واشنطن تستعد لتنصيب أوباما تحت شعار «الإيمان بالمستقبل الأميركي»

شاشات ضخمة تنقل الوقائع.. وعروض ترويجية من الفنادق تشمل هدايا ماسية

أوباما وزوجته ميشيل يشاركان في طلاء رف كتب بمدرسة ابتدائية في واشنطن في إطار «اليوم التطوعي» أمس عشية التنصيب (أ.ب)
TT

استعدت العاصمة الأميركية لاحتفالات مراسم تنصيب الرئيس باراك أوباما لتولي فترة ثانية بإجراءات أمنية مشددة، فيما راحت الفنادق تقدم عروضا ترويجية لاستقبال كبار الضيوف.

وارتأى الرئيس أوباما أن يدشن رفقة زوجته السيدة الأولى ميشيل وأعضاء في حكومته، الاحتفالات بالمشاركة في أعمال تطوعية أمس، استعدادا لأداء القسم أمام رئيس المحكمة العليا خلال حفل خاص بالبيت الأبيض اليوم الأحد.

ويعد حفل تسلم الرئيس لمهام منصبه تقليدا عريقا حدد موعده بالعشرين من يناير (كانون الثاني) الذي يوضح أيضا أن ولاية الرئيس تبدأ عند الظهر.

وبما أن 20 يناير لهذا العام جاء مصادقا ليوم أحد، فقد أرجئ الاحتفال الرسمي عملا بالتقليد إلى 21 يناير، وهو بالتالي يوم عطلة تكريما لمارتن لوثر كينغ جونيور.

وتبدأ مراسم الاحتفال الخاص اليوم بمشاركة الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن، بوضع إكليل من الزهور في مقبرة ارلينغتون الوطنية ثم أدائهما القسم. وتبدأ أحداث اليوم بقداس في كنيسة سان جون المواجهة للبيت الأبيض في العاشرة والنصف صباحا، يشارك فيه الرئيس أوباما ونائبه وعدد من كبار الشخصيات الدولية وممثلي الطوائف الدينية. وبعدها يجتمع الرؤساء الأميركيون السابقون وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والوزراء في مبنى الكابيتول؛ حيث يشارك في حفل التنصيب السلطات الحكومية الثلاث؛ التنفيذية والتشريعية والقضائية.

ويؤدي أوباما القسم في الحادية عشر والنصف أمام جون روبرت رئيس المحكمة العليا. وتقول كلمات اليمين الدستورية: «أقسم أن أدافع عن دستور الولايات المتحدة ضد كل الأعداء، وسوف أحمل الإيمان الحقيقي والولاء، وألتزم بذلك بحرية دون تهرب، وسوف أقوم بأداء واجبات منصبي بكل صدق وإخلاص، ويساعدني الله على ذلك». وكان جورج واشنطن أول رئيس أدى هذا اليمين عام 1789.

وبعد القسم، يقدم أوباما خطابا يحدد فيه رؤيته لمهامه في ولايته الثانية، ثم تنطلق الأبواق وتطلق فرقة مشاة البحرية 21 طلقة تحية للرئيس، تصاحبها مراسم موسيقية من الفرقة البحرية والفرقة الموسيقية لجامعة كليفلاند وجامعة بروكلين.

وتنقل عشر شاشات ضخمة على مسار الطريق من الكابيتول إلى البيت الأبيض تفاصيل الاحتفالات للمتفرجين، كما تنقل أكثر من ألفي قناة تلفزيونية وقائع التنصيب على الهواء. وتنتهي مراسم التنصيب بأغنية من كيلي كلاركسون، كما تغني المغنية بيونسيه النشيد الوطني.

وفي الثانية والنصف يبدأ موكب التنصيب الذي تشارك فيه 58 سيارة، ويأتي الرئيس أوباما في سيارته على طول طريق طوله 1.5 كيلومتر في شارع بنسلفانيا. ويتقدم جميع فروع القوات المسلحة التي تشارك في تقليد أميركي لتكرين الرئيس باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ويؤدون التحية العسكرية له.

ويستقبل البيت الأبيض الرئيس وكبار الضيوف في حفل غداء، وفي المساء يستضيف مركز المؤتمرات حفل العشاء الرسمي والحفلات الراقصة للاحتفال بالرئيس أوباما وزوجته ونائب الرئيس بايدن وزوجته وكبار الشخصيات.

وقد طلب الرئيس أوباما إقامة حفلتين رسميتين فقط بسبب الوضع الاقتصادي للبلاد، مقارنة بعشر حفلات أقيمت في احتفالات تنصيبه عام 2009.

وتخصص إحدى الحفلات للضيوف والشخصيات الهامة، إضافة إلى تذاكر للعامة من الناس، بينما تخصص الحفلة الثانية لعائلات العسكريين.

وقد جرت العادة أن يكون الثوب الذي ترتديه السيدة الأولى في ذلك المساء حديث المدينة في عالم الأزياء. وبعد ذلك سيشق الثوب طريقه إلى معهد سميثسونيان لينضم إلى مجموعة فساتين حفلات التنصيب.

وتوقعت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن يكسر احتفال تنصيب الرئيس أوباما حاجز الرقم القياسي في حجم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على «فيس بوك» و«تويتر»، حيث سيشارك الملايين بتعليقاتهم ومتابعة أخبار الحدث.

ويحمل حفل تنصيب الرئيس أوباما لعام 2013 شعار «الإيمان بمستقبل أميركا».

ويقول السيناتور الديمقراطي تشارلز شومر رئيس لجنة الكونغرس المشتركة لاحتفالات التنصيب التي اختارت هذا الشعار، إن الشعار يحيي ذكرى مرور 150 عاما على بناء قبة مبنى الكونغرس في عام 1863 ووضع تمثال مصغر لتمثال الحرية على قمة مبنى الكونغرس.

ويشير السيناتور شومر إلى أنه يحيي ذكرى تحرير العبيد واستكمال بناء قبة مبنى الكابيتول.

ويجتمع الأميركيون في حفلات التنصيب تحت قبة مبنى الكونغرس للاحتفال بهذا التاريخ والتطلع للمستقبل.

ويعد حفل تنصيب أوباما للولاية الثانية الحفل الثالث الذي يحمل شعارا. وكان حفل التنصيب الأول الذي حمل شعارا هو حفل تنصيب الرئيس جورج بوش لفترة رئاسية ثانية عام 2005، وحمل شعار «من أجل أميركا»، ووضعت لجنة الكونغرس المشتركة لاحتفالات التنصيب ذلك الشعار لإحياء ذكرى قرنين من قيام أميركا بالاستكشافات ومرور 200 عام على رحلة لويس وكلارك لاكتشاف المحيط الهادي واستكشاف أرض لويزيانا.

ويرمز الشعار إلى التطلع قدما إلى قرن جديد من البعثات العلمية والإبحار عبر العالم.

وكان شعار تنصيب الرئيس أوباما في عام 2009 «ميلاد جديد للحرية»، وكان يرمز للذكرى المائتين لميلاد الرئيس أبراهام لنكولن.

ولم تقتصر الاستعدادت لحفل تنصيب أوباما على وحدات الشرطة المسؤولة عن العاصمة، بل تمت الاستعانة بوحدة كبيرة من جنود الحرس الوطني تبلغ 6 آلاف جندي، والقوات الجوية من 31 ولاية للمساعدة في تنظيم الاحتفال وتأمين العاصمة وكبار الزوار، إضافة إلى فريق من الاستخبارات وفريق للخدمة السرية وشرطة الكونغرس.

ويشارك 13 ألف عسكري في العرض المشارك في حفل التنصيب وتأمين الموكب.

وتنتشر قوات قناصة فوق أسطح البنايات المطلة على الحدث، وتنتشر كاميرات مراقبة في كل زاوية في الساحة التي تغلق أمام حركة المرور. ويمر كافة الحاضرين لاحتفالات التنصيب بمرحلة تفتيش من خلال آلات الرصد عند كل حاجز أمني، حيث حظرت الشرطة حمل مشروبات كحولية أو حاويات زجاجية أو أجهزة ليزر أو لافتات أو عصا، أو كل ما يمكن أن يشكل تهديدا للأمن.

ومن مبنى الكونغرس إلى مبنى البيت الأبيض، تقوم فرق فنية بنقل كافة أحداث الاحتفالات على شاشات ضخمة، إضافة إلى مقاعد ومدرجات حديدية للمشاركين في الاحتفال والجمهور.

ويذكر أن حفل التنصيب الأول لأوباما في عام 2009 اعتبر تاريخيا؛ إذ شارك فيه مليون وثمانمائة ألف شخص. ويتوقع أن يشارك في حفل الغد نحو 800 ألف شخص. ورغم أن العدد ليس بضخامة حضور حفل التنصيب الأول، فإنه يعد عددا ضخما على مدينة واشنطن التي لا يزيد عدد سكانها على 600 ألف شخص.

وبدورها، استعدت الفنادق ذات الـ5 نجوم بتقديم عروض ترويجية مغرية لاستقبال كبار الضيوف. وشملت هذه العروض هدايا من الماس وساعات وعروضا للتسوق وجولات للمواقع السياحية.

وتعد فنادق «ويلارد»، و«فورسيزون» و«ريتز»، من أهم الفنادق التي تستقبل بصفة دائمة الزعماء والرؤساء من جميع أنحاء العالم. ولفندق «ويلارد» إرث تاريخي يعود إلى عام 1849، حيث شهد حفلات تنصيب رسمية، وقد أقام أشهر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة (أبراهام لنكولن) به قبل حفل تنصيبه في عام 1861. ويتميز الفندق بموقعه الفريد بين البيت الأبيض والكونغرس. وقد زينت كل ردهات الفندق بالأعلام الأميركية وزينات حفلات التنصيب وصور للرئيس أوباما وهدايا تذكارية للحدث. وفرضت على الفندق ومداخله حراسة أمنية مشددة؛ نظرا لموقعه الذي يعد نقطة رئيسية لمشاهدة الحدث.

أما فندق «فورسيزون» بجادة جورج تاون فقد وصل ثمن قضاء أربع ليال في الجناح الرئاسي به، والمكون من طابقين، إلى 100 ألف دولار، وهو العرض الذي قدمه فندق «ريتز كارلتون» ويضم تذاكر درجة أولى وهدايا من الماس وثوب سهرة وأربع ليال في جناح فاخر بالفندق.

ويعد الحدث فرصة كبيرة للترويج السياحي، ويحقق انتعاشا كبيرا لكل فنادق العاصمة ومطاعمها ومحلات بيع الهدايا التذكارية.

وشارك البيت الأبيض في الترويج للهدايا التذكارية للحدث، وصور للبيت الأبيض والرؤساء الأميركيين، والحلويات وسلاسل المفاتيح ولعب الأطفال، واللوحات والقبعات والأكواب، والقمصان التي تحمل ذكرى الحدث، وصور للرئيس أوباما لتخليد ذكرى الحدث التاريخي.

وقد تسابقت الفنادق في تقديم عروض ترويجية تبدأ من عرض شامل للإقامة لمدة 4 أيام بمبلغ 200 ألف دولار، وتذاكر مميزة للعرض، وحساب مفتوح بـ20 ألف دولار للقيام بالتسوق، إلى تقديم هدايا وساعات «رولكس» قيمة للنزلاء، وسيارة فاخرة للقيام بالتنزه في المناطق السياحة بواشنطن.

أما في بقية الفنادق الفاخرة، فقد تراوحت الأسعار فيها من 200 دولار إلى 10 آلاف دولار لليلة الواحدة.

* احتفالات التنصيب.. بالأرقام

* تفيد أرقام البيت الأبيض، بأن تكاليف إقامة احتفالات التنصيب لعام 2013، اشتملت على 4.2 مليون دولار لأعمال تجميل مبنى الكابيتول وبناء المنصة والمدرجات وإقامة الحواجز الأمنية، و250 ألف دولار تكلفة تذاكر مجانية تم توزيعها للعامة لحضور حفل التنصيب أمام مبنى الكابيتول، و2800 دولار تكلفة إقامة مقاعد للمتفرجين على طول طريق الموكب و1600 دولار لمقاعد المنصة لقضاة المحكمة العليا والسفراء والقادة العسكريين وأعضاء عائلتي أوباما وبايدن.

* 40 ألف شخص هو عدد المدعوين لحضور الحفل الراقص مساء الاثنين.

* 50 ألف شخص هو عدد الذين تطوعوا للمساعدة في تنظيم الاحتفالات.

* يفترض أن توجد خمسة آلاف سيارة طوارئ و2500 حافلة سياحية بالقرب من المكان.

* طرحت إدارة تنظيم الاحتفالات تذاكر الاحتفال بسعر 60 دولارا للتذكرة لكن سعرها في السوق السوداء وصل إلى 200 دولار. ويأمل المنظمون أن يحقق حفل التنصيب عوائد كبيرة، وأن يتم جمع مبلغ كبير من التبرعات. ويذكر أن حفل تنصيب الرئيس أوباما في عام 2009 حقق عوائد بقيمة 53 مليون دولار.