بعد جنبلاط .. الرئيس اللبناني سيتوجه إلى موسكو

خبير استراتيجي: زيارة سليمان وجنبلاط شكلية ولا تأثير لها على المسار السوري

ميشال سليمان في زيارة لثكنة عسكرية في جنوب لبنان (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن توجهه نهاية الأسبوع الحالي في زيارة رسمية إلى روسيا، بحسب ما أبلغه لمجلس الوزراء خلال اجتماعه أول من أمس. ومن المقرر أن يلتقي سليمان نظيره الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس، على هامش تسلمه جائزة «الصندوق الاجتماعي الدولي الأرثوذكسي»، تقديراً لدوره في «نشر القيم المسيحية».

وتأتي زيارة سليمان إلى روسيا، وهي الزيارة الثانية التي يقوم بها إلى موسكو بعد زيارة رسمية في 25 فبراير (شباط) 2010. إثر زيارة مفاجئة قام بها رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط إلى موسكو، تخللها أمس لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد «مساندة بلاده لتسوية مشاكل لبنان بالطرق السلمية من دون أي تدخل خارجي»، فيما قال جنبلاط إنه «بحث مع لافروف مسألة تحييد لبنان عن تداعيات الأزمة السورية، و تطرق اللقاء إلى الملفين اللبناني والسوري».

وقالت مصادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة موسكو ليست زيارة رسمية، وبالتالي لا جدول أعمال محددا لها، لأن الهدف منها تسلم الرئيس سليمان للجائزة الممنوحة له». وأوضحت أنه «لمناسبة وجوده في موسكو سيلتقي الرئيس الروسي، على أن يشمل البحث أربعة محاور أساسية، أولها بطبيعة الحال العلاقات الثنائية بين البلدين، وثانيها المساعدات الروسية للبنان وتحديداً المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، وثالثها الوضع في الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا. كما ستتناول المباحثات الثنائية موضوع النازحين السوريين في لبنان وسبل المساعدة».

وكان لافروف، وبحسب ما نقلته وكالة أنباء «إيتار – تاس» الروسية عن مصدر في الخارجية الروسية قد أكد لجنبلاط أمس بأن «روسيا تساند وتدعم سيادة واستقلال لبنان ووحدة أراضيه، وكذلك بلدان الشرق الأوسط الأخرى»، مشددا على «موقف روسيا الثابت الداعم لتسوية المشاكل الداخلية بالطرق السلمية على أسس قانونية من خلال الحوار، من دون تدخل خارجي وفرض وصفات جاهزة من الخارج».

من ناحيته، شدد جنبلاط على أن «استقرار الشرق الأوسط مبني على سوريا، وليس من صالح أحد استمرار النزيف فيها». ووصف، بحسب ما نقلته قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني، «الرؤية الروسية للحل في سوريا بأنها جيدة»، متسائلا في الوقت ذاته: «ولكن كيف تطبق؟». وأعرب جنبلاط عن أمله بأن «تسهم روسيا في مؤتمر المانحين للنازحين السوريين، الذي سيعقد في الكويت في 30 من الشهر الجاري». وأكد على ضرورة أن يتفق «الفرقاء الدوليون حول مبادئ الحل في سوريا رغم أن الوضع السوري معقد، لافتا إلى أنه سيناقش ما توصل إليه في موسكو مع أصدقائه في المعارضة السورية».

وقلل الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا من أهمية الزيارات اللبنانية إلى موسكو، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارات تأتي في إطار «إكمال الموزاييك الروسي على الساحة اللبنانية وإظهار روسيا على تواصل مع كل الفرقاء، رغم أن كلا من الرئيس سليمان والنائب جنبلاط ليسا مؤثرين في المسار السوري على الإطلاق». ولفت إلى أن «الزيارات هي زيارات دبلوماسية شكلية وربما تطلب روسيا من لبنان أن يأخذ دورا معينا في مرحلة ما، علما بأنها تدرك جيدا أن (حزب الله) هو اللاعب اللبناني الوحيد والقادر على الضغط بشأن سوريا، لكن لن نتوقع ذهاب أي مسؤول من حزب الله إلى موسكو باعتبار أن إيران هي من تتحدث باسمه».

وأشار حنا إلى أن «الموقف الروسي لغاية اليوم هو موقف ممانع لأي حل لا يرضي مصلحة روسيا وأهدافها القومية، حتى بعيدة المدى كصعود الإسلام ووصوله إلى القوقاز وداخل روسيا، ثم يأتي موضوع النفط والغاز»، مذكراً بأن روسيا «تحافظ على قواعدها الأساسية في المنطقة وبعد ليبيا لم يعد لها إلا سوريا».

وكان مصدر «الخارجية الروسية» قد أشار إلى أن جنبلاط ولافروف بحثا «النتائج السلبية للنزاع المسلح في سوريا لكافة بلدان المنطقة»، حيث أكد لافروف على «الوقف الفوري لكافة أعمال العنف وسفك الدماء ومعاناة الشعب السوري، والبدء في حوار سياسي سوري شامل لتسوية الأزمة»، كما أكد «نوايا روسيا في تطوير علاقات الصداقة مع لبنان في كافة المجالات، ومن بينها الاتصالات مع كافة الفصائل السياسية اللبنانية».