قتلى وجرحى في 3 انفجارات بإدلب.. وتوثيق إعدامات ميدانية في حمص والعسالي

طهران تدين «الهجوم الإرهابي» على جامعة حلب.. وموسكو تدعو المجتمع الدولي لاتخاذ «موقف صارم»

TT

بعد يوم واحد من انفجارات جامعة حلب التي أسفرت عن مقتل نحو 87 شخصا، هزت أمس ثلاثة انفجارات منسقة، هي الأولى من نوعها، مدينة إدلب (شمال سوريا)، بحسب معارضين سوريين، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصا وجرح أكثر من ثلاثين آخرين.

وفي حين ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «إرهابيين انتحاريين فجرا سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في مدينة إدلب، مما أدى إلى استشهاد 22 مواطنا وإصابة 30 آخرين بجروح» - أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوفاة «24 شخصا على الأقل، معظمهم من القوات النظامية، إثر انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدفت عربات أمن قرب فرع الأمن السياسي، وقرب سرية حفظ النظام، وعلى طريق إدلب - أريحا عند حاجز دوار المطلق. والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة خطرة»، موضحا أن «إحدى السيارات الملغومة استهدفت مركبات حكومية قرب مبنى تستخدمه وكالات للأمن الداخلي تابعة للرئيس السوري بشار الأسد».

وجاءت هذه التفجيرات بعد يوم دام شهدته جامعة حلب أول من أمس، حيث ارتفع عدد القتلى، وفق المرصد السوري، إلى87، إثر الانفجارين اللذين استهدفا كلية الهندسة. وفي حين لاقى التفجيران إدانة روسية وإيرانية أمس، نقل المرصد عن «مصادر طبية وطلابية» ترجيحها ارتفاع عدد القتلى إلى مائة نظرا «لوجود أشلاء وأكثر من 150 جريحا، بعضهم بحالة خطرة».

وكانت الخارجية الإيرانية قد أدانت أمس بشدة «الهجوم الإرهابي» على جامعة حلب. ونقلت قناة «العالم» الإخبارية عن المتحدث باسم الوزارة، رامين مهمان باراست، «مواساته لأسر الضحايا»، مؤكدا أن «ارتكاب مثل هذه الأعمال اللاإنسانية يشير إلى الضعف والإحباط الذي تشعر به المجموعات الإرهابية في مواجهة العزيمة الصلبة للشعب السوري، التي لن تؤدي سوى إلى تقوية العزيمة في صيانة مبادئ المقاومة».

وفي الإطار عينه، دعت وزارة الخارجية الروسية «المجتمع الدولي إلى تبني موقف حاسم من الإرهاب مهما كانت دوافعه»، وقالت ماريا زاخاروفا، نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، في بيان، إن «موسكو تدين بشدة عمليات القتل الجماعي ضد المواطنين الأبرياء في سوريا، وتعتقد أنه يتعين على المجتمع الدولي برمته تبني نفس الموقف الصارم من النشاط الإرهابي».

وفي حين أكدت «عدم وجود ما يبرر القيام بمثل هذه العمليات»، لفتت المتحدثة الروسية إلى أن «الهجوم جاء مع عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة، في خطوة انتقامية استفزازية من قبل الإرهابيين». وجددت موسكو دعوتها إلى «كافة اللاعبين الخارجيين ذوي النفوذ إلى بذل كل ما في وسعهم من أجل الوقف الفوري لنزيف الدم في سوريا والانتقال من النزاع إلى التسوية السلمية، على أساس بيان جنيف الصادر عن مجموعة العمل في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي، وتقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة للسوريين».

وفي حمص، وثق ناشطو المعارضة السورية أمس العثور على 17 قتيلا على الأقل، في بساتين سوق الهال قرب الحصوية، قالوا إن «القوات النظامية قامت بإعدامهم ميدانيا»، بينما تعرضت مدينة الرستن وبلدة البويضة الشرقية بريف حمص لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي استخدمت الطيران الحربي، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل.

وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة داريا لقصف مكثف، قال معارضون إنه الأعنف منذ شهرين، في محاولة نظامية لاستعادة المدينة. وأفاد المرصد السوري بـ«وصول تعزيزات عسكرية جديدة للقوات النظامية إلى المدينة صباح أمس، وخروج سيارات إسعاف محملة بجرحى القوات النظامية خلال الاشتباكات».

وفي موازاة استهداف داريا، قصفت القوات النظامية بلدات معضمية الشام وزملكا والمليحة وبيت سحم والزبداني وعربين مستخدمة الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القنابل الفراغية التي استخدمت ضد بلدة مديرا وداريا، بحسب لجان التنسيق. وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» أمس شريط فيديو أظهر اكتشاف مقبرة جماعية لأشخاص تم إعدامهم ميدانيا، ثم أحرقت جثثهم، بشركة الكهرباء في حي العسالي بدمشق.