كاميرون: عدد البريطانيين المعرضين للخطر في الجزائر أقل من 30

الحكومة البريطانية: محتجزو الرهائن ما زالوا يمثلون تهديدا

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتحدث إلى مجلس العموم أمس عن أزمة الرهائن في الجزائر (أ.ف.ب)
TT

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن عدد البريطانيين «المعرضين للخطر» في أزمة الرهائن بالجزائر «أقل بشكل ملحوظ» الآن من 30 شخصا. وقال للبرلمان إن العملية العسكرية في جنوب الجزائر «جارية» وإن القوات الجزائرية «ما زالت تطارد الإرهابيين وتتابع الرهائن» في عدة مواقع. وأضاف أنه طلب من الجزائر أول من أمس إبلاغه في حال التخطيط للقيام بأي عملية إنقاذ، ولكنه أضاف أنه لم يتم إبلاغ بريطانيا بالهجوم الذي شنه الجيش الجزائري حتى بدأ بالفعل.

من ناحية أخرى، قالت شركة «بريتش بتروليوم» التي تسيطر بشكل جزئي على منشأة الغاز التي تعرضت لهجوم من جانب مسلحين إسلاميين إنه يوجد «عدد صغير» من موظفيها «الذين ما زال مكانهم ووضعهم الحالي غير مؤكد».

وكان متحدث باسم الخارجية البريطانية قد قال أمس إن لندن مستعدة لسماع «أنباء سيئة» في ظل «استمرار» أزمة الرهائن في الجزائر. وأضاف أن: «الحادث الإرهابي في الجزائر لا يزال مستمرا». وتواترت تقارير غير مؤكدة عن احتمال سقوط «العديد» من القتلى البريطانيين. وقال كاميرون إن محتجزي الرهائن بالجزائر لا يزالون يمثلون تهديدا في جزء من مجمع الغاز هناك، وأضاف أنه يشعر بخيبة أمل لأن الحكومة الجزائرية لم تخطره مسبقا بمحاولة الإنقاذ. وأضاف كاميرون: «ما زلنا نتعامل مع موقف مائع وخطير، حيث تم القضاء على جزء من التهديد الإرهابي في جزء من الموقع، لكن لا يزال هناك تهديد في جزء آخر». وتابع: «أنا واثق من أن مجلس العموم سيتفهم لماذا لا يمكنني الإفصاح عن المزيد في هذه المرحلة، بينما العملية مستمرة». وكرر كاميرون الذي أدان «هجوما إرهابيا عنيفا ووحشيا» أسفه أمس مجددا لعدم اطلاعه على العملية التي شنها الجيش الجزائري على الخاطفين قبل حدوثها. وأكد أنه ترأس أمس اجتماع أزمة جديدا مع الوزراء والمسؤولين الأمنيين في لجنة «كوبرا» الأمنية. وقال كاميرون إن موقع إنتاج الغاز الذي شهد خطف جماعة إسلامية مسلحة لمئات الرهائن الأربعاء «كبير جدا ومتشعب». وكانت الخارجية البريطانية أعلنت صباح أمس عن إمكان وجود بريطانيين بين الرهائن الباقين في قبضة الخاطفين. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية أن لندن ما زالت تنتظر معلومات حول 20 بريطانيا على الأقل.

من جانبها، أكدت بريطانيا أن أزمة الرهائن في الجزائر لم تنته بعد. وقالت وزارة الخارجية البريطانية صباح أمس إن «الحادث الإرهابي لا يزال مستمرا». وأشارت الوزارة إلى أن كاميرون تحدث مرتين إلى نظيره الجزائري أول من أمس. وأضافت: «لسنا في موقف يسمح بالإدلاء بالمزيد من التفاصيل في هذه المرحلة». وقد توقع مسؤولون بريطانيون ورود أنباء عن المزيد من الضحايا بعد أن أعلنت وسائل إعلام جزائرية رسمية انتهاء العملية العسكرية على منشأة «تيغنتورين» للغاز في عين أميناس. وحذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من احتمال تلقي أنباء سيئة. وتفيد التقارير بأن مصير العديد من المواطنين البريطانيين وأجانب آخرين ما زال مجهولا. ولا يزال العديد من الرهائن من دول عدة في عداد المفقودين، بعد احتجاز إسلاميين متشددين رهائن في منشأة نفطية في عين أميناس جنوب شرقي الجزائر. تجدر الإشارة إلى الغموض الذي لف طريقة تنفيذ الجيش الجزائري لهذه العملية، حيث إن الكثير من الحكومات الغربية والآسيوية استاءت من أنها لم تعرف شيئا عن الغارة من طرف الجزائر قبل تنفيذها. وقامت اليابان باستدعاء السفير الجزائري، كما ألغى رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي جزءا من رحلته في جنوب شرقي آسيا بسبب أحداث أميناس. وصرح المتحدث باسم الحكومة اليابانية بأن «العمل الذي قامت به القوات الجزائرية أمر يؤسف له»، مضيفا أن الجزائر لم تبلغ اليابان بالعملية قبل حدوثها. وأكد نجاة ثلاثة موظفين يابانيين كانوا بين المختطفين، مضيفا أن مصير 14 آخرين لم يعرف حتى الآن. وأدانت وزارة الخارجية البريطانية أول من أمس مقتل أحد مواطنيها في الجزائر في العملية التي استهدفت منطقة بترولية في عين أميناس جنوب شرقي الجزائر على الحدود مع ليبيا. وفي بيان صحافي، قال وزير الخارجية ويليام هيغ الذي يزور حاليا كلا من نيوزيلندا وأستراليا، إن «هذا الموقف جد خطير، فمثل هذه العمليات بدم بارد استهدفت أفرادا في طريقهم إلى عملهم»، مضيفا أن وزارته على اتصال دائم بالسلطات الجزائرية لاستبيان التفاصيل. وكانت وزارة الخارجية البريطانية أكدت أمس أن عددا من مواطنيها تعرضوا للاختطاف في الجزائر، واصفة الحادث بـ«الإرهابي». ويعمل فريق طوارئ قنصلي من وزارة الخارجية البريطانية على إدارة الأزمة، بينما أشارت الوزارة إلى أن السفارة البريطانية في الجزائر ستظل على اتصال بالسلطات الجزائرية لمتابعة الموقف عن قرب.

وكان مسؤولون أمنيون جزائريون قد أفادوا بمقتل شخصين، أحدهما بريطاني خلال العملية التي استهدفت موقع شركة نفطية في منطقة عين أميناس.

وقال كاميرون أمس، إن مختطفي الرهائن يعملون تحت قيادة شخص إرهابي ومهرب يعمل في مالي ومنطقة غرب أفريقيا وتربطه علاقات بتنظيم القاعدة.

وأكد كاميرون في كلمة نقلها تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن هناك خطوات تجري الآن في سبيل تحقيق الأمن للمواطنين البريطانيين ومحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أنه لا تزال المعلومات غير مكتملة بشأن الحادث وجار استجلاب التفاصيل للحصول على صورة كاملة. وأضاف أن الحكومة البريطانية اتخذت - فور سماعها بشأن هذا الحادث - إجراءات طارئة سواء في لندن أو في الجزائر، موضحا أن الأولوية كانت لتحديد أماكن البريطانيين المختطفين وهوياتهم ليتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم في أسرع وقت، ولتأمين عودتهم إلى بلادهم سالمين. كما شدد على أن الهجوم يبدو كبيرا، وتم التنسيق له جيدا عبر توفير كم كبير من الأسلحة. وأوضح: «ما زلنا نتعامل مع موقف مائع وخطير، حيث تم القضاء على جزء من التهديد الإرهابي في قسم من الموقع، لكن لا يزال هناك تهديد في جزء آخر». ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية أن لندن ما زالت تنتظر معلومات حول 20 بريطانيا على الأقل. وأفاد بأن الجيش الجزائري «ما زال يطارد الإرهابيين ويبحث عن رهائن على الأرجح في أماكن أخرى من الموقع».

يذكر أن كلمة كاميرون أمام البرلمان أتت بعد أن أجل كلمة كان من المقرر أن يلقيها في هولندا الجمعة عن علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.