وزير الثقافة المغربي ينتقد تقديم دعم مالي لمثقفين وفنانين ويصفه بأنه «ريع ثقافي»

الصبيحي يعتزم النظر فيه وتوزيعه بشكل عادل على مختلف مناطق البلاد

TT

أقر محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي، بفشل سياسة الدعم المالي الموجهة للقطاع الثقافي في البلاد، التي كانت تنهجها الوزارة في ظل الحكومات المتعاقبة، وقال إنها كانت بمثابة «ريع ثقافي» (أي الحصول على أموال دون مقابل).

وأوضح الصبيحي، الذي كان يتحدث أمس (الثلاثاء) أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب من أجل تقييم خطة الدعم التي تنهجها وزارته في مختلف القطاعات، بطلب من المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، أن الدعم المالي المقدم لمختلف المجالات الثقافية والفنية خاصة المسرح والتشكيل والترجمة والتأليف والنشر، لم يكن له أي وقع أو تأثير حقيقي على مستوى الارتقاء بالحياة الثقافية في البلاد، وتساءل حول ما إذا كان السبب يعود إلى ضعف الإمكانات المالية التي رصدت لقطاع الثقافة أم سلبيات حول تقديم هذا الدعم.

وقال المسؤول المغربي إن فئات من المثقفين والفنانين المغاربة يعتمدون بشكل كلي على الدعم دون بذل أي جهد للارتقاء بالمنتج الإبداعي الذي يقدمونه، وفي ظل غياب سوق ثقافية وفنية في المغرب.

ودعا الصبيحي، وهو من حزب التقدم والاشتراكية اليساري، إلى إعادة النظر في آلية تقديم الدعم المالي للمنتج الثقافي وإعادة توزيعه بشكل عادل على مختلف مناطق البلاد، وعدم اقتصار الاستفادة منه على المثقفين والفنانين في المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء.

وعرض المسؤول المغربي الخطة التي أعدتها وزارته للنهوض بالقطاع الثقافي تحت عنوان «استراتيجية المغرب الثقافي»، التي لم يشرع في تنفيذها بعد. وتتمثل محاور الاستراتيجية الجديدة لوزارة الثقافة في «نهج سياسة القرب في المجال الثقافي ودعم ومواكبة الإبداع والمبدعين والعناية بأوضاعهم وصيانة وحماية وتثمين التراث الثقافي المادي واللامادي وتنشيط الدبلوماسية الثقافية والتعاون الدولي في المجال الثقافي واعتماد الحكامة الجيدة في تسيير الشأن الثقافي».

من جهتهم، انتقد البرلمانيون أعضاء اللجنة غياب سياسة ثقافية في البلاد وعدم تشجيع الدولة للقطاع. وفي هذا السياق، قالت كنزة الغالي، النائبة البرلمانية عن حزب الاستقلال المشارك في الحكومة، إن «المجال الثقافي شأن لا يهم الدولة»، وانتقدت ترويج صورة سلبية عن المثقف المغربي باعتباره «شخصا بئيسا منطويا على نفسه»، مشيرة إلى أن الدولة قتلت كرامة المثقف، واستعرضت أسماء عدد من الفنانين الذين يعيشون أوضاعا مادية واجتماعية صعبة. وأوضحت الغالي أن ضعف المنتج الثقافي في البلاد لا يعود إلى الأسباب المادية فقط، لأن دولا في أفريقيا وأميركا اللاتينية أفقر من المغرب لكنها تتفوق عليه في مجال نسبة القراءة وإصدار الكتب؛ على حد رأيها.

أما رشيدة بن مسعود، البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، فدعت الدولة إلى مصالحة مع الثقافة والمثقفين، كما اعتبرت الدعم المالي المقدم للمثقفين والفنانين والمؤسسات الثقافية بمثابة تبذير للمال العام ما دام لم تتم مواكبته بالمحاسبة والحكامة والترشيد. وانتقدت بن مسعود اللجان المشرفة على اختيار المستحقين للدعم، وقالت إن معايير الاختيار غير واضحة لديها، و«تستند في كثير من الأحيان على الصداقات والزبونية»، على حد قولها.