«الداخلية العراقية» لـ «الشرق الأوسط»: لا صحة لتعذيب معتقلين سعوديين بعد نهائي الخليج

معتقل سعودي في العراق: تعرضنا لإساءات وضرب لأن الحكم سعودي > المالكي يقول إنه شعر بأن «ظلما» وقع على منتخب بلاده

TT

أبلغ سجين سعودي، تحتفظ «الشرق الأوسط» بهويته، هاتفيا من العراق بتعرض السجناء السعوديين لإساءات وصفها بـ«الطائفية» من قبل حراس المعتقل الذي يوجد به، مؤكدا وقوعهم ضحايا لبعض الأحداث السياسية والرياضية التي جرت مؤخرا، داعيا إلى سرعة تحرك المسؤولين من الجانبين السعودي والعراقي من أجل حل ملفهم.

وقال السجين: «انهال علينا بعض الحراس بالضرب والركل بعد نهاية مباراة الإمارات والعراق» التي فازت بها الإمارات لتكون بذلك بطلا لكأس الخليج لدورته 21، وهي المباراة التي قادها الحكم السعودي خليل جلال.

واتفق ما قاله السجين مع تصريحات ثامر البليهيد رئيس لجنة المعتقلين السعوديين في العراق، الذي أعلن أمس عن تعرض 20 سجينا سعوديا لاعتداءات كبيرة داخل السجون العراقية بعد نهاية مباراة الإمارات والعراق الأخيرة في المنامة، مبينا أنهم تلقوا الضرب المبرح والقذف والسب، إضافة لبعض العقوبات القاسية الأخرى.

من جهتها، نفت السلطات العراقية أن يكون أي من السجناء السعوديين في العراق قد تعرض للتعذيب في السجون والمعتقلات العراقية على خلفية بطولة «خليجي 21». وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مثل هذه الأخبار عارية عن الصحة تماما وليست منطقية ولا معقولة»، مشيرا إلى أن «العراق خاض مباريات طبيعية، وأن مبارياته الأخيرة مع المنتخب الإماراتي لم تشهد أي شيء سلبي، وأن الحكم السعودي لم يظلم الفريق العراقي أصلا».

وأوضح أن «لعبة كرة القدم هي فوز وخسارة، وأن رئيس الوزراء نوري المالكي هنأ الرئيس الإماراتي بالفوز الذي كانوا يستحقونه، فضلا عن أن العراقيين، حكومة وشعبا، لم يكونوا غاضبين من المنتخب العراقي الذي استقبل بحفاوة؛ لأنه أدى مباراة كبيرة في كل مراحل البطولة».

وأكد المسؤول العراقي أن «مثل هذه التصريحات يراد منها إحداث شرخ بين الأشقاء لأجل غايات معروفة». لكن رئيس الوزراء العراقي كان له رأي آخر، وقال إنه شعر بظلم وقع على منتخب بلاده.

وأضاف المالكي خلال استقباله بعثة المنتخب العراقي مساء أول من أمس فور عودتها من البحرين: «أشعر بأن هناك ظلما وقع على منتخبنا في المباراة النهائية في كأس الخليج، لكنكم حققتم انتصارا نال إعجاب الجميع».

إلى ذلك، أعرب غانم الجميلي السفير العراقي لدى السعودية عن أمله في إنجاز اتفاقية تبادل المحكومين بين بلاده والمملكة في أسرع وقت، معتبرا أن عدة عوامل أثرت في إبطائها، من أبرزها الظروف السياسية التي يعيشها العراق مؤخرا. وقال الجميلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس إن ملف المعتقلين يختص بوزارتي العدل والداخلية في البلدين، والسفارة من جهتها تبذل قصارى الجهد من أجل توفير المعلومات للمسؤولين ولذوي السجناء المعتقلين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عدد السجناء العراقيين في السعودية يتجاوز 100 سجين متهمين بتهريب المخدرات وتجاوز الحدود بشكل غير شرعي، إضافة لارتكابهم بعض الجرائم الشخصية، بينما تضم المعتقلات العراقية نحو 65 سجينا سعوديا.