«الوالي» فيصل يلماز لـ «الشرق الأوسط»: بعض مساعداتنا تصل إلى مناصرين للأسد

أكد أن مهمته غير سياسية وانتقد التفسيرات التي أعطيت للتسمية

فيصل يلماز
TT

أكد الوالي التركي، المكلف متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين فيصل يلماز أن مهمته «تقنية بالكامل»، مستغربا التفسيرات الخاطئة التي أعطيت لمهمته، مكررا التأكيد على أن مهمته التنسيق الإنساني فقط وأن «لا مهام سياسية» لديه.

وقال يلماز إن التفسيرات التي أعطيت لمهمته تنطلق من تسمية «الوالي»، وهي رتبة حكومية تركية تساوي منصب حاكم المحافظة، فيما أن التسمية الحرفية هي المنسق لشؤون اللاجئين السوريين برتبة والٍ. وكشف يلماز أن المساعدات التي ترسلها الحكومة التركية تصل إلى مناصرين للأسد في بعض الأحيان «لأن هدفنا هو أن تصل المساعدات إلى المحتاجين دون تمييز»

* حضرة الوالي.. ما طبيعة المهام التي تقومون بها حاليا؟ وما الصلاحيات الممنوحة لكم من قبل الحكومة التركية؟

- المهمة التي عينت من أجلها كانت مباشرة من رئاسة الوزراء بقرار من رئيس الوزراء، لأقوم بمتابعة أمور وتنسيق الخدمات وتأمين الاحتياجات للاجئين السوريين في المدن التركية المجاورة، أي إنني منسق لهذه العمليات. أقوم بتنظيم عمليات الإغاثة والدعم وتأمين احتياجات المخيمات، كما نقوم بأخذ التدابير اللازمة في المدن لكي لا يكون هناك أي صدامات بين سكان المدن (التركية) واللاجئين السوريين.

* ما عدد اللاجئين السوريين حاليا؟ وما هو حجم المساعدات المقدمة وطبيعتها؟

- اليوم يوجد 156 ألف لاجئ سوري على الأراضي التركية. وحسب الاتفاقيات المبرمة مع الأمم المتحدة والتي تنص على تأمين الإقامة المؤقتة والحماية، نحن نقوم باستضافتهم في مخيمات مؤقتة.

* هل تشمل مهماتكم التنسيق السياسي مع المعارضة السورية؟

- لا يوجد بين المهمات التي أحيلت إلى أي نوع من هذا القبيل، فإذا أرادوا أن ينسقوا فهم ينسقون فيما بينهم من دون أي تدخل من طرفنا. ما نقوم به فقط هو تقديم الاقتراحات لهم، خاصة للاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات كي لا تقع مناوشات بينهم وبين الأهالي حيث نقوم بالتنسيق بين حكام الولايات التي يوجد بها لاجئون سوريون.

* إلى ماذا تردون الجدل الدائر حول طبيعة مهمتكم؟

- إن الجدل الذي دار حول طبيعة مهمتي صدر عن جهات حكمت على تركيا مسبقا. نحن كتركيا لا نخفي شيئا عن الإعلام سواء كان محليا أو دوليا ونحن نستقبل جميع وسائل الإعلام هنا دون أي تمييز. مهمتي لم تقتصر على الشهر الماضي بل إنني موجود هنا منذ 4 أشهر، أي منذ عيد الأضحى وأنا أتابع مشكلات الناس هنا، وأتجول بين المخيمات وأماكن اللجوء ونتحدث إليهم ونقوم بقدر المستطاع بحل مشكلاتهم معاناتهم، لأن هدفنا هو مد يد العون لجميع من يحتاج وطلب العون منا كتركيا ولا يوجد لنا أي هدف آخر.

* ما هو الحد الأقصى الذي تستطيع تركيا تحمله من اللاجئين؟ وهل هناك نية لإقامة معسكرات أخرى؟

- هذه ليست مهمتي ولكن هي من مسؤولية المسؤولين الكبار في الدولة، ونحن نتقاسم لقمة الخبز مع من لجأ إلينا وطلب العون منا. وهنا لا يوجد لدينا أي مشكلة في هذا، ومهمتنا هنا هي تطبيق ما يقرره المسؤولون الكبار في الدولة على أرض الواقع. إذا كانت الظروف عصيبة وتحول دون رجوع القادمين إلى أراضيهم وإذا احتاج الأمر إلى فتح مراكز جديدة للقادمين فسيكون هذا بقرار من السلطات العليا وسنقوم بتنفيذه.

* كيف يتم تنسيق المساعدات إلى الداخل السوري؟

- في البداية نحن نقوم بتقديم المساعدات على نقطة الصفر الحدودية لمن يحتاج إلى مساعدات سواء للأشخاص أو للمسؤولين المحليين هناك، ومن ثم لا نتدخل كيف وإلى من ستذهب هذه المساعدات، لأن من يقوم بتنظيم هذه المساعدات وتوزيعها هناك هي منظمات المجتمع المدني ومنظمات الإغاثة الدولية. ففي بعض الأحيان تذهب هذه المساعدات إلى مناصري الأسد أو جهات أخرى ولا يمكن أن نتدخل هناك، لأن هدفنا هو أن تصل المساعدات إلى المحتاجين دون تمييز.

إن تركيا تقوم بتضحيات كبيرة جدا لمساعدة الشعب السوري سواء كان مسلما أو مسيحيا أو ينتمي إلى طوائف دينية أخرى، وأيضا نرى هذا التجانس العرقي داخل المخيمات الموجودة على أراضينا، ولا نفرق بين أحد منهم. كل ما نريده ونبتغيه هو وقف نزيف الدم بين الإخوة السورين داخل سوريا وندعو القوى الدولية لاستخدام نفوذها لوقف نزيف الدم، لأنه سواء كانوا من مناصري الأسد أو من المعارضة فإنهم جميعا من أبناء هذه المنطقة التي ننتمي إليها جميعا. وإذا استمر نزيف الدم فإن تركيا والشرق الأوسط سيكون مضطرا إلى تقديم تضحيات كبيرة. إن أكثر ما يؤرقني هو أن هذه المنطقة بدلا من أن تكون واحة للسلام في العالم الآن أصبحت واحة للحرب.