سوريا تنشئ «جيش الدفاع» والمعارضة تراه «قوننة» للشبيحة

رديف للقوات النظامية وعدده 10 آلاف مقاتل يرتدون زيا موحدا

TT

أعلن مصدر سوري أن السلطات السورية تتجه لإنشاء ما يمكن تسميته بـ«جيش الدفاع الوطني»، كرديف للقوات النظامية التي تتفرغ للمهام القتالية، فيما اعتبرته المعارضة السورية «تسمية أخرى لميليشيات الشبيحة».

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المصدر قوله: إن «الفصِيل الجديد سيتم تشكيله من عناصر مدنية أدت الخدمة العسكرية إلى جانب أفراد اللجان الشعبية التي تشكّلت تلقائيا مع تطور النزاع القائم في سوريا»، موضحا أن مهام هذا الجيش «ستقتصر على حماية الأحياء من هجمات مسلحي المعارضة، وسيتقاضوْن رواتب شهرية كما سيكون لهم زِي موحد». وتوقع المصدر نفسه أن يناهز العدد المرتقب لهذا الجيش، العشرة آلاف شاب من مختلف محافظات البلاد.

لكن المعارضة السورية لم تفرّق بين هذا الجيش و«الشبيحة» الذين ظهروا مع انطلاق الأزمة السورية. وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» إن جيش الدفاع الوطني المزمع إنشاؤه «هو تسمية أخرى لميليشيات الشبيحة»، لافتا إلى أن هذه الميليشيات «يجري إنشاؤها على أساس طائفي».

وكشف المقداد أن النظام السوري، أفرج مؤخرا عن دفعة من المجرمين المدانين بجرائم السرقة والقتل والمخدرات وأنشأ لهم كيانا يقاتل إلى جانبه ويقتل المواطنين السوريين، مشيرا إلى أن الإفراج عن هذه الدفعة «تزامن مع تشكيل دفعة من الفتيات للقتال إلى جانبه». وأضاف: «يحاول النظام إيجاد تسميات قانونية للشبيحة بعد موجة الانشقاقات الهائلة في صفوف الجيش السوري، بحيث لم يعد قادرا على ضبط الجيش، وبات مضطرا لإيجاد كيانات رديفة موالية له، يجد لها تسميات مختلفة».

وأكد المقداد أن «تلك التسميات لا تعنينا»، مشددا على أن «كل من يقتل الشعب السوري هو عدونا، وسنتعامل معه على هذا الأساس».

وسخر ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكيل هذه الفرقة، معتبرين أنها «كتيبة جديدة من جيش الأسد». وربط هؤلاء بين مهام هذا الجيش، ومهام الشبيحة. ولا يتوقع الناشطون أن يكون شكل هذا الجيش مختلفا عن الشبيحة. وفي حين لا يستطيع الخبراء العسكريون أن يقدروا شكل هذه الفرقة قبل تشكيلها، كما أكد الخبير لـ«الشرق الأوسط»، قال ناشط من درعا لـ«الشرق الأوسط» إن الشبيحة «عرفوا بمسدساتهم وبنادقهم الروسية التي تخرج حربة من مقدمتها، فضلا عن ثيابهم السوداء والأحذية الرياضية التي ينتعلونها، ولا نتوقع أن تكون هذه الفرقة مختلفة عن الشبيحة».

لكن الشبيحة في دمشق، ظهروا مختلفين عما ظهروا به في درعا وحمص في بداية الأزمة، إذ «تميزوا بأسلحة أوتوماتيكية مثل البومب أكشن، وقناصات، وبنادق آلية أميركية مثل إم 15، فضلا عن القنابل التي تحملها جعبهم العسكرية»، بحسب الناشط نفسه.

ومن المعروف أن الجيش الشعبي الذي يتشكل في الأزمات، يقوم بمهام اجتماعية وقتالية رديفة للجيش النظامي، ويملأ مواقعه بعد تقدم الجيش النظامي. ومن ميزات الجيش الشعبي، أنه غير منضبط، خلافا للجيش النظامي، ويقوم بمهام أمنية تتخطى المهام العسكرية، تشبه إلى حد بعيد المهام الأمنية التي تقوم بها اللجان الشعبية في سوريا والتي تشكلت مع وصول المعركة إلى دمشق الصيف الماضي.