راقصة مصرية تسخر من السياسيين وتثير غضب التيارات الإسلامية

دعاوى قضائية تتهمها بـ«الفتنة وازدراء الأديان»

سما المصري
TT

دخلت فنانة شابة على خط الحالة السياسية المصرية من باب الفن الساخر، مثيرة غضب كثير من التيارات الإسلامية التي تستعد لخوض الانتخابات البرلمانية التي سوف تشهدها البلاد خلال الشهرين المقبلين. وتسببت مقاطع فيديو تداولها معارضون علي «يوتيوب» خاصة بالراقصة سما المصري تهاجم فيها بالرقص والغناء بعض السياسيين المصريين وقيادات سياسية إسلامية، في رفع محام مصري لدعويين قضائيتين ضدها بنشر الفتنة، لكن سما المصري أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أنه من حقها التعبير عن رأيها في الحكومة التي يهيمن عليها التيار الإسلامي. وقالت إنه لا يعجبها بعض آراء المعارضة المدنية لكن «الحس الكوميدي في وجهات نظرهم مفقود».

وتقدم المحامي نبيه الوحش ببلاغ للنائب العام، يتهم فيه سما المصري بتكدير الأمن العام والتحريض على إثارة الفوضى والفتن في البلاد، كما أقام دعوى أخرى يتهمها بالسب والقذف وازدراء الدين الإسلامي في أحد البرامج التلفزيونية. وقال الوحش إنه طالب خلال الدعوى القضائية بمنعها من ممارسة أي عمل فني أو أي ظهور إعلامي مرئي وغير مرئي، وطالب أيضا نقابتي المهن التمثيلية والموسيقية بإيقافها فورا عن العمل. كما نفى الوحش لـ«الشرق الأوسط» أن يكون موكلا من قبل المرشح المستبعد لرئاسة الجمهورية حازم أبو إسماعيل لإقامة دعوى قضائية ضدها رافضا أن يوكل من قبل أي تيار أو أي جهة. وقال: «أنا متطوع للدفاع عن الفن المحترم من الدخلاء وأنصاف الفنانين والفنانات التي تتعرى للوصول للشهرة».

وأوضح المحامي الوَحش أن الدعوى المقامة ليست بخصوص السب والقذف فقط ولكن عن مجمل «كليبات (الفيديو)» التي صدرت مؤخرا على بعض المواقع الإلكترونية، وقامت فيها سما المصري بمهاجمه المشايخ وقال إن هذا يدل على التحريض لمقاومة الشرعية والقانون، مضيفا أن هذا نموذج يمثل الازدراء الشديد للدين الإسلامي، وهو ما يعاقب عليه القانون، ولا بد من الحفاظ على المؤسسات الدينية والقانونية من هؤلاء، على حد قوله.

ومن جهتها، نفت سما المصري اتهامات الوَحش وقالت: «أنا لست مأجورة من أحد». وأضافت قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنها تنوي إقامة دعوى قضائية ضد الوحش تتهمه فيها بالسب والقذف، وتشويه صورتها باتهامها بالرشوة وازدراء الأديان. وقالت: «هذا أمر ليس بالسهل، واتهامي بازدراء الأديان ليس جديدا، وأنه سبق اتهام العديد من نجوم الفن بهذه التهمة، مشيرة إلى أنها لا تخشى من القضية المقامة ضدها، وأنها واثقة من القضاء المصري».

وأضافت المصري أنها غاضبة مما يحدث على الساحات السياسية في مصر. وأكدت أن من حقها الاعتراض، وأن هذه «الكليبات» هي نوع من الاعتراض بالفن، وأن هذا ليس إسفافا، وأن من حقها كمواطنة مصرية أن تعبر عن رأيها، مشيرة إلى أنها لا تنتقد أشخاصا بعينهم ولكنها تنتقد سياسات الحكومة.