مصادر يمنية: هادي يبحث مع العاهل البحريني المطامع والنفوذ الإيراني

قتلى وجرحى في أحداث شغب بالسجن المركزي في ذمار.. وتفجير جديد لأنبوب النفط بشبوة

كشفت صنعاء خلال الفترة الماضية عن جماعات قالت أنها تعمل لصالح طهران
TT

قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إنه سيجري مباحثات في مملكة البحرين التي بدأ زيارة لها أمس، تتعلق بالتحديات التي تواجه اليمن والبحرين، في إشارة إلى المد الإيراني وتدخلات طهران في شؤون بعض دول المنطقة، وأضاف هادي لدى مغادرته إلى المنامة، أول زيارة له إلى مملكة البحرين منذ توليه كرسي الرئاسة في فبراير (شباط) 2011، أن زيارته «تكتسب بعدا أخويا في إطار العلاقات المنبثقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأهمية التشاور فيما يتصل بمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، وبصفة خاصة بلدانا الشقيقان، وكيفية مواجهة تلك التحديات التي تحاول وفق أجندة خارجية في مطامع نفوذ يتجدد وكلما هبت الرياح العاتية هنا أو هناك».

في السياق ذاته، قالت مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الهدف الرئيسي من زيارة هادي إلى المنامة هو تنسيق الجهود اليمنية - البحرينية لمواجهة «المد الإيراني في المنطقة وخلق الاختلالات وحالة عدم الاستقرار في دولها»، وإن المباحثات التي سيجريها الرئيس اليمني والوفد المرافق له مع ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ستتطرق إلى جملة من الموضوعات المتعلقة بالأنشطة الإيرانية في المنطقة، وبالأخص اليمن والبحرين والتمويل الإيراني عبر بعض الشخصيات والجمعيات الأهلية في بعض دول المنطقة، لأنشطة عدائية للبلدين.

وكان اليمن اتهم إيران رسميا على لسان رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) الدكتور علي حسن الأحمدي، مطلع الشهر الجاري، بدعم جماعة الحوثي في شمال البلاد ودعم «الحراك الانفصالي» في جنوبها، في وقت تمر فيه العلاقات اليمنية - الإيرانية بفتور لم تعهده من قبل، وذلك منذ ظهر الدعم الإيراني الرسمي المباشر وغير المباشر لجماعة التمرد الحوثية منتصف العقد الماضي.

في موضوع آخر، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي قرارا جمهوريا بتشكيل أمانة عامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر الشهر المقبل، وذلك في إطار الخطوات العملية للتحضير للمؤتمر، ونص القرار الرئاسي اليمني على إنشاء أمانة عامة لمؤتمر الحوار تسمى «الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل»، وعلى تعيين أمين عام هو الدكتور أحمد عوض مبارك، وعينت أفراح عبد العزيز صالح الزوبة نائبا أول للأمين العام، وياسر عبد الله علي الرعيني نائبا ثانيا، كما نص القرار على أن «تعتمد الأمانة العامة المنشـأة بموجب هذا القرار في تسييرها لمهامها على الموارد المخصصة لها من الحكومة، وعلى ما تتلقاه من دعم من صندوق الأمم المتحدة لدعم الحوار الوطني».

والدكتور مبارك من مواليد مدينة عدن عام 1968، ويحمل شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال، ويشغل حاليا المدير التنفيذي لمركز إدارة الأعمال للدراسات العليا بجامعة صنعاء، ومحاضر بكلية ماستريخت للإدارة في هولندا.

على صعيد آخر، قالت مصادر محلية في ذمار إن أعمال شغب وعنف اندلعت فجر أمس، أسفرت عن مقتل سجينين على الأقل، وإصابة عدد آخر، وذلك في اشتباكات بين سجناء ينتمون لمنطقتي آنس وعنس في محافظة ذمار إثر خلاف بين الفريقين لأسباب غير معروفة.

وحسب مصادر أمنية، فإن الجانبين استخدما الأسلحة البيضاء والعصي في الاشتباكات، في حين شرعت السلطات المختصة في التحقيق في الأحداث الدامية داخل السجن الذي نفت إدارته نشوب حريق بداخله جراء هذه الأحداث. يذكر أن الأشهر القليلة الماضية شهدت أعمال شغب وعنف في عدد من السجون أبرزها في محافظة إب بوسط البلاد، وقبل ذلك في عدد من السجون.

من ناحية ثانية، فجر مسلحون مجهولون، أمس، أنبوب النفط في منطقة رضوم بمحافظة شبوة، وذلك للمرة الثانية في المنطقة خلال شهر، وقالت مصادر محلية إن ألسنة اللهب شوهدت وهي تتصاعد من القطاع الذي تم فيه تفجير الأنبوب، وعادة ما تشهد شبوة وجارتها محافظة مأرب أعمالا تخريبية تستهدف أنابيب نقل النفط والغاز المسال وأبراج نقل الكهرباء، وقد وضعت وزارة الداخلية اليمنية «قائمة سوداء» بأسماء عدد من الشخصيات القبلية في تلك المناطق المتهمة بالتورط في هذه الأعمال.

وتتعرض أنابيب ضخ النفط في اليمن للتفجير في محافظتي شبوة ومأرب من قبل مسلحين يطالبون السلطات بمطالب مختلفة، منها الإفراج عن محتجزين لديها أو فدية مالية.

وحسب إحصائية لوزارة المالية، فإن اليمن تكبد نحو 500 مليون دولار، نتيجة تفجيرات تعرضت لها أنابيب نقل النفط والغاز، وتوقف الإنتاج بشكل شبه كلي خلال عام 2012.

إلى ذلك نقل موقع «مأرب برس» الإخباري سقوط قتلى في غارة أميركية جديدة في منطقة وادي عبيدة في غارة أميركية ثانية تبعد عن الأولى كيلومترين على سيارة شوهدت النيران تتصاعد منها بعد القصف مباشرة.

إلى ذلك قالت مصادر قبلية بمحافظة مأرب إن صاروخين أطلقا من طائرة من دون طيار أميركية وقعا في منطقة مأهولة بالسكان في مديرية وادي عبيدة بمحافظة مأرب، وأدت إلى إثارة الرعب بين السكان المحليين.

ونقل موقع «مأرب برس» عن مصادر قبلية أن «الصاروخين ربما كانا يستهدفان سيارة (فيتارا) يعتقد أن على متنها مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة كانت بالقرب من مكان الحادث»، غير أن الغارة أصابت منطقة مأهولة بالسكان، مما أثار حالة من الرعب في صفوف السكان. وأثارت تلك الغارة ردود فعل غاضبة أسفرت عن قطع خط النقل الرئيسي بين مأرب وصنعاء؛ احتجاجا على استهداف مناطق مأهولة بالسكان.

إيران تؤكد مجددا على منع زيارة بارشين قبل تحديد آلية عمل مع «الذرية»