نتنياهو: زمن اقتلاع اليهود من الضفة ولى.. والدولة اليهودية مفتاح الفلسطينية

أبو مازن يدعو جيرانه لعدم تضييع السلام

TT

بينما دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، إسرائيل إلى عدم تفويت فرصة تحقيق السلام، حتى لا يضيع، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبو مازن بأنه ليس شريكا طالما ظل يرفض التفاوض، وقال إن شروطه من أجل استئناف المفاوضات ليست مقبولة، وأنه لن يغير في سياسته الحالية فيما يخص عملية السلام ودولة فلسطينية ويهودية إسرائيل والمستوطنات، إذا ما فاز بولاية ثانية في الانتخابات التي تجرى بعد يومين.

ويرسم موقف أبو مازن ونتنياهو في التصريحات التي أدلى بها كل منهما على حدة، صورة قاتمة لإمكانية الوصول إلى حلول قريبة، من دون تدخل دولي فاعل ضاغط ومؤثر. وقال أبو مازن في حفل ديني مسيحي في بيت لحم، «ندعو جيراننا (الإسرائيليين) إلى عدم تفويت فرصة تحقيق السلام.. نقول لهم لا تضيعوها. نريد أن نصل إلى السلام». وأضاف «نحن أصحاب حق نريد أن نحصل عليه وأملنا أن يكون عام 2013 عاما مباركا لكل شعوب المنطقة».

ووضع أبو مازن الشهر الماضي أمام الجامعة العربية مبادرة جديدة تقوم على مفاوضات تستمر 6 شهور وتنطلق من حيث انتهت مع أولمرت ويتوقف خلالها الاستيطان. وقال: «عند قيام الدولة الفلسطينية لن يكون هناك سلام فقط بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، بل بين إسرائيل وجميع الدول العربية والإسلامية».

ويشير أبو مازن بذلك إلى مبادرة السلام العربية التي ستطرحها الدول العربية هذا الشهر، أو الشهر المقبل على الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعقب على المبادرة حتى الآن لكن مواقف نتنياهو عبرت سلفا عما هو منتظر. وقال نتنياهو في مقابلات مع صحف إسرائيلية، إنه لن يوقف ولن يجمد الاستيطان بأي حال، بل اعتبر أن الزمن الذي كانت تزيل فيه الجرافات، منازل مستوطنين في الضفة، ولى إلى غير رجعة متعهدا ببقاء المستوطنات جزءا من إسرائيل.

وثمة خلاف كبير بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حول استمرار البناء الاستيطاني في الأرض الفلسطينية، وتعهدت السلطة بإزالة كل المستوطنات في إطار حل نهائي. وقال نتنياهو لصحيفة «جيروزاليم بوست» إن «أي حكومة ستكون برئاستي لن تخلي مستوطنات في القدس والضفة أبدا». وقال لصحيفة «معاريف»، «الأيام التي كانت فيها الجرافات تقتلع اليهود ولت ولن تعود. أنا لا أتطوع بتقديم تنازلات. وسجلنا يثبت هذا. لم نزل أي مستوطنة بل عززنا الاستيطان». ومن وجهة نظر نتنياهو فالاستيطان ليس سببا للصراع وإنما إحدى نتائجه.

وعندما سئل رئيس الوزراء الإسرائيلي عن إمكانية إعادة تجميد الاستيطان لفترة مؤقتة، رد قائلا «لا. الفكرة استنفدت، وأثبتت أن الفلسطينيين غير معنيين بالمفاوضات». وركز نتنياهو في أحاديثه المتنوعة على الدولة اليهودية، وقال، «أمامنا مهمة إقناع العالم مجددا بأن قضية المستوطنات ليست قضية جوهرية في إطار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن حقيقة جوهر الصراع هو إصرار الفلسطينيين على رفض الاعتراف بالدولة اليهودية». وأضاف: «يجب أن ندرك أننا بحاجة إلى أمرين، الأول: هو تغيير نظرة الفلسطينيين للدولة اليهودية. يجب أن يتقبلوا بفكرة دولة يهودية قومية للشعب اليهودي، ويعترفوا بها إذا أرادوا الحصول على دولة فلسطينية، أما الأمر الثاني، فهو أن ذلك وحده غير كافٍ لأن تتجذر الفكرة لدى جمهور الفلسطينيين.. عليهم أن يغيروا من طريقة تربيتهم لأطفالهم، ويوقفوا الدعاية الإعلامية الموجهة ضدنا». وأردف، «بعد كل ذلك فلا بد لنا من ضمانات تحمينا من أي تغيير ممكن في الخط السياسي، وهذا يحتم وجود ترتيبات أمنية محكمة جدا لحماية إسرائيل. السلام لا يحمينا، يحمينا فقط الأمن».

ووصف نتنياهو نفسه بالواقعي فيما هاجم عباس بشدة، قائلا إنه حتى الآن لم يثبت أنه شريك في صنع السلام، مضيفا، «لقد تهرب من المفاوضات خلال السنوات الـ4 الماضية من خلال وضع الشروط المسبقة واحدا تلو الآخر، وبدل من ذلك فضل أن يتقرب إلى حركة حماس، كما توجه إلى الأمم المتحدة بصورة أحادية وخرق بذلك جميع الاتفاقيات». وطلب نتنياهو من عباس التخلي عن شروطه المسبقة وتغيير نهجه إذا ما أراد العودة إلى طاولة المفاوضات، «إذا غير هذا النهج وعاد إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة فسيجدني بانتظاره».

كما تطرق نتنياهو إلى العلاقة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، منتقدا إياه بالقول إنه متأكد من أن أوباما يعرف جيدا «أنه ما من أحد يستطيع أن يقرر مصالح إسرائيل الحيوية والقومية سوى الحكومة الإسرائيلية المنتخبة»، في إشارة إلى ما تسرب من تصريحات لأوباما قال فيها إن إسرائيل لا تعرف مصلحتها. واعترف نتنياهو بوجود خلافات مع الرئيس الأميركي حول أفضل الطرق لتحقيق سلام مع الفلسطينيين، لكنه هون منها، قائلا إنها خلافات ليست جديدة وطالما كانت حاضرة بين الرؤساء الأميركيين ورؤساء وزراء إسرائيل.

أما فيما يخص الربيع العربي، فرجح نتنياهو ألا تستطيع الحكومات الإسلامية التي وصفها بالرجعية والمنغلقة أن تستمر، وتوقع نتنياهو سنوات عصيبة، ولم يستبعد اندلاع حروب تقليدية مع دول المحيط.