شقيق زعيم «القاعدة» يقود مظاهرة أمام سفارة فرنسا لدى مصر ضد الحرب في مالي

محمد الظواهري لـ«الشرق الأوسط»: لا بد من وقف العدوان

TT

شارك محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في قيادة مظاهرة لجماعات سلفية وجهادية أمام سفارة فرنسا في القاهرة ضد الحرب الدائرة في مالي.

وقال شقيق الظواهري لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا بد من وقف العدوان»، مشيرا إلى أن المظاهرات حول السفارة قد تتواصل حتى تحقيق مطالبهم.

وتظاهر مئات الإسلاميين السلفيين في محيط السفارة الفرنسية لدى مصر أمس، احتجاجا على ما قالوا إنه «تدخل عسكري فرنسي» ضد إسلاميين في دولة مالي.

وردد المتظاهرون الغاضبون هتافات من بينها «قادم قادم يا إسلام»، و«إسلامية إسلامية.. مالي دولة إسلامية»، و«يا فرنسا جيشك فاني»، بينما شددت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية حول السفارة، وأقامت حواجز أمنية لمنع المتظاهرين من الاقتراب من أسوار السفارة، وكان من أبرز المشاركين في المظاهرة شقيق الظواهري.

وكانت القوات الفرنسية في مالي قد بدأت منذ يوم 11 الشهر الجاري عملية عسكرية تحت اسم «سيرفال، أو القط المتوحش» ضد إسلاميين (أنصار الدين، حركة التوحيد والجهاد، القاعدة ببلاد المغرب) يبسطون سيطرتهم على شمال البلاد، بعد أن تقدموا باتجاه العاصمة المالية باماكو.

واحتشد مئات السلفيين المصريين أمام مسجد الاستقامة بالجيزة، القريب من السفارة الفرنسية، عقب صلاة الجمعة أمس، واتجهوا في مسيرات غاضبة باتجاه السفارة التي تقع على بعد نحو 3 كيلومترات من المسجد، مرددين هتافات عدائية ضد فرنسا، منها: «يا فرنسا لمي كلابك»، «يا فرنسا جيشك فاني»، و«بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، و«اسحبوا جيوشكم من مالي وإلا ستأتيكم جيوش المسلمين».

وقام المتظاهرون بوضع مكبرات للصوت أعلى إحدى السيارات، وخطب عدد من القيادات السلفية ضد فرنسا مطالبين بوقف ما وصفوه بـ«العدوان السافر» على إسلاميي مالي.

وقال محمد الظواهري الذي شارك في قيادة مظاهرة أمس لـ«الشرق الأوسط» إن «الوقفة جاءت احتجاجا على العدوان السافر على إخواننا في مالي.. فنحن لا نقبل بأي حال أن يتم الاعتداء على أي مسلم في أي مكان في العالم».

وأضاف الظواهري: «بهذه الوقفة نعلن عن موقفنا ونطالب بوقف فوري للعدوان»، مشيرا إلى أنه لم يتخذ بعد قرار بالاعتصام أمام السفارة أو رفع مطلب طرد السفير الفرنسي من القاهرة.

وقامت قوات الأمن بغلق الشارع المؤدي للسفارة الفرنسية وتصدت لمتظاهرين حاولوا إزالة الحواجز الأمنية التي وضعتها الشرطة في محيط السفارة. وحاولت قيادات أمنية إقناع المتظاهرين بفتح الشارع أمام حركة السير، ونقل تظاهرهم بالقرب من مقر السفارة مع ضمان عدم التصعيد.

وقال مصدر إعلامي في السفارة الفرنسية إن المبنى لا يوجد فيه عدد يذكر من الموظفين بسبب أن يومي الجمعة والسبت إجازة أسبوعية في السفارة، مشيرا إلى أنه لا يوجد قلق حتى الآن من «مظاهرات السلفيين».

وتخشى السلطات المصرية من اعتداء المتظاهرين على السفارة الفرنسية بعد أن تكررت أحداث اقتحام سفارات أجنبية في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011.

وكان سلفيون غاضبون قد اقتحموا في سبتمبر (أيلول) الماضي أسوار السفارة الأميركية في حي جاردن سيتي القريب من ميدان التحرير، وأنزلوا العلم الأميركي، كما اقتحم متظاهرون غاضبون السفارة الإسرائيلية في سبتمبر العام قبل الماضي.

وأثار تظاهر السلفيين دعما لمن يسمونهم «مجاهدي مالي» حفيظة مواطنين تصادف مرورهم بمحيط السفارة، وهتف المواطنون ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين ومرشد الجماعة محمد بديع.

ولم تدعُ جماعة الإخوان أنصارها للمشاركة في المظاهرة أمام السفارة الفرنسية، لكن الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» اكتفت بتعليق مقتضب كان نصه: «مالي ليست أقل من غزة».