خلافات داخل أكبر كتلة معارضة للإخوان بعد اجتماع قياداتها مع دعاة سلفيين

الشيخ محمد حسان لـ«مرسي»: إياك أن تتكبر أو تتجبر

TT

وقعت خلافات داخل أكبر كتلة معارضة لحكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد اجتماع لعدد من قياداتها مع دعاة سلفيين من بينهم الداعية الشهير الشيخ محمد حسان، الذي وجه رسالة من فوق منبر في خطبة الجمعة أمس إلى الرئيس محمد مرسي ووزراء حكومته، قال فيها «إياك أن تتكبر أو تتجبر»، وأن «من تمسك برأيه هلك». وأثار لقاء جمع بين عدد من رموز جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، هم عمرو موسى وحمدين صباحي والسيد البدوي مع الداعية السلفي الشيخ محمد حسان وعدد من مشايخ التيار السلفي، في إطار مبادرة لم شمل القوى السياسية، قبل الذكري الثانية لثورة 25 يناير، الجدل داخل أكبر كتلة معارضة للرئيس محمد مرسي. وقللت مصادر داخل جبهة الإنقاذ من اللقاء، بقولها: «لم يتم الاتفاق عليه رسميا في الجبهة، وقد يكون المجتمعون قد ذهبوا بصفتهم الشخصية أو كمعبرين عن أحزابهم وليس كمعبرين عن الجبهة». واستبعد الدكتور محمد يسري الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح (السلفية)، أحد من حضروا اللقاء من التيار السلفي، «قيام أعضاء من جبهة الإنقاذ بالتقليل من قيمة اللقاء»، بقوله: «لا أعتقد أن جبهة الإنقاذ تقلل من هذا اللقاء».

ولم يستبعد المراقبون، زيادة التقارب بين السلفيين وقيادات ليبرالية خلال الفترة المقبلة قبيل الانتخابات البرلمانية، خاصة مع إعلان الدعوة السلفية وحزبها النور عدم التحالف مع جماعة الإخوان التي ينتمي لها الرئيس مرسي في الانتخابات المقبلة، مستندين إلى ما قاله الداعية السلفي محمد حسان للرئيس مرسي في خطبة الجمعة أمس: «إياك أن تتكبر أو تتجبر.. ومن تمسك برأيه هلك»، ولأول مرة منذ تولي الرئيس منصبه في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي.

ويأتي لقاء قيادات جبهة الإنقاذ مع السلفيين في وقت تستعد فيه جبهة الإنقاذ الوطني، والتي يتزعمها محمد البرادعي وتضم عدة أحزاب ليبرالية ويسارية، منها (الدستور، الوفد، التيار الشعبي، التجمع)، لتشكيل قائمة موحدة للمنافسة في الانتخابات البرلمانية.

وأكد الشيخ حسان في بيان له عقب لقاء جبهة الإنقاذ الذي عقد مساء أول من أمس، في منزل الداعية السلفي محمد حسين يعقوب، أن «اللقاء تم في جو من الود والحب والتفاهم والإيجابية الكبيرة، حيث اتفقنا أن مصر وطن للجميع وسفينة يركبها المصريون جميعًا». وقال الشيخ حسان: «أجمع الحضور على أنهم لن يتركوا هذه السفينة تغرق أو تتعرض للغرق»، لافتًا إلى أن الجميع أبدوا استعدادهم للمشاركة والحوار، مضيفا أن «الجو الذي تم فيه اللقاء يحتاج إليه أهل مصر الآن.. ونبشر أهل مصر ونطمئن الجميع بأن هناك إيجابية كبيرة تمت في هذا اللقاء».

وقالت مصادر قريبة الصلة بالشيخ حسان إن «اللقاء جاء بناء على طلب حسان للنقاش حول الوضع السياسي الحالي وموقف جبهة الإنقاذ منه والتعرف على أسباب رفضهم المستمر للحوار الوطني ومطالبهم في تظاهرات 25 يناير (كانون الثاني) المقبل».

لكن الدكتور عبد الغفار شكر، عضو جبهة الإنقاذ، نفى معرفته باللقاء، مؤكدا أن «هذا اللقاء لم يتم الاتفاق عليه رسميا في الجبهة». وتابع قائلا: «إنه لا يدرى تفاصيل المبادرة التي أطلقها الشيخ حسان؛ إلا أنها تدعو إلى إيقاف المظاهرات المقررة يوم 25 يناير مقابل بدء حوار وطني مع الرئاسة»، وهو ما وصفه بأنه «أمر غير كاف».

وفي سياق آخر، أكد محمود العلايلي المتحدث الرسمي للجنة الانتخابات في جبهة الإنقاذ الوطني، أن «جبهة الإنقاذ أكدت خلال اجتماعها أول من أمس (الخميس) بمقر حزب الوفد، أنها لن تعلن قوائمها النهائية لخوض الانتخابات البرلمانية؛ إلا في اللحظات الأخيرة قبل بدء موعد إجراء انتخابات مجلس النواب». وبدا لافتا أمس (الجمعة)، وجود تحول في مواقف بعض قيادات التيار السلفي من الرئيس محمد مرسي (المحسوب على الإسلاميين)، حيث وجه الشيخ محمد حسان، خلال خطبته بمسجد النور بمنطقة برج العرب بالإسكندرية رسالة شديدة اللهجة للرئيس مرسي ووزراء حكومته قال فيها: «أيها العاقل إذا تنكرت لك الجماهير فافزع على رأي ومشورة العلماء وإياك أن تتكبر أو تتجبر فإنك إن تسأل العقلاء خير لك من أن تستبد برأيك فتندم بعد ذلك».