سلطاني يستنكر غموض السلطات الجزائرية في تعاملها مع ملف مالي

قال إن هناك أجندة أجنبية.. والمنطقة خزان بارود

TT

في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» قال أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم - تيار الإخوان المسلمين - بالجزائر إن «حزبه يندد بشدة بالتدخل العسكري الفرنسي شمال مالي»، واعتبر أن «حادثة الاعتداء الإرهابي بعين أمناس هي تحصيل حاصل لنتائج الحرب في المنطقة»، واستنكر بشدة ما سماه بـ«الغموض» الذي تتعامل به السلطات الجزائرية تجاه الأزمة، ووصف إعلان وزير خارجية فرنسا عن ترخيص الجزائر بمرور الطائرات الفرنسية للأجواء الجزائرية دون شروط بـ«العار»، كما كشف بالمناسبة عن نيته عدم الترشح لولاية ثالثة لرئاسة حزبه، خلال المؤتمر القادم الصيف المقبل.

وفي حديثه قال زعيم تيار الإخوان المسلمين في الجزائر «موقفنا واضح من التدخل العسكري الفرنسي في مالي».

وأضاف: «نحن منذ البداية كانت لدينا 3 مقاربات بشأن هذا الملف، المقاربة الأولى هي أن قضية الساحل - شمال مالي، وجنوب الجزائر - ينبغي أن تبقى قضية خاضعة للنقاش العميق، وللمقاربات الشاملة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، وغيرها، المقاربة الثانية، وهي أن يعطى المجال الأوسع للأطراف المعنية، التي هي دول الجوار في تحديد الصيغة التي يتم بها إيجاد حل للأزمة، والمقاربة الثالثة، وهي أننا نرفض التدخل العسكري مهما جرى، ومهما كانت مبرراته، لأن هذا التدخل ستكون له تداعيات وخيمة على المنطقة بأسرها». «لكن بعد أن جرى التدخل العسكري من طرف فرنسا - يقول محدثنا - نددنا بهذا الأمر، وقلنا بأن التدخل في شؤون بلد سيد هو اعتداء سافر على سيادته». واعتبر سلطاني أن «الاعتداء الإرهابي على القاعدة البترولية، وقيام جماعة الموقعين بالدم باحتجاز رهائن بعين أمناس هو تحصيل حاصل، لأن أي حرب في دولة جارة كل الحدود المتاخمة لها ستتحمل آثار وتبعات هذه الحرب، والجزائر كبلد له حدود مترامية مع مالي على طول 1400 كلم أكيد أنها ستتحمل تبعات هذه الحرب، والاعتداء على قاعدة عين أمناس هي أولى النتائج الكارثية للتدخل الفرنسي».

واستنكر سلطاني طريقة تعامل السلطات الجزائرية مع ملف الحرب على مالي، والسبب في ذلك هو وجود غموض كبير يكتنف الملف، ووصف هذا الأمر بـ«غير الطبيعي»، كان من المفروض على السلطات الجزائرية - يضيف محدثنا - أن تقدم لنا في كل لحظة معلومات عن تطورات الوضع، لا أن نتحصل على هذه المعلومات من الرئيس الفرنسي، أو وزير خارجيته، أو وزير دفاعه، أو من أميركا وبريطانيا، وغيرها من الدول، هذا لا يخدمنا، وهذه الدولة دولتنا جميعا، وليست دولة الحكومة، أو دولة عبد المالك سلال، هي دولة كل الشعب، ولهذا الشعب الحق في أن تدار المعركة بوضوح، لأن أمننا وحدودنا وسيادتنا خطر أحمر لا يمكن القفز فوقها.

وعن موقفه تجاه الترخيص للطائرات الفرنسية بعبور الأجواء الجزائرية دون شروط، قال سلطاني «لو دخل هذا الأمر في إطار الشفافية لكان لنا موقف آخر، أما أن نسمع عن هذا الأمر من وزير خارجية فرنسا فهذا عيب وعار». وعن السيناريوهات المتوقعة للحرب على مالي، وتداعياتها على الجزائر أوضح سلطاني أن «كل الاحتمالات واردة، المنطقة في حالة غليان، ودول الجوار في وضع متوتر، وهناك أجندة أجنبية في المنطقة، وعدة دول تتصارع على ضمان مصالحها في المنطقة، كما أن المنطقة تتحكم فيها الكثير من العصب بداية من الطوارق، والأزواد وتمركز (القاعدة) والجماعات الإسلامية المسلحة، كل هذا يجعل من المنطقة خزان بارود، ولا يمكنك تماما أن تتوقع أي سيناريو مستقبلا».

هذا وكان المكتب التنفيذي الوطني للحزب أصدر أول من أمس بيانا عبر أعضاء المكتب فيه عن استغرابهم من الطريقة التي تم بها فتح الأجواء الجزائرية للطيران الحربي الفرنسي بهذه الكيفية، لأن تداعياتها وخيمة وخطيرة على استقلال الجزائر وأمنها القومي، واستنكروا قتل الأبرياء وخطف الأجانب وجر الجزائر إلى حرب لا تقررها مؤسساتها الدستورية بسيادة، بعد استنفاد كل الوسائل السلمية ضمن مقاربة شاملة لتأمين الحدود وضمان سياسية حسن الجوار.