حزب المستوطنين يشترط لدخول حكومة نتنياهو إلغاء «أوسلو»

الليكود يمتنع عن إصدار برنامج انتخابي لأول مرة

TT

أعلن زعيم حزب المستوطنين، نفتالي بنيت، أن حزبه سيدخل الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، بعد الفوز في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وسيضع شرطا على الائتلاف أن تلغى اتفاقيات أوسلو، «ولو بشكل غير مباشر، عن طريق ضم المناطق المسماة (ج) إلى تخوم إسرائيل».

وجاءت تصريحات بنيت في وقت أشارت فيه نتائج آخر استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى تقلص جديد في قوة الليكود - بيتينو (له اليوم 42 مقعدا والاستطلاع يعطيه 32 مقعدا فقط)، مما يعني أن نتنياهو سيحتاج أكثر إلى دعم بنيت وحزبه لكي يستطيع تشكيل الحكومة المقبلة. فمعسكر اليمين الإسرائيلي سيحصل على 63 مقعدا من مجموع 120، وفقا للاستطلاعات ويعتبر فيها حزب المستوطنين مركزيا.

وحاول بنيت تجميل اقتراحه بالقول إنه يريد أخذ المناطق «ج»، التي تشكل ما يعادل 60% من أراضي الضفة الغربية الفلسطينية، مع من فيها من فلسطينيين. وادعى أن عدد هؤلاء يساوي 50 ألف فلسطيني (حسب الإحصائيات الرسمية عددهم 47360 فلسطينيا).

وأكد زعيم المستوطنين، بنيت، أن حزبه سيرفض إقامة دولة فلسطينية، «فهذه هي أرض إسرائيل التي منحها الله لشعبه المختار قبل 3800 سنة». وأضاف أنه يرفض أيضا تنفيذ أي اقتراح لأي انسحاب من الضفة الغربية وسيرفض إخلاء أي مستوطن من مستوطنته.

وطرح بنيت خطة سماها «برنامج التهدئة»، وهي مؤلفة من سبع مراحل، تعتمد على منع قيام دولة فلسطينية ما بين النهر (نهر الأردن) والبحر (المتوسط)، والاكتفاء بكيان سلطة فلسطينية مجردة من السيادة على 40% من الضفة. وأما المنطقة الباقية، التي تعرف باسم «ج»، وتشكل 60% من مساحة الضفة الغربية، فإن بنيت يقترح ضمها إلى إسرائيل مع سكانها الفلسطينيين، الذين يقول إنهم لا يزيدون على 50 ألفا. وقال إنه يرد بهذا الاقتراح على أولئك الذين يتهمون إسرائيل بالعنصرية والأبرتهايد.

وكشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن بنيت أخذ مشروعه عن منظمة يمينية متطرفة، تدعى «بمكوم»، وأن خطته تشوه الحقائق، إذ إنها تعتمد على إحصاء السكان في سنة 22008، ولا تأخذ في الاعتبار التكاثر السكاني الفلسطيني في هذه المنطقة. كما أشارت الصحيفة إلى أن حسابات بنيت تشمل فقط القرى الفلسطينية التي تقع بالكامل في تخوم المنطقة «ج». وقالت: لكن هناك نحو 200 قرية فلسطينية، قسم منها في المنطقة «ج» (الخاضعة بالكامل لإسرائيل، إداريا وأمنيا)، وقسم منها يقع في المنطقة «أ» (الخاضعة بالكامل للسلطة الفلسطينية إداريا وأمنيا) أو المنطقة «ب»، وهي الخاضعة أمنيا لإسرائيل وإداريا للسلطة الفلسطينية. ففي هذه البلدات يعيش 100 ألف فلسطيني على الأقل.

ونقلت «هآرتس» عن المهندس ألون ليفشيتس من جمعية «بمكوم»، قوله إنه حتى لو تم وضع النسخ وتزييف الحقائق جانبا - فإن حقيقة أن أكثر من نصف برنامج بنيت يستند إلى معطيات خاطئة تماما تؤكد أنه يجهل تماما ماذا يجري في المنطقة «ج». ويضيف أنه عدا عن حقيقة أن هناك نحو 150 ألف فلسطيني يعيشون في المنطقة فإن هناك عشرات البلدات الفلسطينية التي تقع في مناطق «بي» و«سي».

وكان بنيت قد استهل استعراض برنامجه السياسي بالحديث عن المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، فقال إن عددهم يقترب من 400 ألف شخص، وهو يرفض إخلاءهم من مكانهم. ويرفض التعامل معهم كما لو أنهم سيتبخرون في يوم من الأيام. وقال إن «إخلاءهم من مواقعهم الحالية، سيكون ذا أثر اقتصادي أيضا، حيث إن المجتمع الإسرائيلي سيفيض بعشرات ألوف من المستوطنين الذين سيغضبون ولن يسمحوا أبدا بالتخلي عن المستوطنين».

يذكر أن بنيت، الذي كان ذات مرة مستشارا لنتنياهو ومديرا لمكتبه، لكنه تركه بسبب خلاف مع زوجته سارة، يعتبر النجم الصاعد في الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجري يوم الثلاثاء. ومع أن للحزبين المتحالفين معه يوجد اليوم 7 مقاعد، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن قوته ستتضاعف، مرة أو مرتين. وهو يبني برنامجه على أن يكون شريكا في حكومة نتنياهو العتيدة بشكل مؤكد. ويدير حملته الأساسية على هذا الأساس. وهو يحرج نتنياهو بمواقف يمينية متطرفة أكثر منه، ولذلك ينجح في استقطاب نحو 100 ألف صوت من ناخبي الليكود.

والليكود من جهته، لم يطرح برنامجا انتخابيا بتاتا في هذه الانتخابات، وذلك لأول مرة في تاريخه، ويعزو المراقبون ذلك إلى أنه لا يريد أن يضمن برنامجه بندا يتعلق بإقامة الدولة المستقلة، حيث إن وضع بند كهذا، سيجعله محطا لسهام اليمين المتطرف. ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يقول إنه معارض للدولة الفلسطينية، فيقع في مواجهة المجتمع الدولي. لذلك قرر الامتناع عن طرح برنامج سياسي.

وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت، أول من أمس، على لسان قياديين في حزب الليكود، قولهم إن النقاش المركزي حول البرنامج السياسي «لليكود بيتنا» يتمحور حول ما إذا كان سيتضمن المبادئ التي طرحها نتنياهو في خطاب بار إيلان في عام 2009، الذي اعترف فيه بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقال نتنياهو في خطابه حينذاك، إنه يوافق على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح بعد ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى إسرائيل ونشر قوات إسرائيلية على طول الحدود بين الضفة الغربية والأردن.

وقال رئيس الطاقم الإعلامي في الليكود وزير شؤون البيئة، جلعاد أردان، إن الحزب لن يتحدث عن الدولتين لأنه «توجد تحديات ملحة أكثر ينبغي الاهتمام بها، في الوقت الذي تسيطر فيه حركة حماس على قطاع غزة، وعلى ما يبدو أن هناك أغلبية (تؤيدها) في الضفة الغربية، بينما يتعانق أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) مع حماس»، في إشارة إلى مساعي المصالحة. وأضاف أردان أنه «سوف ننشر مبادئ مشتركة لليكود وإسرائيل بيتنا.. ونحن حكومة ما زالت ولايتها سارية ولدينا نشاطنا وخطط عمل لسنوات مقبلة لكل وزارة، وهذا أقوى بكثير وملزم أكثر من كتابة أوراق (أي برنامج الحزب) مع نص تكون علاقته مع الواقع عفوية تماما».

وجدير بالذكر أن قضية الدولة الفلسطينية لم تدخل في يوم من الأيام في برنامج حزب الليكود، وهو لم يعترف بشكل رسمي حتى اليوم بإقامة دولة فلسطينية، وكذلك الأمر بالنسبة لحليفه، حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان.