اليمن: مقتل 17 عنصرا من «القاعدة» بغارات جوية في مأرب وبانفجار بالبيضاء

حاخام يمني يؤكد المشاركة في مؤتمر الحوار ويطالب بأموال منهوبة

TT

لقي قرابة 17 عنصرا من عناصر تنظيم القاعدة، أمس، مصرعهم في حادثين منفصلين بالتزامن مع تكثف الطيران الأميركي من دون طيار من غاراته الجوية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، على مناطق في محافظة مأرب بشرق اليمن لاستهداف عناصر «القاعدة» والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في حين قتل عدد غير قليل من عناصر التنظيم في انفجار بأحد المنازل أثناء تجهيزهم لعبوات ناسفة، في وقت قالت فيه الطائفة اليهودية في اليمن لـ«الشرق الأوسط» إنها ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر الشهر المقبل.

ومني تنظيم القاعدة بخسارة كبيرة في صفوفه بوسط وشرق اليمن، وذلك بمقتل قرابة 17 عنصرا من أعضائه وقياداته، التي يعتقد أن بينها عناصر أجنبية، حيث لقي 3 من عناصر التنظيم، أمس، مصرعهم وجرح آخرون في غارة جوية جديدة على محافظة مأرب واستهدفت سيارة كانت تقل مطلوبين في مديرية الوادي، وذلك بعد أن كانت طائرات من دون طيار نفذت، مساء أول من أمس، غارتين جويتين على سيارتين كانتا تقلان عناصر مطلوبة وأسفرت عن مقتل 4 منهم، على الأقل، في وادي عبيدة بمحافظة مأرب بشرق البلاد، وأكد مصدر أمني يمني أن الغارتين أسفرتا عن «تدمير سيارتين لعناصر التنظيم الإرهابي في الضربتين، وأنه يجري حاليا التحقق من هويات تلك العناصر التي كانت تحت مراقبة وتتبع الأجهزة الأمنية في إطار الجهود لمحاربة الإرهاب».

وتشير المصادر إلى أن القصف الجوي وقع في منطقة آل شبوان والتي تعد من أهم معاقل «القاعدة» في مأرب، وفي أول رد فعل، قامت مجاميع قبلية بقطع الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة مأرب، وذلك احتجاجا على القصف، حيث يقول السكان إنه استهدف منطقة آهلة بالسكان، هذا وتشهد محافظة مأرب اختلالات أمنية وهجمات تخريبية تستهدف خطوط نقل الكهرباء وأنابيب نقل الغاز المسال والنفط.

وفي السياق ذاته، حين قالت السلطات اليمنية إن نحو 10 من عناصر التنظيم لقوا مصرعهم في انفجارات عنيفة وقعت في أحد المنازل بمنطقة المناسح في مديرية رداع بمحافظة البيضاء في وسط البلاد، وحسب مصدر محلي، فإن انفجارات مدوية وقعت مساء أول من أمس، في منطقة المناسح وكانت ناتجة عن عبوات ناسفة انفجرت في منزل شخص يدعى أحمد عبد الله ضيف الله الذهب والمكنى بـ«الرجعي» وأسفر سقوط قتلى من الإرهابيين و«بينهم عناصر قيادية خطرة»، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن علي محمد المنصوري، وكيل محافظة البيضاء لشؤون مديريات رداع قوله، إن «المنزل الذي كان مخصصا لإعداد المتفجرات والعبوات الناسفة تدمر بالكامل إثر انفجار العبوات الناسفة وكان بداخله الكثير من القياديين في التنظيم وقت الانفجار ومنهم عناصر من جنسيات أجنبية». وأضاف المسؤول المحلي، أن «عناصر إرهابية أخرى هرعت إلى موقع المنزل الذي حدث فيه الانفجارات ومنعت المواطنين من الاقتراب منه حتى لا يتسنى لهم التعرف على ملابسات التفجير ومعرفة العدد الحقيقي للضحايا وهوياتهم».

وتنفذ الطائرات الأميركية من دون طيار غارات جوية مكثفة على المناطق التي يتحرك فيها عناصر تنظيم القاعدة وتحديدا في محافظات: مأرب، شبوة، حضرموت وبعض مناطق محافظة أبين ومناطق أخرى من محافظات جبلية ذات تضاريس صعبة، في حين تستمر الحملة الأمنية في صنعاء وأغلب عواصم المحافظات لملاحقة المطلوبين والدراجات النارية التي تستخدم في عمليات الاغتيالات.

على صعيد آخر، قالت الطائفة اليهودية في اليمن إنها ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر الشهر المقبل كنوع من ممارسة حقوقها المكفولة في القانون اليمني، وقال يحيى يوسف، حاخام يهود آل سالم الذين هجرهم الحوثيون عن قراهم بمحافظة صعدة مطلع عام 2007، إن أبناء الطائفة اليهودية سيشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر الشهر المقبل بخمسة أشخاص يمثلون يهود صعدة الموجودين في صنعاء وأيضا يهود مديرية ريدة بمحافظة عمران «لأنهم جميعا من أبناء الشعب اليمني». وحول المطالب التي سيحملها يهود اليمن إلى المؤتمر الحوار، قال يوسف لـ«الشرق الأوسط» إن لديهم الكثير من المطالب والمظالم التي سيطرحونها على المؤتمر والمؤتمرين لمناقشتها وإصلاحها أو تعويضها. وأشار إلى تهجيرهم على يد الحوثيين من قراهم ونهب أموالهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومنعهم قسرا من العودة إلى ديارهم التي عاشوا فيها أبا عن جد منذ قرون طويلة. وأضاف نطالب بـ«التفاف الناس حولنا وبالأمن والاستقرار»، وعما إذا كان أبناء الطائفة اليهودية يتوقون لممارسة النشاط السياسي في اليمن بصورة مباشرة، أي عبر كيانات أو تيارات سياسية، أكد الحاخام يحيى يوسف أن لـ«الجميع حقوق وعليهم واجبات، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم»، وأعرب عن أمله في أن يكون «أبناء الشعب اليمني، في المستقبل، سواسية وأن يطبق على الجميع الدستور والقانون»، أنه «متفائل كثيرا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ليتم فيه حل كافة مشكلات الشعب اليمني، سواء في شمال أو في جنوبه وأن يخرج الحوار اليمن إلى بر الأمان».

تجدر الإشارة إلى أن العشرات من يهود اليمن ظلوا في بلادهم ويرفضون الهجرة إلى إسرائيل رغم المساعي التي تبذلها بعض المنظمات اليهودية لتسهيل هجرتهم ورغم المخاطر الأمنية والمضايقات التي يتعرضون لها.