ناشطون مدنيون نظموا وقفة احتجاج ووقعوا ميثاق شرف لمناهضة الطائفية حفاظا على وحدة العراق

قالوا لـ«الشرق الأوسط»: نعتبرها جزءا من صراع سياسي يسعى لتجزئة الشعب

TT

في أول رد فعل وحراك مدني شعبي لمناهضة عودة الطائفية في البلاد، شهدت العاصمة العراقية بغداد، يوم أمس، تجمع العشرات من المثقفين والفنانين والناشطين والأكاديميين، للمشاركة في وقفة احتجاج سلمي لمناهضة عودة الطائفية عبر إلقاء كلمات وقصائد شعرية ورفع شعارات تندد بالظاهرة، والتوقيع على ميثاق شرف لرفض كل أشكال الترويج لها حمل عنوان «أنا عراقي».

وشهدت كثير من المحافظات العراقية، من بينها العاصمة بغداد، تجدد المخاوف من عودة الطائفية إلى البلاد، إثر اندلاع مظاهرات كبرى عمت محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل، للمطالبة «بتصحيح مسار الحكومة» وإطلاق سراح المعتقلين، واحتجاجا على اعتقال حراس لوزير المالية رافع العيساوي.

الوقفة الاحتجاجية التي احتضنها أشهر شارع للثقافة في العراق «شارع المتنبي» حملت شعارات عدة، من بينها «الإنسان قبل العنوان» و«الطائفية مرض معدٍ.. بياض عقلك ووجهك أولى بالحياة من تأريخ مدفون في كتب صفراء»، و«الطائفية عنصرية.. وقوانين العالم المتحضر تعاقب على السلوك العنصري الطائفي»، وطالبت بأهمية مراجعة الفقرات الخاصة بالطائفية في الدستور العراقي، وتعديلها لتناسب مجتمعا مدنيا متسامحا.

يقول الناشط المدني شمخي جبر عن مؤسسة الإنسان الكوني في كلمته بالمناسبة لـ«الشرق الأوسط»: «وقفتنا اليوم تسعى لتأسيس يوم لناهضة الطائفية والكراهية وكل أشكال الفكر التكفيري، وهي وقفة أيضا تسعى لتأسيس السلم الاجتماعي، إذ إن التنوع الديني والطائفي في البلاد يمكن تحويله إلى عامل قوة وليس عامل ضعف».

وأضاف: «هناك من يؤجج الطائفية كل يوم، بدعم كبير من دول الجوار، في وقت عانت فيه بلادنا ويلات كبيرة بسببها في عامي 2006 - 2007، وعليه، لا بد من السعي لأن يكون جميع شركاء الوطن متساوين في الحقوق والواجبات، عبر تأسيس وبناء الأطر القانونية والدستورية لمبدأ المواطنة الحقيقية».

وأكد شمخي أن «الفتنة الطائفية التي تثار هذه الأيام، هي جزء من صراع سياسي غير نزيه، يسعى لتجزئة الشعب وبث الفرقة بين أبنائه، كما أن بعض السياسيين لا يهمهم العراق، بل يريدون اقتطاع حصتهم من الكعكة بكل السبل المتاحة».

أما الكاتب المسرحي والإعلامي علي حسين، فقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «استشعر المثقفون بخطر الطائفية وما ينتج عنها من حروب أهلية، وبادروا لتوحيد الخطاب، ووضع آليات الضغط المجتمعي بوسائل متنوعة، لتثقيف الشارع بخطورة انعكاسات الصراع السياسي الطائفي على وضع المجتمع».

بينما يرى الشاعر أحمد عبد الحسين، أحد المساهمين في الوقفة، إن الطائفية أخذت للأسف تدخل في نسيج الحقل الثقافي والإعلامي، مما يتطلّب وقفة استرجاع لدور المثقف المتنور من أجل مراقبة السياسيين وتنبيههم لأخطائهم في تبني الخطاب الطائفي الذي يحاولون أن يجذّروه في عموم المجتمع العراقي.

وألقى الشاعر عدنان الفضلي قصيدة بالمناسبة عنوانها «إذا العراق»، يقول في بعض أبياتها:

«إذا بيوت الله كبرت للوطن المؤجل وبسملت بالحاء تتبعها الباء إذا الأفئدة المعطوبة بالحنين عادت وملؤها قصائد السياب إذا العين والراء والألف الشامخ يلتصقن بقاف لا تدق القلب إذا ما حفظنا كل هذا أيصير في قبضتنا غير العراق؟!».