الأردن يخطط لـ«منطقة عازلة» إذا تدهورت الأوضاع في سوريا

المعارضة السورية تتهم عمان بالتضييق على الثوار

TT

أعلن رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، أن الأردن لن يسمح بتدفق آلاف اللاجئين السوريين على شكل موجات بشرية إلى أراضيه في حال تدهور الأوضاع في بلادهم. وأشار إلى أنه «إذا حدث نزوح بالآلاف من اللاجئين السوريين فلن نستقبلهم داخل الأردن، بل ستقوم القوات الأردنية بتسهيل إبقائهم داخل الأراضي السورية في منطقة عازلة داخل حدود بلادهم». ونفى أن تكون بلاده منغمسة بأي شكل من الأشكال في مؤامرة على سوريا.

وفي حين أكد النسور أن الأردن تمكن من ضبط حدوده مع سوريا لدرجة الكمال، اتهم العقيد المنشق عارف الحمود السلطات الأردنية بـ«التضييق على الثوار». ووصف الحمود الوضع على الحدود التركية بأنه «أفضل بكثير مقارنة مع الحدود الأردنية، حيث تقوم السلطات على التضييق على الثوار ولا تقدم لهم العون العسكري، أو أي عمل يساعد على القيام بعمليات عسكرية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الدولتان تتعامل مع السوريين العسكريين منهم والمدنيين كحالات إنسانية، لكن مما لا شك فيه أنه وحتى هذا التعامل الإنساني يبقى مريحا أكثر على الحدود التركية في حين يبقى مقيدا على الحدود الأردنية، إذ إن هناك تدقيقا وتضييقا على العسكريين والضباط، ولا سيما فيما يتعلق بدخولهم وخروجهم»، لافتا إلى أن الأردن تحرص على السيطرة على حدودها ويبدو ذلك واضحا من خلال الانتشار الأمني المكثف، كما أن موقع المخيمات التي أعدت للنازحين في تركيا هي على الحدود، بينما من الناحية الأردنية لا وجود لهذه المخيمات التي نصبت على مسافة بعيدة إلى حد ما.

لكن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني، سميح المعايطة، أكد أن الأردن «لا يتبنى ولا يبحث عن إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية». وقال المعايطة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن موقفنا واضح وهو أننا نتحدث عن عمليات إيواء للاجئين السوريين في حال دخول سوريا في فوضى أمنية وسياسية. وأضاف: «في حال وصل الأمر إلى الفوضى وسقط النظام وأصبح هناك تدفق فإنه من مسؤولية المجتمع الدولي إقامة مناطق عازلة داخل الأراضي السورية لإيواء اللاجئين السوريين لأن الأردن ليس لديه الإمكانية لإقامة مثل هذه المناطق».

وكان النسور قال في لقاء عقده أمس مع مراسلي وكالات الأنباء والصحف العربية والأجنبية: «إن الأردن لن يشجع السوريين على اللجوء إلى أراضيه. ونحن نفضل أن يبقى السوريون في بلادهم لأن احتياجهم لبلدهم أفضل». وأضاف: «إذا بقي النزوح إلى بالمعدلات اليومية فإننا سنبقى نتعامل بنفس العملية في استقبال اللاجئين وإيوائهم».

ونفى رئيس الوزراء الأردني وجود قوات أجنبية على الحدود الأردنية - السورية، لافتا إلى أن وجود مثل هذه القوات في المملكة الأردنية يأتي في إطار الزيارات والتدريبات المشتركة الروتينية بين القوات المسلحة ونظيراتها في عدد من الدول الصديقة.

وردا على سؤال حول عدم السماح بدخول اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى الأردن، قال النسور: «إن سياستنا في الأردن عدم عبور الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية إلى الأردن لأن استقبالنا لهم سيكون مقدمة لموجة تهجير أخرى، الأمر الذي لا يخدم القضية الفلسطينية». وأضاف: «إن الأردن لن يفتح المجال أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا للدخول إلى أراضيه خاصة أن هناك أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي السورية والدولة المضيفة (سوريا) أولى بأن تتحملهم». وتابع: «لو فتح الأردن المجال أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لتدفقوا إلينا من الدول المجاورة أيضا وهذا لا يخدم القضية الفلسطينية».

وقال النسور، إن «موقف الأردن من الائتلاف الوطني السوري ينبع من موقف الجامعة العربية بالاعتراف بالائتلاف»، مشيرا إلى أن موقف بلاده في التعامل مع الأزمة السورية، سواء مع المعارضة أو النظام، يتسم بالحساسية والحكمة والتعامل مع تلك الأزمة وفق المصلحة الأردنية العليا، مؤكدا أنه لا توجد أي اتصالات مع المسؤولين السوريين في الفترة الأخيرة.

وحول وضع اللاجئين السوريين في الأردن، قال إن الحكومة الأردنية أنجزت البنى التحتية لمخيم «مريجب الفهود» في محافظة الزرقاء (23 كيلومترا شمال شرقي عمان) والذي يتسع لنحو 5 آلاف لاجئ في المرحلة الراهنة ويمكن توسعته لاستقبال المزيد من اللاجئين إذا اقتضى الأمر ذلك، مؤكدا أنه تم تعبيد الطرق وإيصال الكهرباء والصرف الصحي ووضع البيوت الجاهزة (الكارفانات) داخل المخيم الجديد.

وأعرب النسور عن أسفه لمصرع 8 لاجئين سوريين وإصابة 6 آخرين جراء الحريق الذي شب الليلة قبل الماضية في مخيم حديقة الملك عبد الله الثاني بلواء الرمثا بمحافظة إربد (95 كلم شمال عمان). وقال: «إنه من المؤسف أن ينتقل اللاجئون السوريون من بلاء إلى بلاء»، على حد تعبيره.