قلق في إسرائيل من القرى الفلسطينية «الافتراضية»

يواصلون البناء في «باب الكرامة» رغم التهديدات الإسرائيلية بإزالة القرية

TT

لم تنل التهديدات الإسرائيلية بهدم قرية «باب الكرامة» الوليدة، من عزيمة سكانها الـ50 الذين يستلهمون المقاومة الشعبية طريقا لمواجهة الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، بل واصل هؤلاء بالأمس بناء مزيد من الخيام في المنطقة القريبة إلى القدس.

ويحاصر الجيش الإسرائيلي الآن القرية الجديدة، بعدما اقتحمها مرتين وهدد أهلها بإزالتها بالقوة كما فعل في قرية باب الشمس الأسبوع الماضي.

وقال نبيل حبابة مسؤول الهيئة الشعبية لمقاومة الجدار في قرية «بيت اكسا» التي بنيت «باب الكرامة» على جزء من أراضيها المصادرة: «وقفنا في وجه الجيش الإسرائيلي، وأقمنا جدارا بشريا ومنعناه من الدخول».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «سنظل هنا. نريد حماية هذه الأرض من إقامة جدار ومستوطنات عليها».

وصادرت إسرائيل معظم أراضي قرية «بيت اكسا» القريبة من القدس، ومنعت أي نشاط فلسطيني هناك.

وثمة خطط إسرائيلية، لبناء جدار ومستوطنات في المكان، وسلمت السلطات الإسرائيلية لمجلس قروي «بيت اكسا» مخططات لبناء جدار قريب من «باب الكرامة». وقال حبابة: «الجدار سيجعل باب الكرامة خارج المنطقة». وأضاف: «يجب منع بناء الجدار بأي حال. إذا ما بنوه هنا فسيحولون (بيت اكسا) إلى سجن حقيقي». وأردف: «هدفنا الحفاظ عليها وعلى باقي الأراضي».

وواصل ناشطون فلسطينيون وأجانب أمس، بناء مسجد من الطوب في القرية الجديدة ونصبوا مزيدا من الخيام. وقال حبابة: «نواصل بحسب الإمكانيات». وتعتبر «باب الكرامة» القرية الثانية «الافتراضية» التي يبنيها نشطاء المقاومة الشعبية في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، ومواجهة حملات السيطرة على أراض فلسطينية وتحويلها إلى مستوطنات. ويلقى الفعل الجديد دعما من السلطة الفلسطينية وفصائل ومؤسسات ومتطوعين.

وقالت القوى الوطنية وهيئة العمل الشعبي (شمال غربي القدس): «إن فكرة إقامة قرية باب الكرامة على أراضي قرية (بيت اكسا) المهددة بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية لإقامة جدار الضم والتوسع وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، جاءت كنموذج آخر للمقاومة الشعبية واستكمالا لقرية باب الشمس».

وطالبت القوى المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل، وإدانة كافة الأعمال الاستيطانية العدوانية، كما دعت السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة وكافة المعنيين بالمشاركة ودعم صمود النشطاء، معلنة «استكمال بناء القرية بنصب المزيد من الخيم، واستكمال بناء المسجد، وزراعة الأراضي بأشجار الزيتون، وإقامة فعاليات ثقافية». وتختصر القرى الافتراضية معركة السيادة على أراضي «ج» بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وثمة قلق مرتفع في إسرائيل من تعميم التجربة وتكرارها بما يسبب إحراجا دوليا كبيرا للحكومة الإسرائيلية. وكتب الصحافي الإسرائيلي عاموس هارئيللي في صحيفة «هآرتس»، واصفا القرى الافتراضية بالظاهرة المقلقة: «بالنسبة للفلسطينيين فإن ذلك تطبيق للشعار الذي رفعوه حول المقاومة الشعبية، هذه أعمال غير عنيفة، ولن تجلب أي تحفظ دولي عليها، فضلا عن أن إعلان إسرائيل البناء في المكان جلب نقدا عالميا كبيرا عليها».

ويرى الكاتب «أن الإجراءات الأخيرة التي يستعملها الفلسطينيون باستخدامهم القوة الناعمة، سوف تتوسع مستقبلا، وستضع حكومة نتنياهو في وضع لا تحسد عليه».

وانتقد هارئيللي عملية هدم قرية باب الشمس: «إن المديح الذي كاله نتنياهو لعملية الإخلاء السريع الذي تم للقرية الوليدة، يظهر المعالجة الفاشلة للحكومة حول كل ما يتعلق بالبؤر الاستيطانية التي أقيمت بالضفة الغربية خلال السنوات الـ15 الأخيرة، في الوقت الذي منحت فيه العملية (عملية الإخلاء) تضامنا مع الفلسطينيين أكبر مما نالوه من وراء أعمالهم العنيفة».