المتحدث باسم الدعوة السلفية: الداعون لإنشاء كيان سلفي جديد «ليسوا قيادات»

عبد المنعم الشحات : لن نتظاهر ولن نحتفل في ذكرى ثورة يناير

الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية في مصر
TT

نفى القيادي السلفي الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية في مصر، وجود انشقاقات داخل كيان الدعوة السلفية، قائلا: «لا يمكن أن نسمي خروج أفراد من الدعوة يعدون على أصابع اليد الواحدة بأي صورة من الصور انشقاقا، لا من الناحية العددية ولا الموضوعية»، مؤكدا ترحيب الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور بالتحالف مع القوى الإسلامية بعيدا عن جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، معلنا رفض الدعوة السلفية التظاهر أو الاحتفال في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير (كانون الثاني).

وأضاف الشحات في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يوجد في بعض محافظات مصر بعض ممن لا يرغبون في الاستمرار داخل الدعوة السلفية.. وهذا حقهم الطبيعي ويحدث كل يوم وفي كل الكيانات السياسية والدعوية، رغم أنهم ليسوا من قيادات الدعوة السلفية».

وكانت مصادر قريبة الصلة بالدعوة السلفية أكدت وجود قرابة 50 شيخا من شيوخ الدعوة السلفية في 20 محافظة مصرية، عقدوا عدة اجتماعات سرية مؤخرا بهدف الحفاظ على الدعوة وتوحيد الصف السلفي، ردا على ما وصفوه بسيطرة فصيل محدد يقوده نائب الدعوة السلفية الداعية ياسر برهامي في اتخاذ جميع القرارات داخل الدعوة، وقرروا تأسيس كيان جديد تحت اسم «الجماعة السلفية»، وذلك بعد أيام من استقالة عدد من قيادات حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، لنفس السبب وإعلانهم رسميا تأسيس حزب الوطن.

لكن الشيخ عبد المنعم الشحات قلل من شأن ذلك، وأرجع ما تردد عن وجود انشقاقات لقيادات الدعوة السلفية، إلى وجود رغبة دفينة لدى بعض المنافسين السياسيين في مصر للتأثير على صورة وتماسك التيار السلفي.

وتساءل الشحات ماذا نسمي الاعتصامات التي يقوم بها أفراد عاملون داخل حزب الدستور اعتراضا على سياسية الدكتور محمد البرادعي وكيل مؤسسي الحزب؟ وماذا نسمي الاستقالات الجماعية في حزب الوفد الليبرالي؟ «أقصد الذي يتم لدينا داخل الدعوة السلفية هو حركة خروج طبيعية جدا ومحدودة جدا، فضلا عن أن معظم من أعلن الانشقاق لم ينضموا أصلا للدعوة، أو ممن كان لا يزال يفكر في الانضمام للدعوة السلفية».

وعن وضع الدعوة السلفية إثر الانشقاق الذي طال حزب النور ذراعها السياسية مؤخرا باستقالة رئيسه السابق الدكتور عماد عبد الغفور (مساعد الرئيس المصري محمد مرسي للتواصل المجتمعي) وعدد من أعضاء الحزب، وتأسيس حزب الوطن، قال الشحات: «في الواقع حتى هذه اللحظة لا يوجد حزب يسمى حزب الوطن، فهو ما زال مشروع حزب».

وتابع قائلا: «كانت هناك رغبة لدى مجموعة من الأعضاء في تأسيس حزب يسمى حزب الوطن فانفصلوا، لكن حزب النور الآن لم يتأثر بذلك».

وفي مجمل رده على ما تردد مؤخرا من أن حزب الوطن قد يكون ذراعا أخرى للدعوة السلفية إلى جانب حزب النور، نفى الشيخ الشحات ذلك، وقال: «إن الدعوة السلفية هي جماعة دعوية منظمة، مجال عملها مصر، ولها مجلس تنفيذي في كل محافظة يقسم إداريا لوحدات إدارية، ونظرا لما أحدثته ثورة 25 يناير من حريات سياسية ومناخ سياسي جديد، قرر مجلس إدارة الدعوة السلفية ومجلس أمنائها إنشاء حزب سياسي هو النور».

ويرى مراقبون أن آمال قيادات «الدعوة السلفية»، التي يعتبر حزب النور الذراع السياسية لها، قد تتبدد في لم شمل أبناء الحزب قبيل انتخابات البرلمان المقبلة بعد أن انشق عدد من أعضائه وأسسوا حزبا جديدا، وبعد ما تردد عن انفصال عدد من قيادات الدعوة ذاتها، مما قد يؤثر على فرص الحزب في الحصول على النسبة التي سبق له أن حصدها في الانتخابات الماضية والتي ضمنت له 25 في المائة من مقاعد مجلس الشعب المنحل.

لكن الشيخ الشحات قلل من ذلك بقوله: «حتى ما حدث بالنسبة لحزب الوطن وحزب النور، لا يمكن أن يسمى انشقاقا، فعندما أتحدث عن خروج أقل من 100 عضو من بين مائتي ألف عضو، فهذا لا يمكن أن يسمى انشقاقا».

وبرز حزب النور خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، ويشغل حاليا 46 مقعدا في مجلس الشورى، الذي يتولى وفقا للدستور الجديد سلطة التشريع لحين انتخاب برلمان جديد، محتلا بذلك الأغلبية الثانية بعد حزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمين)، الذي يشغل 106 مقاعد، ما جعل المراقبين يعتبرونه فرس الرهان في أي تحالف لقوى الإسلامي السياسي لتشكيل حكومة أغلبية.

وعن استعدادات الدعوة السلفية لخوض انتخابات البرلمان المقبل بذراعها السياسية حزب النور، قال القيادي بالدعوة السلفية: «تفاصيل التحالفات الانتخابية ونحو ذلك، مختص بها قيادات حزب النور أكثر من قيادات الدعوة، لكن ما نعرفه أنهم يرحبون من حيث المبدأ بالتحالف مع أي حزب إسلامي يكون قريبا من توجه الحزب».

وعن إمكانية التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين بحزبها الحرية والعدالة في الانتخابات المقبلة، قال الشيخ الشحات: «أظن الهيئة العليا لحزب النور حتى هذه اللحظة لم تتخذ قرارا رسميا بذلك؛ أي التحالف مع جماعة الإخوان، لكن الذي نسمعه أنهم يرون أن التحالف بين الحزبين الكبيرين الحرية والعدالة والنور ربما يضعف من فرص كل منهما، ومن هذا المنطلق مبدئيا يفضلون أن يتحالف كل من الحزبين مع مجموعة من الأحزاب الأخرى».

وحول توقعاته بحدوث مصادمات في الذكري الثانية لـ«25 يناير» بين الإسلاميين والمعارضة، قال الشحات: «لا أستطيع أن أتوقع ما سيحدث في ذكرى احتفالات 25 يناير، لكن الدعوة السلفية نصحت الجميع، خاصة بعد الحوادث الكثيرة والمتكررة التي ألمت بمصر خلال اليومين الماضيين، بعدم الخروج للتظاهر، لأنه لم يعد الجو مناسبا لا للتظاهر عند من يريدون التظاهر، ولا للاحتفال عند من يريدون الاحتفال، وإنما ينبغي أن تتوجه الأحزاب السياسية لتقديم حلول تساعد الحكومة الحالية على تجاوز الأزمة».

وعن مشاركة الدعوة السلفية في فعاليات الذكرى الثانية لـ«25 يناير»، كشف الشيخ الشحات عن أن الدعوة السلفية لن تشارك في فعاليات الذكرى الثانية للثورة لا على سبيل التظاهر ولا على سبيل الاحتفال، قائلا: «الدعوة عاكفة على وضع حلول سريعة للأزمات العاجلة وتقديمها للحكومة الحالية، حكومة الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء».