عملية عسكرية وأمنية لتأمين العاصمة الليبية

زيدان يتعهد بألا تكون بلاده منطلقا لأي عمليات تهدد دول الجوار

TT

بدأت السلطات الليبية عملية عسكرية وأمنية واسعة النطاق لتأمين العاصمة طرابلس، بينما تعهد الدكتور علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية، بألا تكون الأراضي الليبية منطلقا لأي عمليات تهدد سلامة أي دولة من دول الجوار، فيما بدا أنه بمثابة رد على تصريحات وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية بأن المجموعة المسلحة التي نفذت الهجوم على موقع لإنتاج الغاز في بلاده مؤخرا جاءت من ليبيا وحضرت للعملية هناك.

وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات من الجيش والشرطة بدأت الانتشار على طول الطرق المؤدية إلى العاصمة الليبية وأقامت نقاطا للتفتيش، بينما قال سكان في المدينة أمس إن الحركة داخل المدينة كانت طبيعية واعتيادية. وأعلنت اللجنة الأمنية العليا المؤقتة وفقا لما بثته وكالة الأنباء المحلية أنها بدأت أمس في تنفيذ الخطة الأمنية المتعلقة بتأمين مداخل ومخارج مدينة طرابلس لتوفير الأمن والأمان للمواطنين بالتعاون مع مديرية الأمن الوطني طرابلس، ورئاسة أركان الجيش الليبي، تنفيذا لتعليمات وزير الداخلية عاشور شوايل.

وحث رئيس الحكومة الليبية علي زيدان مواطنيه على أن يتحلوا بروح الانضباط والمسؤولية لما تبديه الدولة من توجيهات وتعليمات في هذه الفترة التي تمر بها البلاد، مضيفا أنها تداعيات الثورة التي تقتضي أن يكون الجميع على وعي تام بهذه المسائل.

وكان مجلس طرابلس المحلي قد طالب المؤتمر الوطني العام (المؤتمر) وحكومة زيدان بضرورة التدخل الفوري لوقف ما وصفه بالانتهاكات التي تتعرض لها طرابلس الكبرى وممتلكاتها وأراضيها وأشجارها وأوقافها. وأكد المجلس في بيان تلاه رئيسه سادات البدري، عبر التلفزيون الرسمي مساء أول من أمس، أن صبر أهل طرابلس وثوارها بدأ ينفد جراء التهميش والانتهاكات التي يتعرضون لها، معربا عن استياء المجلس الشديد واستنكاره لما تعرض له أحد ثوار طرابلس من إيذاء وإهانة ورمي بالرصاص أدى إلى وفاته يوم الجمعة الماضي من قبل بعض الميليشيات المسلحة التي اتخذت من بعض المقار في طرابلس مركزا لها تمارس فيه القبض والتعذيب.

واستنكر المجلس بشدة تمركز مجموعات مسلحة بميدان الجزائر بالعاصمة طرابلس تحمل شعار وزارة الدفاع «كتيبة الصواعق» على السيارات التي كانت تقلها، واقتحام مقر كتيبة 77 بطريق السور من قبل ميليشيا مسلحة من خارج طرابلس. واعتبر المجلس أن هذه الخطوات الاستفزازية كان من شأنها إشعال الفتنة لولا الحكمة التي أبداها سكان طرابلس وثوارها المشهود لهم بالتروي والحكمة من أجل حقن الدماء.

من جهة أخرى، وتعليقا على تصريحات وزير الداخلية الجزائري بأن كل المعطيات والحقائق كشفت أن المجموعة الإرهابية التي هاجمت القاعدة البترولية في الجزائر مؤخرا جاءت من ليبيا بصفة رسمية، قال رئيس الوزراء الليبي إن «هذا الأمر لم يحدث ولن يحدث في حال من الأحوال». ودعا زيدان مواطنيه إلى التعاون مع الجيش ورجال الأمن والانتباه إلى العناصر التي تنوي تهديد أمن ليبيا وسلامتها والقيام بأي أعمال عدوانية في البلاد، مشددا على ضرورة المراقبة والانتباه كذلك للعناصر التي تتاجر بالمخدرات وبالأسلحة وتحاول أن تستعمل الأراضي الليبية استعمالا سيئا من أجل أهداف تضر بليبيا وبمصالح دول الجوار.

وأعرب زيدان عن قلق حكومته الشديد من تداعيات الأحداث في مالي، مبديا تفهمه للقرار الذي اتخذته الحكومة المالية حيال معالجة هذه الأزمة. وقال في كلمة بثتها قناة «ليبيا الوطنية» الرسمية مساء أول من أمس «نتمنى أن تتوقف الأعمال الحربية في مالي في أسرع وقت ممكن، وتحقيق السلام والأمن والاستقرار والوحدة الوطنية لدولة مالي». وأكد تضامن بلاده التام مع الجزائر الشقيقة في هذه المسألة، ورفضه للحملات العدوانية العنيفة ضد المدنيين في مواقع الإنتاج سواء في حقول النفط أو في غيرها، داعيا دول المغرب العربي، ودول الساحل والصحراء، إلى التضامن التام من أجل حفظ الأمن والسلام في هذه المنطقة. وقال زيدان إن عمليات المراقبة ودوريات حفظ سلامة الحدود تم تشديدها بمنطقة اللويغ حاليا، مؤكدا على عدم السماح بأي حال من الأحوال باختراق الحدود واستغلالها من أجل تنفيذ أعمال عدوانية ضد الجزائر أو غيرها.

إلى ذلك، نفت السلطات الليبية تعرض وزير الدفاع محمد البرغثي لاعتداء مسلح داخل قاعدة طبرق الجوية، حيث قالت وكالة الأنباء الرسمية إن مشادة حدثت بين أفراد الوحدات العسكرية بعد انتهاء اجتماعهم مع وزير الدفاع، مما أدى إلى إطلاق طلقات تحذيرية لضبط الأمن، ولم يقصد الوزير في حد ذاته.

وكان البرغثي قد اجتمع مع آمري الوحدات العسكرية والأمنية التابعة للوزارة بهدف مناقشة كيفية تعزيز وتفعيل الجيش الليبي وتزويده بالتقنية الحديثة وتوفير النواقص من الإمكانيات التي تحتاجها هذه الوحدات.