80 قتيلا في جامعة حلب.. و«تصفيات طائفية» في حمص

مسيرة مؤيدة للأسد في الحرم بعد دقائق على التفجير

رجال أمن وطلاب يعاينون الأضرار في المبنى الجامعي المستهدف أمس (أ. ب)
TT

قتل نحو 80 طالبا جامعيا سوريا وأصيب العشرات في جامعة حلب يوم أمس الذي يتزامن مع أول يوم امتحانات جامعية، في عدة انفجارات وقعت في كلية هندسة العمارة وكلية الآداب والمدينة الجامعية المكتظة بالطلاب، وهو تفجير تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بتنفيذه.

وأكد شهود عيان من الطلبة في الجامعة سماعهم صوت هدير طائرة حربية على علو منخفض فوق الجامعة قبيل وقوع الانفجارات، كما أشارت عدة مصادر متطابقة من طلاب جامعة حلب إلى أن انتشارا أمنيا كثيفا كان في الجامعة والمدينة الجامعية صباحا، كما قامت قوات الأمن بإغلاق باب كلية الآداب وذلك قبل سماع تحليق لطيران حربي فوق الجامعة ومن ثم صوت انفجار الكثير من القذائف. وبحسب مصادر طلابية سقطت قذيفتان عند باب كلية الآداب وقذيفة أخرى سقطت في المدينة الجامعية، وقذيفة في كلية هندسة العمارة، وقدر عدد الطلاب الموجودين في جامعة حلب ككل بأكثر من سبعة آلاف طالب في اليوم الأول من الامتحانات النصفية.

وسائل إعلام النظام التي حضرت فورا إلى الموقع قالت بداية إن الانفجارات ناتجة عن سيارة مفخخة، ثم تراجعت وقدمت رواية أخرى عن سقوط صواريخ على الجامعة جراء «استهداف إرهابيين لطائرة تابعة لقوات النظام». وقال التلفزيون السوري الرسمي إن سيارة مفخخة استهدفت الجامعة، ثم غير الرواية ليعتمد ما أوردته وكالة «سانا» والذي لم تشر فيه إلى سبب التفجير الذي وصفته بـ(الإرهابي) دون ذكر أي تفاصيل عن عدد الضحايا وحجم الأضرار وقالت في خبر مقتضب: «وقع تفجير إرهابي في جامعة حلب أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات وأضرار مادية في المكان». وذكر مراسل «سانا» في حلب أن التفجير «أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات بين الطلاب في أول يوم من الامتحانات الجامعية والنازحين من المناطق المتضررة المقيمين في المدينة الجامعية جراء الأعمال الإرهابية». كما نشرت عددا من الصور للموقع ويظهر فيها أشلاء عشرات القتلى.

وبحسب شهادة أحد الطلاب المصابين إصابات طفيفة نتيجة تحطم الزجاج في المباني الواقعة في محيط الانفجار، قال إن أكثر من خمسين طالبا قتلوا، كما احترقت أكثر من خمس عشرة سيارة في دوار كلية عمارة. وقد شاهد فريق التلفزيون الرسمي يحضر فورا، وقد تعرض المراسل للضرب المبرح من قبل الطلاب الغاضبين أثناء قيامه بتصوير الأشلاء والجثث في موقع الانفجار.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن «أكثر من 48 قتيلا سقطوا بسبب قصف لطيران النظام على جامعة حلب»، بينما أشار ناشطون إلى أن «المجزرة حصلت بسبب قصف طائرات النظام على حرم الجامعة»، مؤكدين: «سقوط صاروخين على تجمع للطلاب في كلية العمارة». وأضاف الناشطون: أن «قناة (سما) (الدنيا سابقا) قد حضرت بعد المجزرة بدقائق معدودة حيث خرجت مسيرة مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد في وقت كانت سيارات الإسعاف تنتشل جثث الضحايا».

وضع عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة ياسر النجار المجزرة في سياق «الانتقام من طلاب جامعة حلب المعروفين بحسب قوله بقربهم من الثورة وتأييدهم لها». ولفت النجار في اتصال مع «الشرق الأوسط» «أن عدد الضحايا الذين تم توثيقهم هو 50 ضحية»، مرجحا أن «يكون العدد الحقيقي قد تجاوز الـ90 قتيلا». وطالب النجار «بالحجر الدولي على النظام السوري بسبب الجنون الإجرامي الذي وصل إليه»، متسائلا: «كيف يمكن لنظام أن يخرج مسيرة مؤيدة فوق أشلاء الضحايا الذين قصفهم بصواريخه».

بدوره، كتب محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب على صفحته على الـ«فيس بوك»، أن الطلاب قد شاهدوا «كيف قام الطيران الحربي بقصف جامعة حلب بصواريخ».

ومن حمص قال الناشط الإعلامي خالد أبو صلاح في اتصال مع «الشرق الأوسط» عبر «سكايب»، إن «الجيش السوري منذ الصباح مهد بالقصف المدفعي بغية السيطرة على مدينة الحولة، شمال حمص، وبعدها تتالى القصف الجوي على المدنية، وتخلل القصف الجوي تقدم بري لقوات الجيش النظامي بغية السيطرة عليها». وأضاف أبو صلاح أن «عدد الشهداء جراء العمل العسكري في الحولة وصل إلى نحو 15 بينهم تسعة أطفال و3 نساء».

وأكد أبو صلاح أن هناك عمليات إبادة في منطقة الحصوية بالقرب من بلدة الدار الكبيرة في حمص على يد قوات الجيش السوري النظامي، بحرق الجثث داخل البيوت والبساتين، ويسكن هذه المنطقة النازحون من أحياء حمص المتعددة؛ حيث تم حرق تسع عائلات، وقد وصف أبو صلاح هذه العمليات بـ«التطهير طائفي».