موريتانيا: تظاهر 11 حزبا معارضا رفضا للدخول في حرب مالي

ولد داداه: لا يمكن محاربة الإرهاب دون تقوية جبهتنا الداخلية

TT

عادت المعارضة الموريتانية، أمس، إلى الشارع، في أول مظاهرة تنظمها في عام 2013، وذلك بعد سلسلة من المسيرات والمظاهرات التي شهدها العام الماضي، مؤكدة رفضها لانخراط نواكشوط في الحرب الجارية في مالي.

ومع عودة منسقية المعارضة، التي تتكون من 11 حزبا سياسيا، إلى التظاهر تحت عنوان «حشود الرحيل بداية التغيير»، كانت رحى الحرب بين القوات الفرنسية والجماعات الإسلامية في مالي، تقترب أكثر من الحدود مع موريتانيا. بينما أشارت هذه الأحزاب المعارضة، في بيان وزعته خلال مظاهرتها، إلى أنه «في هذا الوقت الدقيق الذي ينعقد فيه هذا المهرجان، تجري على حدودنا الشرقية حرب يصعب التكهن بتداعياتها على بلادنا وعلى المنطقة عموما».

وأضافت هذه الأحزاب: «لقد كنا دائما نحذر من اندلاع هذه الحرب، ونلفت النظر إلى الدور السلبي الذي لعبه كل من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ونظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في إضعاف الدولة المالية، وتشجيع صهر المجموعات الإرهابية بصفة غير مباشرة».

وقبل أن تختم بيانها، دعت أحزاب المعارضة الموريتانية إلى «حل الأزمة سلميا، من خلال العودة لطاولة المفاوضات بين أهل مالي لتجاوز خلافاتهم، على نحو يضمن وحدتهم وتوفير حقوق جميع مكوناتهم»، مضيفة أنها «ترفض أي مشاركة موريتانية في الحرب الجارية لما لذلك من آثار خطيرة، وأن تتولى حماية حدودها بقوة وصرامة».

وفي سياق تأكيد المعارضة الموريتانية لموقفها الرافض للدخول في الحرب، قال زعيمها أحمد ولد داداه، في خطاب ألقاه خلال المظاهرة: «إننا نرفض الدخول في حرب مالي، ولن نقبل به لأننا عاجزون عن ذلك، وليس من مصلحتنا أن نرمي بضباطنا وجنودنا إلى التهلكة».

وأضاف ولد داداه في حديثه أمام المئات من أنصار المعارضة: «نحن ضد العنف والإرهاب. ولكننا أيضا ضد الدخول في هذه الحرب، وعلى المسؤولين الموريتانيين أن يفهموا ذلك قبل أن يدخلونا في ورطة، لا يعرف أحد متى ستنتهي».

وانتقد ولد داداه بعض الجهات الدبلوماسية في نواكشوط، دون تحديدها، حيث قال إن «بعض الدبلوماسيين يظنون أن حرب العصابات يمكن أن تواجه بتدخل الجيوش»؛ قبل أن يؤكد أن «على الجيش الموريتاني أن يكون متأهبا على الحدود مع مالي». وتعاني موريتانيا منذ أكثر من سنة وضعا سياسيا مضطربا، حيث تأجلت انتخابات تجديد ثلث مجلس الشيوخ، والجمعية الوطنية، والمجالس البلدية، إضافة إلى القطيعة بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز و11 حزبا سياسيا منضوية في إطار منسقية المعارضة. واعتبر ولد داداه، وهو أيضا رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض، أن «الجبهة الداخلية ليست أقل أهمية من الجبهة الخارجية»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن نحارب الإرهاب في الوقت الذي لم نعمل على تقوية جبهتنا الداخلية من أحزاب سياسية ومجتمع مدني ورأي عام».