مسيرات «الألتراس» تشعل أجواء القاهرة قبل أيام من ذكرى ثورة 25 يناير

رفعوا شعار «القصاص أو الفوضى».. وقوى سياسية دعت لمناصرتهم

مسيرات الألتراس في ميدان التحرير أيقونة الثورة المصرية أمس (أ.ب)
TT

أشعلت مسيرات لروابط مشجعي كرة القدم في مصر المعروفة بـ«الألتراس» أجواء القاهرة قبل أيام من ذكرى ثورة 25 يناير، حيث جابت مسيرات بالآلاف لشباب ألتراس النادي الأهلي شوارع العاصمة المصرية أمس، للمطالبة بالقصاص لمن يعتبرونهم «شهداء مجزرة بورسعيد»، التي سقط فيها 72 قتيلا خلال اشتباكات أعقبت مباراة لكرة القدم مطلع العام الماضي، في مدينة بورسعيد شرق البلاد، أحاطت بشأنها شكوك حول ضلوع رموز من نظام الرئيس السابق حسني مبارك وبعض قيادات الشرطة فيها.

وتأتي المظاهرات قبل أسبوع من النطق بالحكم في قضية أحداث بورسعيد، المقرر لها السبت المقبل، والمتهم فيها عدد من أنصار فريق المصري البورسعيدي، فيما تتأهب القاهرة لمظاهرات حاشدة في ذكرى الثورة يوم الجمعة المقبل.

وانطلقت إحدى مسيرات الألتراس من دوران شبرا (شمال القاهرة) التي تعد إحدى أبرز مناطق التجمع منذ ثورة 25 يناير وتتميز بكثافة السكان، متجهة إلى ميدان التحرير رمز الثورة المصرية، حيث ردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد قصاص الشهيد»، «دم بدم.. رصاص برصاص»، «سامع أم شهيد بتنادي.. مين (من) حيجبلي (يأتي لي) حق أولادي»، كما رفعوا لافتات مكتوبا عليها «حق الشهداء»، و«لو ابنك الضحية.. مكنتش (لم تكن) بعت القضية».

كما خرجت مسيرة أخرى من جامع الفتح في ميدان رمسيس أكبر ميادين القاهرة، القريب من ميدان التحرير، فيما انطلقت مسيرة رمزية أخرى من أمام النادي الأهلي بأرض الجزيرة القريبة من التحرير أيضا، ومسيرة نسائية أخرى شاركت فيها أمهات شهداء الثورة المصرية، وانطلقت من دار الأوبرا المتاخمة للنادي الأهلي.

وانتشرت ملصقات على جدران شوارع القاهرة تنذر بالقيام بأعمال عنف حال صدر الحكم ببراءة المتهمين في قضية بورسعيد، وحملت الملصقات شعار «القصاص أو الفوضى».

ويتهم شباب الألتراس قيادات شرطية بالضلوع في الاعتداءات التي طالتهم خلال مباراة لكرة القدم مطلع العام الماضي، قائلين إن «الدور الذي لعبه شباب الألتراس في حماية ميدان التحرير خلال الثورة المصرية كان السبب وراء الهجوم المدبر الذي تعرضوا له في بورسعيد».

وقال بيان أصدرته إحدى روابط الألتراس إن «التباطؤ في محاكمة القتلة دلالة واضحة على أن هناك مؤامرة بين الداخلية ومنفذي المجزرة التي أودت بحياة 72 شابا، كل ذنبهم أنهم ذهبوا لتشجيع فريقهم».

وشاركت حركات سياسية شبابية في مسيرات الألتراس من بينها حركة شباب 6 أبريل، والاشتراكيون الثوريون، وشباب من أجل العدالة والحرية.

ومن جانبه، طالب محمود عفيفي المتحدث الرسمي لحركة شباب 6 أبريل (جبهة أحمد ماهر) بدعم تحركات مسيرات الألتراس، مشيرا إلى أن القضية ليست قضيتهم وحدهم لكنها بالفعل قضية وطن، وشدد على ضرورة القصاص العادل لضحايا مجزرة بورسعيد.

وتأتي مظاهرات الألتراس لترفع من أجواء الترقب والقلق الذي تشهده القاهرة قبل أيام من دعوة قوى المعارضة الرئيسية لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير يوم الجمعة المقبل، وهي المظاهرات التي يتوقع مراقبون أن تشهد مظاهرة مليونية بميدان التحرير للاحتجاج على سياسات الرئيس محمد مرسي وحكومته.

وبينما خرجت مسيرات الألتراس عقب صلاة الجمعة من عدة أماكن في القاهرة، ارتفعت أعداد خيام المعتصمين في ميدان التحرير إلى أكثر من مائة خيمة، استعدادا لاستقبال المسيرات، وللمشاركة في مظاهرات الجمعة المقبل.

ويعتصم في ميدان التحرير العشرات منذ أكثر من شهرين، في أعقاب إصدار الرئيس مرسي إعلانا دستوريا أثار استياء واسعا في الأوساط السياسية.

وعلى الصعيد نفسه، خرج المئات من أنصار فريق الكرة بالنادي المصري البورسعيدي، في مدينة بورسعيد في مسيرة احتجاجية عقب صلاة الجمعة طافت شوارع المدينة، للمطالبة بنقل محاكمة المتهمين في أحداث استاد بورسعيد من أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس بالقاهرة إلى محافظة بورسعيد، خشية اندلاع أعمال انتقامية من أنصار مشجعي الأهلي القاهري إذا ما صدر حكم بالبراءة على المتهمين في القضية.

وردد المتظاهرون في بورسعيد هتافات معادية لوزارة الداخلية، وناشدوا المستشار صبحي عبد المجيد رئيس الدائرة التي تنظر القضية، والمستشار أحمد مكي وزير العدل، بعدم نقل المتهمين للمحاكمة في القاهرة قائلين إن «بيان ألتراس أهلاوي رفع شعار القصاص أو الدم وتعهدهم بحشد الآلاف حول مقر المحكمة قد ينذر بوقوع مجزرة جديدة بحقهم».