الملحق الثقافي السعودي في واشنطن لـ«الشرق الأوسط»: الاتفاقية ستنعكس على المبتعثين السعوديين

برنامج سعودي ـ أميركي لتسريع فحص المسافرين بين البلدين عبر المطارات

مبتعثات سعوديات في جامعة تكساس جنوب وسط الولايات المتحدة
TT

يتوقع أن يسهم بدء تطبيق السعودية والولايات المتحدة برنامج «المسافر الموثوق به» الذي وقعه أمس في العاصمة الأميركية واشنطن الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية السعودي، ووزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو، في رفع مستوى زيارات المواطنين بين البلدين، والتي شهدت خلال الأعوام الأخيرة زيادة مطردة بسبب تنامي العلاقات التجارية بين الرياض وواشنطن من جانب، واحتضان الولايات المتحدة لنحو 70 ألف مبتعث سعودي وسعودية مع عائلاتهم إلى جانب النشاط السياحي المتبادل.

ويتيح برنامج «المسافر الموثوق به» لسلطات الجمارك والجوازات وحرس الحدود بين بالبلدين تطبيق البرنامج واعتماد مبدأ المعاملة بالمثل لتيسير وتسريع فحص المسافرين الموثوق بهم في المطارات، كما أنه يسمح للسلطات بالتركيز على المسافرين الذين يمكن أن يشكلوا تهديدات محتملة.

وقال الدكتور محمد العيسى، الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الاتفاقية وكل الاتفاقيات التي وقعها الأمير محمد بن نايف خلال زيارته الراهنة إلى أميركا ستسهم بلا شك في دفع العلاقات بين البلدين إلى مستويات متقدمة، مشيرا إلى توقيع اتفاقية مثل برنامج المسافر الموثوق به، ستسهم بلا شك في مساعدة الزوار بين البلدين، وخصوصا الطلاب السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة.

وقال العيسى: «هناك ترقب للنتائج التي ستنعكس من زيارة وزير الداخلية السعودي إلى واشنطن، والأمير محمد بن نايف شخصية معروفة لدى المسؤولين الأميركيين ويحظى باحترام واسع».

إلى ذلك، شهدت نسبة السياح السعوديين إلى أميركا نموا مطردا في السنوات الثلاث الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث صعد عدد الذين توجهوا إلى أميركا في صيف 2011 من 100 ألف سائح إلى نحو 180 ألف سائح بنهاية العام الماضي، وكان لوجود نحو 70 ألف مبتعث سعودي في أميركا أثر على رفع هذه النسبة.

وكان المبتعثون السعوديون في أميركا قد حصدوا المرتبة السادسة عالميا في عدد الطلاب الجدد المرسلين إلى الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية خلال العام الدراسي الماضي، وفقا لما نشره موقع «وول ستريت جورنال» الأميركي.

وذكر الموقع أن السنوات الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا للطلاب السعوديين الراغبين في استكمال دراستهم في جامعات الولايات المتحدة، مبينا أن ثلث السكان في السعودية يحملون شهادات جامعية حسب تقرير بنك المعلومات لمركز «سي آي إيه فاكت بوك». ويعود الدكتور العيسى ليشير إلى أن كل الاتفاقيات التي وقعت لها وزنها، وأن الطلبة السعوديين في أميركا يحظون بعناية كافية، ونتوقع أن ينعكس هذا البرنامج على الزوار السعوديين إلى أميركا والطلبة كذلك.

وتشير بيانات السفارة الأميركية في الرياض إلى أن عام 2010 مثل البداية الأقوى للسياحة، حيث شهد أعلى معدل لنسبة إصدار تأشيرات سفر للسعوديين، حيث بلغ عدد التأشيرات الممنوحة من مكاتب القنصلية الأميركية لدى السعودية ما يزيد على 90 ألف تأشيرة سفر، لتحتل السعودية المرتبة السابعة على مستوى العالم في الحصول على تأشيرات السفر إلى أميركا، التي يمكن للسعوديين الحصول عليها في أقل من 12 يوما، وتوقعت السفارة الأميركية في بيان سابق لها، أن يرتفع الطلب على «الفيزا» الأميركية بمعدل 40 في المائة سنويا. وكان عدد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى أميركا في السنة الدراسية الماضية قد وصل إلى 66 ألف مبتعث، وهو ما أثر بشكل كبير على ارتفاع رسوم التسجيل في الجامعات الأميركية بسبب زيادة عدد الطلاب الدوليين.

ونال السعوديون اهتماما خاصا بين جنسيات كثيرة تدرس في جامعات أميركا، وأوضح مسؤول إداري في جامعة سنترال واشنطن، أن الجامعة قدمت عدة عروض مثيرة للطلاب السعوديين ليتكيفوا مع وضعهم الجديد ولتقليل إحساسهم بالغربة، وشملت العروض تقديم الطعام الحلال الذي يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وإقامة مساجد في حرم الجامعات، لكن الطلاب السعوديين فضلوا أن يأكلوا طعامهم الحلال مع زملائهم الآخرين دون الابتعاد عنهم.

ويعمل برنامج «المسافر الموثوق» من خلال بيانات إلكترونية متطورة ووثائق سفر بيومترية خاصة لمن سبق لهم زيارة الولايات المتحدة أكثر من مرة، حيث يسمح للأعضاء في هذا البرنامج باستخدام أكشاك للدخول إلى المطارات العالمية لتمرير جوازات سفرهم الممغنطة ومسح بصمات أصابعهم وإدخال بياناتهم الجمركية آليا، دون الانتظار في طوابير الإجراءات. وتحتفظ أجهزة الجمارك الأميركية ببياناتهم الوثائقية والشكلية (بيومترية) بشكل يقلل من الوقت المستغرق في إنهاء عملية عبور الحدود الأميركية.

ويعد النظام الجديد مفيدا للجانبين، حيث يقلل الوقت المستغرق في عمليات التفتيش للزائرين ويجعله أكثر سهولة، ويستفيد الزائر ضمن برنامج «المسافر الموثوق» من دخول المطارات الأميركية دون الانتظار في طوابير إتمام الإجراءات ودون تقديم كم كبير من الأوراق إضافة إلى تقليل الوقت. ولا يوجد حد أدنى لعدد الرحلات اللازمة للتأهل للدخول في هذا البرنامج.

وفي الجانب الآخر يسمح هذا البرنامج للسلطات الجمركية الأميركية بالتركيز على المسافرين الآخرين وتحديد أكثر فاعلية للتهديدات المحتملة، حيث تقوم إدارة الجمارك الأميركية وحماية الحدود «CBP» بتفتيش جميع المسافرين الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة باستخدام منهج قائم على تحديد المخاطر.

وخلال الاجتماع السعودي - الأميركي بمقر وزارة الأمن الأميركي يوم الأربعاء الماضي أصدر الأمير محمد بن نايف ونظيرته الأميركية جانيت نابوليتانو بيانا مشتركا أكدا فيه التعاون المستمر بين البلدين في مجال الأمن القومي، ومكافحة الجريمة الإلكترونية والقرصنة عبر الإنترنت والتعاون في مجال الأمن البحري والبنية التحتية ودفع القدرات التنافسية الاقتصادية لكلا البلدين.

وقال نابوليتانو: «أنا فخورة بالعلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث يمثل اجتماعنا خطوة مهمة إلى الأمام في شراكتنا». وأضافت: «من خلال هذا الاتفاق فإننا نعزز التعاون مع حكومة المملكة العربية السعودية ونؤكد التزامنا بتأمين بلدينا بشكل أكثر فاعلية ضد التهديدات المتطورة وتيسير السفر والتجارة المشروعة». وقد شارك السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير في الاجتماعات مع أعضاء الوفد المرافق للوزير.