المسؤول الإعلامي لحركة «أنصار الدين»: فرنسا تريد السيطرة على نفط المنطقة وتقسيم الجزائر

سندة ولد بوعمامة في حوار مع «الشرق الأوسط»: باماكو لم تكن من أهدافنا.. وتصريحات هولاند كاذبة

سندة ولد بوعمامة
TT

طالبت حركة «أنصار الدين» في شمال مالي بوقف «العدوان الغاشم على أهلنا في مالي»، متهمة الغرب، وعلى رأسه فرنسا، بشن عدوان ظالم على المسلمين للاستحواذ على نفط المنطقة، وتأمين مصالح شركاته التي تمول الحروب كما هو الحال في العراق وأفغانستان.

وأكد المسؤول الإعلامي في الحركة، سندة ولد بوعمامة أن مجاهدي الحركة يسيطرون على الأرض وأنه «لا توجد أي حركة للعدو ولا يوجد قصف. أما بالنسبة للزحف فقد يكون زحفا على خريطة (فيس بوك) وليس على الأرض».

وقال ولد بوعمامة، في حوار هاتفي مع «الشرق الأوسط» إنه «يوجد في باماكو نحو 6000 عسكري فرنسي جاءوا لحماية مصالح فرنسا وليس لحماية العاصمة باماكو لأنه لم تكن هناك مخططات للزحف على باماكو، وإن ما قيل مجرد أكاذيب». وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تصف لنا وضعكم العسكري الآن على الميدان؟

- وضعنا ممتاز والحمد لله وما زلنا نسيطر على جبهة كونا، لم يحدث أي اختراق، وكذلك جبهة ديابالي، وتمت تصفية القواعد الثلاث التي كانت موجودة في منطقة ديابالي وكذلك منطقة سكولو وفتحنا مدينة كالا. الوضع تحت السيطرة. الفرنسيون يقاتلوننا في الإعلام وعبر وسائل الإعلام المأجورة، وهذه هي حقيقة الجبهة الأمامية وأنا كنت أتكلم قبل قليل مع أحد الإخوة من منطقة ديابالي، وأكد لي أنه لا توجد أي حركة للعدو ولا يوجد قصف، أما بالنسبة للزحف فقد يكون زحفا على خريطة «فيس بوك» وليس على الأرض.

* هذا يعني أنكم تسيطرون على كونا، وهي أقرب منطقة ليسيفاري, وعلى ديابالي، أقرب مدينة للمنطقة العسكرية سيغو. ما هي الخطوة المقبلة؟

- الخطوة المقبلة سنفصح عنها إن شاء الله في حينها إذ إنها تتوقف على تحركات العدو وعلى رد فعله. إذا ارتأينا أن من واجبنا أن نتقدم ومن مصلحتنا أن نتقدم فسنتقدم وسندك قواعد أخرى بإذن الله تعالى، وهناك مسألة ثانية كان يروج لها العدو أننا بصدد الزحف إلى باماكو وأنها من ضمن أهدافنا، هذه مجرد وسيلة وفبركة يحاول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من خلالها إيهام الفرنسيين بأنه موجود في مالي من أجل الدفاع عن مصالح فرنسا وعن العاصمة باماكو وأن العاصمة ومالي عموما، التي يوجد فيها 6000 عسكري فرنسي، كانا على وشك السقوط.

الحقيقة أن باماكو لم تكن من ضمن أهدافنا، فهذه أكاذيب ومجرد أباطيل يحاول الرئيس الفرنسي الترويج لها للتعويض عن إخفاقه في الصومال لكنه توج بإخفاقات جديدة في كونا وغيرها من المناطق. الرئيس الفرنسي كان يحاول أن يوهم الفرنسيين، عبر عملية يعول عليها كثيرا، أنه يستطيع أن يحرر الرهينة الفرنسي المحتجز لدى إخوتنا الشباب المجاهدين في الصومال، كان يقول للفرنسيين بإمكاننا أن نقوم بعمل عسكري نحرر فيه الرهائن ولكنه عاد خاسرا وعادت جيوشه خاسرة فبدلا من أن يكون هناك رهينة واحد أصبح هناك رهينتان مع جثمان لقتيل هذا هو الواقع في الصومال، وهذه الرسالة انعكست عليه، وفهم الفرنسيون، وكما هو معروف من تاريخ التدخلات العسكرية لإنقاذ الرهائن أنها لن تنتهي أبدا إلا بقتلهم ولا سيما إذا تعلق الأمر برهائن بيد مجاهدين. المهم نحن ما نريد أن نقوله للعالم الإسلامي وخاصة إخوتنا أبناء المليون ونصف المليون شهيد وإلى شيخنا وحبيبنا علي بالحاج (الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ)، يجب أن تقدموا يا علماء الجزائر الكثير. يجب أن تعودوا إلى جزائر ابن باديس والأمير عبد القادر. يجب أن تعود الجزائر كما كانت. يجب أن تعطوا العالم درسا آخر في التضحية، وفي التحرر، وفي الجهاد. هكذا أنتم يا أبناء الجزائر وهكذا نعرفكم.

أما بالنسبة للإخوة في تونس، نحن حقيقة لا يمكننا إلا أن نقف ونقول بصوت عالٍ حياكم الله وبياكم وكثر من أمثالكم. ها هي تونس قد عادت إلى أحضان أمتها، وتتصدر رفض العدوان مثلما تصدرت الثورة، وتتصدر أيضا رفض مشاريع الصليبين. تونس الزيتونة، هكذا يجب أن تكون تونس القيروان، تونس التاريخ. ها هي تونس، قد عادت. نعم نحن نشد على أياديكم، ونقول لكم هذا كثير، ولكنه لا يكفي. يجب أن ترى فرنسا منكم العجب والأعاجيب. فرنسا اللاهثة خلف أطماعها التوسعية، خلف جشعها الاقتصادي، فرنسا الغارقة في ديونها. يجب أن تستهدف مصالحها في جميع أنحاء العالم. هذه المصالح هي التي أخرجتها لتذبح إخوانكم في أزواد وفي غيرها. يجب أن تضرب هذه المصالح.

أما علماء موريتانيا، عفوا، وأعتذر عن هذه الكلمة فموريتانيا تسمية تعود إلى المستعمر وأنا حقيقة أتحاشى تسمية إخواننا الشناقطة، المنار والرباط، تلاميذ عبد الله بن ياسين، وأحفاد يوسف بن تاشفين، أقول لهم ها أنتم أخذتم زمام المبادرة، ونطالب علماء المسلمين كافة أن يحذوا حذوكم، وأن ينتقلوا من إلقاء دروس في الرقائق وتعليم المسلمين كيفية الغسل وحلق العانة، وأن يفتوا فتاوى تكون في مستواكم أنتم، وفي مستوى الجهاد وفي مستوى الولاء والبراء، وفي مستوى الكفر بالطاغوت، أن يكون العلماء حيثما كانوا وحيثما حلوا هم من يتصدر القائمة. وبالمناسبة أقول إن الشباب المسلم لم يكن يوما هو المشكلة. من يتحمل المسؤولية عما وصل إليه المسلمون من ذل وهوان يعود بالدرجة الأولى للعلماء، العلماء المنبطحين الذين جعلوا من علمهم وسيلة لحرب الجهاد والمجاهدين، والذين جعلوا من بث الشبهات غاية ووسيلة لتغميض المسلمين ولكسب المال. هذا ما ينبغي أن ينتبه إليه العلماء ليعودوا إلى سابق عهدهم ويروا في العز بن عبد السلام وفي ابن تيمية رحمهما الله والمشايخ الكبار قدوة. وفي أحمد ابن حنبل القدوة في الثبات على المنهج والتضحية في سبيل الحق.

* جماعة التوحيد والجهاد وكتيبة «الموقعون بالدماء»، وأيضا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعلنوا وجوب مناصرة الشعب الأزوادي. إلى أي مدى هذا الدعم وهذه المناصرة؟

- هذا الدعم سيراه العالم، فنحن نثق بما يقوله إخواننا المجاهدون سواء كانوا في هذه الجماعات أو غيرها أو سواء كانوا أفرادا، فنحن نعول على عمل الأفراد فضلا عن عمل الجماعات. الأفراد بإمكانهم أن يعملوا الكثير فأنت، كما تعلم وكما يعلم غيرك، شخص مثل محمد مراح تقبله الله في الشهداء استطاع أن يمرغ أنف فرنسا. في مدة أسبوع هزم فرنسا لوحده. وأنا أقولها وبصوت واضح إن كل جزائرية بإمكانها أن تلد عشرات من محمد مراح وهذا ما نعول عليه وهذا ما ننتظره من كل شاب مسلم غيور على دينه أن يمرغ أنف فرنسا في التراب، وأن تعلم أن دم المسلم غالٍ وأن دماء قبيلة الفلان في كونا سواء كانوا نساء أو أطفالا أو راكبي دراجات نارية أو هوائية من استهدفتهم الطائرات الفرنسية الجبانة هي أيضا غالية وأن يدفع الفرنسيون حيثما وجدوا ثمن هذا الدم.

* يتهمكم البعض بأنكم كسرتم الهدنة من أجل انتهاز الفرصة للسيطرة على سيفاري التي يرجح البعض بأنها الموقع المناسب لإدارة العمليات العسكرية على الشمال ما تعليقكم على ذلك؟

- طبعا لن أجيب عن الشق العسكري من السؤال نحن قدمنا هدنة بالمجان للماليين طمعا بأن يعودوا إلى رشدهم وأن نتوصل إلى حل سلمي يجنب شعوب المنطقة وشعبنا ويلات الحرب ومخاطر التدخل الأجنبي ولكن الماليين لم يبالوا بهذا العرض. الحكومات المالية سواء كانت الحكومة المخلوعة أو الحكومة الحالية هي حكومات حرب بامتياز. فالحكومة المالية قامت ومنذ البداية بتجييش العالم ضدنا عبر مطالبة العالم بالتدخل وبتوفير التسهيلات كل للتدخل وقامت بذبح شعبنا. هاجمنا قاعدة كونا وقاعدة ديابالي السيئة الصيت والتي قتلت الدعاة، هاتان القاعدتان قتلتا أكثر من 60 مسلما لا لذنب إلا أنهم قالوا «لا اله إلا الله» أو للون بشرتهم أو لأنهم شباب ملتزم من حملة القرآن. شاهدوهم متجهين إلى الشمال فقتلوهم بدم بارد ذبحا في منطقة سيفاري وغيرها، وها هم قد فروا من كونا يجرون أذيال الهزيمة واتجهوا إلى المحاضر القرآنية وإلى الكتاتيب ليذبحوا حملة القرآن من قبيلة الفلان ذبحا كما تذبح الخراف وهذا أمر حقيقة يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المسألة مسألة دين وليست مسألة شمال ولا جنوب وليست مسألة عرق.

* إلى أي مدى تعتقدون أن عملية احتجاز الرهائن الغربيين التي قامت بها كتيبة «الموقعون بالدماء» في الجزائر قد تؤثر على إقدام العالم على محاربتكم؟

- العالم حاربنا وذبحنا ولن يفعل أكثر مما فعل. نحن قلنا ومنذ البداية، وقالها كل عقلاء العالم، يجب أن يعاد ترسيم العالم ككل، يجب أن تعاد علاقتنا بالآخر يجب أن ينظر إلينا الآخر بشكل يوازيه، يجب أن نوصف كمسلمين، يجب أن نترك نعيش، لا أن نذل، ولا أن نهان. العنف لا يؤدي إلا إلى العنف يعني من تم استهدافهم في الجزائر ليسوا جزائريين كان بالإمكان أن تستهدف الجزائر من كل الجماعات الموجودة هنا, كان بالإمكان الكثير ولكنه لم يحدث. أما وقد اجتمع الغرب على حربنا وعرضت بريطانيا وأميركا وغيرهما من دول العالم تقديم المساعدة للفرنسيين للاستحواذ على النفط، وأعتقد أن ذلك لن يكون إلا وفق ترتيب مسبق على تقسيم هذه الكعكة، وأن الشركات النفطية هي من يتصدر هذه الحرب، فقد أصبح من واجب وحق المجاهدين سواء كانوا جزائريين أو غير جزائريين أو في أي مكان من العالم استهداف مصالح هذا الغرب ومصالح شركاته التي تمول الحروب، والتي من أجلها تقام الدنيا ولا تقعد، والتي من أجلها ذبح المسلمون في العراق وذبحوا في أفغانستان. من أجل كل هذا تصوروا أن شعبا بأكمله يذبح من أجل تأمين أنبوب نفط في أفغانستان.

الجزائريون شعب حر شعب غيور شعب متدين علموا العالم بأسره معنى التحرر والثمن الذي يجب أن يدفع في سبيل التحرر وفي سبيل الكرامة. ها هم الجزائريون اليوم يصفعون الغرب على وجهه. هذه هي الجزائر التي نعرفها والتي ينبغي أن يعرفها العالم. ها هم انتصروا لإخوانهم المسلمين، وها هم أعادوا المعادلة.

* هل هناك أي توجه أو أي جهة تحاول أن تجنب المنطقة ويلات الحرب وتحاول أن تضمكم مع مالي ومع أطراف النزاع على طاولة المفاوضات؟

- طبعا والجهد الوحيد الذي يمكن أن نتكلم به وأن نشيد به هو الجهد الجزائري، فالجزائر سعت ومنذ الوهلة الأولى لتجنيب المنطقة ويلات الحرب، وحاولت جاهدة جمعنا على طاولة المفاوضات نحن والطرف المالي ولكن مالي قابلت المسعى الجزائري بالتعطيل واللامبالاة وحتى قبل أن يستخدم الرئيس الفرنسي «الفيتو» المشهور: لا تفاوض مع من يقطعون الأيدي أي مع من يقيمون الشريعة. هكذا نحن نفهم هذا الأمر، الجزائر يراد لها أن تقزم يراد لها أن تبقى داخل حدودها إذا لم أقل يراد لها أن تنكمش داخل حدود جديدة وهذا على كل حال مشروع يعرفه كل الجزائريين. الجزائر يراد لها كما أريد لمصر مبارك أن تكون بمثل الدور الإريتري في القرن الأفريقي. هكذا يراد للجزائر أن تكون في الساحل، نحن نتوقع أن الجزائر بما أنها دولة محورية، يجب تقسيمها، من وجهة نظر الغرب، كما قسم العراق. نحن نعلم أن بوابة تقسيم الجزائر هي السيطرة على الساحل الأفريقي فإذا تمت السيطرة على الساحل الأفريقي سوف تسهل المهمة لتقسيمها وغيرها من الدول التي يمكن أن يعول عليها المسلمون في بناء مشروعهم المستقبلي التحرري، في مشروعهم لإعادة ثقة المسلمين بدينهم وفي أنفسهم. هكذا نحن نرى الأمور. وهذه هي البداية فقط.

* ألا توجد الآن تحركات ملموسة للمفاوضات؟

- نعم هناك تحرك. نحن لدينا وفد ذهب للتفاوض كما هو معلوم ولا نعتقد أن الطرف الآخر يريد التفاوض لكن نحن كنا عند وعدنا للأطراف التي تشرف على هذه الوساطة. فالمفاوضات بالنسبة لنا كانت خيارا استراتيجيا. كنا نحاول أن نجنب شعبنا مخاطر الحرب، مخاطر التقتيل، مخاطر الغزو الأجنبي، وما زلنا مستعدين لذلك ولكن هذا لا يعني أبدا أننا سنتنازل عن ديننا، وعن ثوابتنا ولن نتنازل ولكننا مستعدون لتجنيب المنطقة مخاطر الحرب.

* متى ذهب الوفد ؟ وإلى أين؟ ومتى من المقرر عقد أول جلسة من المفاوضات وكيف تعتقدون أن تكون نتائجها؟

- الوفد هو الآن حيث يجب أن يكون. أما أن تعقد جلسة أو لا تعقد فهذا أمر يعود للطرف الآخر وإلى الطرف الوسيط.