أردوغان يؤكد حتمية رحيل الأسد ورفاقه ومحاسبتهم ودمشق تنتقد الدول التي «تمول الإرهابيين وتسلحهم»

مصدر تركي: وحده الدعم الخارجي يبقيه في السلطة

TT

عادت تركيا إلى التأكيد على أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد «حتمي» وأنه سيذهب هو ورفاقه عن مناصبهم عاجلا أو آجلا، كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، بينما كرر وزير خارجيته كلاما مشابها مؤكدا رفض بلاده «أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية». وفي المقابل وجهت سوريا انتقادات غير مباشرة لتركيا لدورها في مساعدة المعارضين، حيث انتقدت دمشق في رسالة بعثت بها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي الطلب الذي تقدمت به 58 دولة من أجل إحالة النزاع السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، متهمة بعض الدول الموقعة على العريضة المرفوعة إلى مجلس الأمن بدعم «المجموعات الإرهابية».

وأكدت مصادر رسمية تركية لـ«الشرق الأوسط» أن كل المؤشرات تقول إن رحيل الأسد «حتمي، لكن ما يلقاه من دعم خارجي وحده يمنحه القدرة على البقاء». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إنه على هذه الدول أن «تراجع حساباتها، وأن تنظر إلى ما يجري حقيقة على الأرض. فإذا كانت غير مهتمة بمصالح السوريين والدماء التي تسفك يوميا، فعليها أيضا التفكير بمستقبل دورها في المنطقة». وإذ رفض المصدر تسمية هذه الدول تحديدا من بين داعمي الأسد، اكتفى بالقول إن بعض داعمي الأسد «يمايزون مواقفهم والآخرون ينخرطون في الأزمة (السورية) حتى النخاع». وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن الرئيس السوري بشار الأسد ورفاقه، سيرحلون عن مناصبهم، آجلا أو عاجلا، وسيحاسبهم الشعب السوري. وشدد على «استحالة استمرار الديكتاتور القاتل، الذي يداه ملطختان بالدماء في كرسي الحكم بسوريا»، منوها أن «النظام السوري فقد شرعيته تماما عند شعبه، وأمام العالم».

وقال أردوغان في خلال جولة له على مدينة غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية أمس إن الأسد قد يظل مدة أخرى بعض الشيء في السلطة، لكنه سيرحل آجلا أو عاجلا.

أما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو فقد أكد أن هناك اتفاقا بين المجتمع الدولي على أن تغييرا للنظام في سوريا أمر لا مفر منه، وأضاف أنها «مسألة وقت». وقال داود أوغلو إن تركيا لم تقل قط إن الأزمة السورية قضية سهلة الحل وإن الحل سوف يكون سريعا. وأشار إلى أن «سوريا والداعمين لها طالبوا بدور للرئيس السوري بشار الأسد في عملية انتقالية غير أن تركيا لا تقبل بذلك». وقال إن «خطاب الأسد الأخير قبل نحو أسبوعين كان تكرارا لما أعلنه في الشهور الماضية وكان مخيبا لآمال المجتمع الدولي بأسره عدا إيران». وأضاف أن «روسيا والصين وإيران لها وجهات نظر مختلفة بشأن الكيفية التي يجب أن يترك بها الأسد السلطة ولكن في نهاية المطاف فإن مصير سوريا لن تحدده تلك المناقشات ولكن الشعب السوري. لا أعتقد أن قدرة السوريين على المقاومة سوف تكسر. إذا دفعت أمة ثمنا باهظا عندئذ فإنها سوف تجني ثمار ذلك».

وانتقد داود أوغلو الأمم المتحدة ومجلس الأمن، قائلا إن المنظمة الدولية مسؤولة عن حماية السلام الدولي، متابعا: «إذا لم تضطلع (الأمم المتحدة) بتلك المسؤولية في سوريا، فأين سوف يظهر مجلس الأمن موقفا موحدا؟!».