إيران تؤكد أن إسقاط الأسد «خط أحمر»

التنسيقيات ترفض دعوة المعلم إلى الحوار

TT

رفض معارضون سوريون دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لـ«حوار مع التنسيقيات»، فيما وجهت إيران رسالة شديدة اللهجة تعتبر الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد «خطا أحمر».

وحذر علي أكبر ولاياتي مساعد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي من الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد قائلا إن مصيره «خط أحمر»، معتبرا أنه «إذا أطيح بالرئيس السوري بشار الأسد فسوف ينكسر صف المقاومة في وجه إسرائيل». وأضاف في المقابلة التي أجرتها معه قناة «الميادين» التلفزيونية اللبنانية: «نعتقد أنه يجب إجراء إصلاحات تنبع من إرادة الشعب السوري لكن دون اللجوء إلى العنف وطلب المساعدة من أميركا». وردا على سؤال عما إذا كانت إيران تعتبر الأسد خطا أحمر قال ولاياتي: «نعم هو كذلك، لكن ذلك لا يعني أننا سنتجاهل حق الشعب السوري في اختيار حكامه».

وحمل ولاياتي «دولا عربية رجعية» مسؤولية العنف في سوريا. وخص بالذكر قطر التي اتهمها بجلب مقاتلين من الصومال وأفغانستان للمساعدة على الإطاحة بالأسد. وقال إن جميع الأطراف المعنية بالأزمة في سوريا تحتاج إلى التفاوض. لكنه أردف: «أي أحد يدخل المحادثات لا يمكنه الجلوس إلى الطاولة وهو يدعم العناصر المسلحة، ولكن يجب أن يخوض المفاوضات ويوقف دعم المسلحين». ورد معارضون سوريون على دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم تنسيقيات الثورة للحوار مع النظام، معتبرين أنها «دعوة غير جادة، وتدحضها الوقائع الميدانية في ظل تصعيد الحملة العسكرية على محافظتي ريف دمشق وإدلب». وكان المعلم دعا في حوار تلفزيوني مع التلفزيون الرسمي «من حمل السلاح من أجل الإصلاح» إلى الحوار، قائلا «الإصلاح آت وأبعد مما تطالب به، فتعال وشارك». وفي أول اعتراف رسمي بالتنسيقيات، عبر ذكرها على لسان مسؤول في النظام السوري، قال المعلم: «أخص بذلك التنسيقيات، جيل الشباب لأن هذا البرنامج لهم». وأضاف: «من حمل السلاح من أجل المال أقول له سامحك الله فأنت تدمر البلد من أجل حفنة دولارات، تعال شارك في بنائها. أما من حمل السلاح دفاعا عن عقيدة فليس في سوريا لك مكان».

وقال عضو الائتلاف الوطني والناطق باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن دعوة المعلم «غير جادة أصلا، إذ يوجهها مرة جديدة لمن وجهها إليهم رئيسه بشار الأسد، وهي معارضة فرختها أجهزة المخابرات». ورأى إدلبي أنه «حين يتحدث المعلم عن أن مبادرة (الرئيس السوري بشار) الأسد هي الأساس، فإنه ينسجم مع ما قاله عن أدوات المؤامرة في سوريا هم الثوار، وبالتالي فإنه يشرع قتلهم».

بدوره، اعتبر عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية عمار الحسن أن دعوة المعلم للحوار غير جادة، مؤكدا أنه «لا حوار مع النظام بعد سقوط أكثر من ستين ألف قتيل من الشعب السوري». وأضاف في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «لماذا لم يعرض الحوار مع السوريين والثوار في بدايات الأزمة قبل وقوع هذا العدد من الشهداء؟» مضيفا أن «الشعب السوري وعائلات الضحايا لن يصالحوا النظام ولن يحاوروه، ويعرفون كيف يثأرون من قتلة أفراد عائلاتهم، ولهم الحق بالرد بالطريقة التي يرونها مناسبة»، مشيرا إلى أن الناشطين في تنسيقيات الثورة «سيجعلونه يتحاور مع الشهداء الذين تم قتلهم بدم بارد».