة أو بعدها بمسؤولين غربيين، وخاصة من الأميركيين».

من جانب آخر التقى صباحي مساء أول من أمس الاثنين مبعوث وزير الخارجية الروسي لمنطقة الشرق الأوسط سيرجي فيرشنين ووفدا من السفارة الروسية بالقاهرة. وقال التيار الشعبي الذي يتزعمه صباحي في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن اللقاء تطرق إلى قضايا مصرية داخلية وإلى عدد من القضايا الإقليمية أبرزها الأوضاع في سوريا والقضية الفلسطينية. وأوضح البيان أن صباحي أكد للمسؤول الروسي أن مصر تعيش الآن مرحلة فارقة في تاريخها في ظل ثورة تسعى للاكتمال وسلطة غير ديمقراطية تريد إعادة إنتاج نظام ديكتاتوري بقناع إسلامي ونظام بعيد عن القيم الأساسية للإسلام على رأسها العدل والمساواة والانتصار للفقراء.