بلغاريا تبلغ إسرائيل: حزب الله مسؤول عن عملية بورغاس

اعتقال مسؤولة بلغارية في التحقيق بتهمة تسريب معلومات

TT

ذكرت مصادر في الحكومة الإسرائيلية أن التحقيقات التي جرت في بلغاريا أسفرت عن نتيجة مفادها أن حزب الله اللبناني هو المسؤول عن عملية التفجير في مطار بورغاس شرق بلغاريا في الصيف الماضي.

وقالت هذه المصادر إن بلغاريا ستعلن عن نتائج التحقيق رسميا يوم الثلاثاء المقبل، لكن وزير الخارجية البلغاري، نيكولاي ملادنوف، وصل إلى إسرائيل بشكل مفاجئ، أول من أمس، في زيارة وصفت بأنها خاصة وأبلغ الحكومة الإسرائيلية بنتائج التحقيق. والتقى مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والرئيس شيمعون بيريس. وفي الوقت نفسه، زار بروكسل وزير الداخلية البلغاري، تساوتون تسفوتنوف، وأطلع وزراء الاتحاد الأوروبي على هذه النتائج. وتوقع المصدر الإسرائيلي أن يقرر الاتحاد الأوروبي وضع حزب الله على لائحة التنظيمات الإرهابية في العالم.

وفي هذا السياق تحدثت وكالات الأنباء عن إقالة مسؤولة في التحقيق في عملية بورغاس من مهامها بعد أن كشفت للصحافيين معلومات تعتبر حساسة، كما ذكرت وكالة الأنباء البلغارية. وقالت الوكالة نقلا عن وثيقة للنيابة إن ستانيليا كاراديوفا رئيسة قسم التحقيقات في بورغاس «كشفت للصحافيين معلومات حول تطور التحقيق من دون أن تستشير لهذا الغرض المدعية المسؤولة ومن دون موافقتها». واستبعدت بالتالي عن التحقيق، بحسب ما جاء في هذه الوثيقة. وقالت إن «التحقيق يتضمن معطيات تتعلق بتورط ثلاثة أشخاص. وقد تم تحديد هوية أحد هؤلاء الأشخاص. وأطلقت عملية البحث عنه. وهو يتحدر من دولة لم يره أحد فيها منذ ستة أعوام».

ولم تنف وزارة الداخلية رسميا هذه المعلومة، لكنها أعلنت أن الإدلاء بأي تعليق حول التحقيق في هذه المرحلة قد يكون «خطيرا».

وكانت عملية بورغاس قد نفذت في يوليو (تموز) الماضي، عندما قام مواطن سويدي من أصل جزائري، وهو مهدي محمد الغزالي، بتفجير نفسه مع عبوة ناسفة قرب حافلة ركاب كانت تقل سياحا إسرائيليين قدموا لتوهم إلى مطار المدينة السياحية البلغارية. فقتل خمسة منهم إضافة إلى سائق الحافلة البلغاري وجرح 30 شخصا توفي أحدهم متأثرا بجراحه فيما بعد. وحملت إسرائيل حزب الله مسؤولية هذه العملية على الفور، بتصريحات أدلى بها رئيس الوزراء نفسه، نتنياهو، الذي طالب الاتحاد الأوروبي في حينه، أن يعلن عن حزب الله تنظيما إرهابيا ويقطع أي صلة به و«يحتجز رجاله الذين يتجولون في دول أوروبا على هواهم». وأرسل نتنياهو طاقم تحقيق من المخابرات الإسرائيلية للمشاركة في التحقيقات مع أجهزة الأمن الأوروبية.

ووفقا للمصادر الإسرائيلية المذكورة فإن التحقيقات البلغارية وجدت أن منفذ العملية هو الغزالي، البالغ من العمر 34 عاما، الذي يعتبر من تنظيم القاعدة. وأن الولايات المتحدة اعتقلته في معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو في كوبا، في الفترة من يناير (كانون الثاني) 2002 إلى يونيو (حزيران) 2004، بتهمة المشاركة في القتال ضدها في أفغانستان. وقبل اعتقاله، ارتاد مهدي غزالي مدرسة إسلامية في أحد المساجد في بريطانيا، وذلك قبل سفره إلى أفغانستان، ثم استقر أخيرا في باكستان حيث تم اعتقاله. وبعد إطلاق سراحه، لم تكترث الحكومة السويدية بالتهم الجنائية التي كانت موجهة ضده قبل اعتقاله ولم تحقق فيها. ولفت أحد مسؤولي الأمن الباكستاني إلى أن غزالي مشتبه في تورطه في تمرد في السجن قتل بسببه 17 شخصا، وهو الاتهام الذي نفاه غزالي.

ولم توضح المصادر الإسرائيلية شيئا عن علاقة غزالي بحزب الله، قائلة إن هذا من اختصاص البلغاريين. لكنها أشارت إلى أن التحقيقات البلغارية، التي تمت بمشاركة اليوروبول (ذراع الشرطة الأوروبية) والأميركية، وجدت آثار أربعة أشخاص دخلوا بلغاريا من دولة أوروبية مجاورة (الاعتقاد أنها تركيا) بجوازات سفر مزيفة، قبل 20 يوما من العملية. وقد كانوا على علاقة بالغزالي والتقوه عدة مرات، وتبين أنهم من رجالات حزب الله.