المرجعية الشيعية: موقفنا ضد الاقتتال الطائفي ملزم لأتباعنا شرعا

المظاهرات تتواصل.. ومتظاهر في الموصل يضرم النار في نفسه

مشيعون يحملون نعش الطبيب سعد متي بطرس الذي قتل في هجوم بكركوك أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت المرجعية الشيعية العليا في العراق، أن موقفها من قضية تحريم الاقتتال الطائفي في العراق «ليس جديدا، وبالتالي لا يحتاج إلى إصدار فتوى بذلك».

وردا على مطالبة شيخ عشائر الدليم، ماجد العلي السليمان، في مؤتمر شيوخ العشائر الذي نظمته وزارة الداخلية أول من أمس المرجعية الشيعية بتحريم الاقتتال المذهبي، قال الشيخ علي النجفي نجل المرجع الشيعي آية الله العظمى بشير النجفي (أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف وهم علي السيستاني ومحمد سعيد الحكيم ومحمد اسحق الفياض بالإضافة إلى النجفي) في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما نود التأكيد عليه هنا أن موقف المرجعية واضح من هذه المسألة ولا لبس فيه على صعيد منع الاقتتال الطائفي والوقوف ضده بكل الوسائل الشرعية». وأضاف النجفي: «إننا لا نريد العودة إلى الماضي البعيد ونحصر المواقف التي اتخذتها المرجعية من مسألة الاقتتال الطائفي لوجدنا أنها وقفت ضده وبحزم». وأوضح أن «المرجعية وقفت ضد كل محاولات إثارة الفتنة الطائفية في العراق والتي كادت تحرق الأخضر واليابس». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان موقف المرجعية هذا يظل في إطار الموقف أم يرقى إلى مستوى الفتوى قال النجفي، إن «كل ما تقوم به المرجعية من مواقف وتلزمه أتباعها من تعليمات هي ملزمة لهم شرعا».

من جهته، أكد شيخ عشائر الدليم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف من الدعوة التي أطلقها للمرجعيات الشيعية بإصدار مثل هذه الفتوى يأتي من زاويتين وهما الدور المحوري للمراجع الشيعة وما يمثلونه من ثقل لدى أتباعهم والثانية هو أن هناك من يريد استباحة الدم الشيعي - السني استجابة لأجندات وهو ما يعطي لمثل هذه الفتاوى قوة تفوق قوة القانون في الأعراف القبلية والدينية».

وبشأن رؤيته للازمة الراهنة خاصة المظاهرات في المحافظات الغربية والشمالية، قال السليمان، إن «المشكلة التي نواجهها حاليا تتمثل في أن هناك من يحاول العبث بمقدرات الناس لأهداف خاصة به سياسية أو انتخابية لأن هناك بعض السياسيين يجد أن الفرصة الوحيدة المتاحة له لإعادة تلميع نفسه أو ركوب الموجة هي الآن ومن خلال المظاهرات وهو أمر يجد العقلاء أنفسهم يقفون ضده مع التأكيد على ضرورة أن تقوم الحكومة بتنفيذ المطالب المشروعة والعادلة دون مماطلة حتى نقضي على جذور الفتنة من أساسها».

إلى ذلك، دعا قصي السهيل، النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي والقيادي البارز في التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، إلى احتواء الأزمة السياسية في العراق بأسرع وقت ممكن. وقال السهيل في بيان أمس، إنه «من المهم تضافر جميع الجهود من أجل الوصول إلى حلول عملية لما يمر به البلد»، داعيا «الجميع لتحمل مسؤولياتهم تجاه الأزمة السياسية التي يمر بها البلد».

وأضاف السهيل أن «استمرار الأزمة سيؤثر بشكل سلبي على جميع مرافق الدولة وعلى المواطنين»، لافتا إلى أن «الأزمة تتعلق بثلاثة جوانب فمنها ما يخص السلطة التنفيذية والآخر يتعلق بالسلطة التشريعية بالإضافة إلى السلطة القضائية». وقال السهيل: «إننا مع المطالب المشروعة والدستورية للمتظاهرين»، موضحا أن «اللجوء إلى الحوار ورسم خارطة طريق للمطالب وتنفيذ ما هو مشروع منها يمثل مخرجا مهما للأزمة».

ميدانيا، تواصلت المظاهرات والاعتصامات في المدن والمحافظات الغربية في العراق. وفي هذا السياق، أضرم متظاهر النار في نفسه وسط الموصل، حسبما أفادت به وكالة «رويترز». ونقلت الوكالة عن مصادر في الشرطة العراقية قولها إن بقية المتظاهرين سارعوا إلى إخماد النار بستراتهم ونقل المصاب إلى المستشفى. وقال غانم العابد، أحد منظمي مظاهرات الموصل: «لا نريد أن يشنق أو يحرق الناس أنفسهم فهذا لا يجوز شرعا.. لكن اليأس بلغ به (المتظاهر) حدا دفعه إلى إضرام النار في نفسه».