أحد الناجين: قضيت 40 ساعة تحت السرير

فرنسي بين الخاطفين.. وأحزمة ناسفة زنرت الرهائن

TT

ألقت شهادات الناجين من أزمة الرهائن في الجزائر بعض الضوء على تفاصيل الأزمة التي شغلت العالم خلال الأيام الماضية، ومن أبرزها شهادة جزائري كشف عن وجود شخص أوروبي، رجح أن يكون فرنسيا، بين الخاطفين، فيما كشفت روايات أخرى عن إجبار الخاطفين الرهائن على وضع أحزمة ناسفة.

وقال مواطن فرنسي بقي مختبئا تحت سريره طوال 40 ساعة ونجا من عملية احتجاز الرهائن إن «إطلاق النار كان كثيفا ومتقطعا». وفي حديث مع إذاعة «أوروبا1»، قال ألكسندر برسو، أحد الفرنسيين العاملين في شركة «سي آي إس كيتيرينغ»، إن «إطلاق النار كان كثيفا ومتقطعا، تبعا لتطور الأحداث». وأضاف «كنت تحت السرير. وضعت ألواح خشب في كل الأنحاء تحسبا لأي طارئ. كان لدي بعض المواد الغذائية وكمية قليلة من الماء، ولم أكن أعرف كم من الوقت سيستمر هذا الوضع». وأكد أن جنودا جزائريين على الأرجح هم الذين أنقذوه. وقال «كانوا مع زملاء لي، وبهذه الطريقة صدقت، وإلا لما كنت فتحت» الباب. وأشار إلى أنه اختبأ خلال عملية خطف الرهائن «في مكان يبعد دقائق عن المكان الذي كان يتمركز فيه الإرهابيون». وأضاف «كانت لدي معلومات عن وجود جريح في غرفة مؤن المطعم صباح أمس. عثر أولا على ثلاثة بريطانيين كانوا مختبئين في السقيفة بالإضافة إلى هذا الجريح الذي توجه مباشرة إلى المستشفى».

وقال شقيق رهينة نقلا عن أخيه إن الجيش الجزائري قصف أربع عربات جيب كانت تقل زملاءه الرهائن وعلى الأرجح قتل عددا كبيرا منهم. وذكر برايان ماكفول، شقيق الرهينة الآيرلندي ستيفن ماكفول، أن شقيقه أبلغ أسرته بأنه نجا لأنه كان في العربة الجيب الخامسة والوحيدة التي لم تصب بالقنابل الجزائرية. وأضاف «كانوا يحركون خمس عربات جيب محملة بالرهائن من مكان في المجمع. عند هذه المرحلة لاحقهم الجيش الجزائري. وقصف الجيش أربعا من خمس شاحنات، ودمرها». وذكر أنه لم يتحدث مع شقيقه شخصيا، لكنه عرف التفاصيل من زوجته أنجيلا التي تحدثت معه. وأضاف أن الرهائن كانت أفواههم مكممة وعلقت متفجرات حول أعناقهم.

وأعلن وزير الخارجية الآيرلندي نقلا عن عائلة ماكفول أن الرهائن كانوا يحملون أحزمة ناسفة. وأضاف الوزير الآيرلندي «قالوا لي إنهم أجبروا على حمل أحزمة ناسفة».

أما عز الدين (27 عاما)، وهو فني لاسلكي في محطة الغاز في عين أمناس بالجزائر، فقد قال إنه لا يزال يعاني من صدمة بعد أن فر من خاطفيه (...) ولا يستطيع أن يمحو من مخيلته وجه مديره الميت. فبينما كان الشاب الجزائري يهرب من المجمع الصحراوي شاهد جثة مديره الفرنسي وأحد المتشددين. وقال عز الدين «مديري كان رجلا عظيما تعلمت منه الكثير. قتل بالرصاص لكنني لم أر إعدامه. كل ما رأيته هو جثته عندما هرولت مع بعض زملائي للفرار من القاعدة».

وأوضح عز الدين أن هجوم المتشددين بدأ في الساعة السادسة إلا الربع صباح الأربعاء. وقال «أتذكر لأنني كعامل إشارة كنت أتصل بالحافلة التي كانت على وشك أن تغادر القاعدة لتنقل عددا من العمال إلى المطار. وبعد ثوان من مغادرة الحافلة سمعت الكثير من إطلاق الرصاص». وأضاف «المجموعة دخلت القاعدة بعد الهجوم على الحافلة مباشرة. وقطعت الكهرباء. كانوا يتحدثون بالعربية لكنني لم أفهم ما كانوا يقولونه. ليسوا جزائريين على ما أعتقد. بقيت في مكتبي لكني شعرت بقلق لأنهم من المؤكد سيستولون على معداتي ومعها هاتف (الثريا) الذي يتصل عن طريق القمر الصناعي الخاص بي. التزمت الصمت لساعتين انتظارا لضوء النهار. رأيت الإرهابيين بعضهم نظيف والبعض الآخر مشعث، البعض ملتح والبعض الآخر غير ملتح، ومن بينهم فرنسي يضع نظارات شمسية منظره أوروبي». وتابع «جاء زملائي واتصلنا بأناس من الجيش ثم نجحنا في الفرار».